أكد وزير الدفاع الصيني، وي في نغ، أمس الأربعاء، أن العسكريين الصينيين سيحافظون بحزم على سيادة الصين وأراضيها، فيما أثارت تنبيهات عاجلة على تلفزيون في تايوان جرى بثها بالخطأ، حالة هلع بسبب إعلانها عن هجوم صيني لم يكن حقيقياً.
وشدد الوزير الصيني في مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي، لويد أوستن، على أن تايوان جزء من الصين وهي حقيقة لا يمكن لأحد أن يغيرها.
وجاء في بيان للبنتاغون أن الوزيرين «ناقشا العلاقات الدفاعية الأمريكية الصينية والقضايا الأمنية في المنطقة، والعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا». ونقلت الوكالات عن وزير الدفاع الصيني قوله لنظيره الأمريكي، إن «على الولايات المتحدة التوقف عن الاستخفاف بعزيمة الصين وقدرتها»، محذراً من أنه «إذا تم حل قضية تايوان بطريقة غير مقبولة، فسيكون لها تأثير مدمر في العلاقات الصينية الأمريكية». كما دعا الوزير الصيني الولايات المتحدة إلى التوقف عن استخدام القضية الأوكرانية كذريعة لإلقاء اللوم على بكين.
وتزامناً مع هذا التحذير الحازم، دعت واحدة من أكثر الشخصيات الإعلامية الحكومية شهرة في بكين، الشعب الصيني إلى الاستعداد للدخول في حرب مع الولايات المتحدة، وذلك مع تزايد احتمالات اندلاع حرب بين البلدين على نحو مقلق بسبب أزمة تايوان.
وحسب مجلة «نيوزويك» الأمريكية، وصف هو شيجين، رئيس التحرير السابق لصحيفة «جلوبال تايمز» الصينية، «شعوراً حقيقياً بالأزمة في تايوان»، حيث يقول إن الشعب الصيني أكثر استعداداً نفسياً للحرب.
إلى ذلك، اعتذرت قناة تلفزيونية تايوانية، أمس الأربعاء، عن تسببها بحالة «هلع» بين الجمهور بعد بثها عن طريق الخطأ، سلسلة من التنبيهات تفيد بأن الصين شنت هجمات على الجزيرة أثناء النسخة الصباحية من نشرتها الإخبارية. وقال تلفزيون «سي تي أس» المتمركز في تايبيه، في بيان، إن «سي تي أس يقدم اعتذاراته الصادقة عن هذا الخطأ الجسيم الذي تسبب في هلع بين الجمهور وبمشاكل للوحدات المعنية».
وأثار التلفزيون مخاوف بعد بثّه سلسلة تنبيهات بينها «إصابة مدينة تايبيه الجديدة بصواريخ موجهة من الجيش الشيوعي». وقال إن «سفناً انفجرت ودمرت منشآت وقوارب. ولحقت أضرار بميناء تايبيه».
وعزا التلفزيون الخطأ إلى موظفين بثوا عن طريق الخطأ محتوى تدريبات على حرائق تم تكليف المحطة بإنتاجه لرجال الإطفاء في مدينة تايبيه الجديدة.
وورد في تنبيه آخر «قد تندلع الحرب ومدينة تايبيه الجديدة تفتح مركز قيادة وتحكم مشترك للطوارئ».
ويأتي هذا الحادث المتعلق بمسألة حساسة جداً في تايوان، في أجواء من القلق من أن تنفّذ الصين يوماً ما تهديداتها بضم الجزيرة شبه المستقلة التي تعتبرها جزءاً من أراضيها ووعدت باستعادتها بالقوة إذا لزم الأمر. وتزايدت هذه المخاوف بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وقال التلفزيون إنه أصدر تصحيحات واعتذارات عبر قنوات متعددة، مؤكداً أنه «سيعاقب بشدة» المسؤولين بعد بدء تحقيق داخلي. وكتب في منشور على صفحته على فيسبوك: «لا داعي للذعر»، موضحاً أن «رسالة للوقاية من الحرب والكوارث نشرت بالخطأ».
ورد بعض مستخدمي الإنترنت بغضب وازدراء. ومع ذلك لم تكن هناك أي مؤشرات على ذعر في شوارع تايبيه صباح الأربعاء. (وكالات)