الدوحة.. «الفرصة الأخيرة» اليوم لمفاوضات غزة

دانت دولة الإمارات بشدة اقتحام وزير إسرائيلي ومستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، مشددة على ضرورة احترام إسرائيل للوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس وعدم المساس به، بينما تنطلق اليوم في الدوحة مفاوضات «الفرصة الأخيرة» حول الهدنة في غزة، وأعلنت إسرائيل أنها سترسل وفدها كاملاً، بينما قالت الولايات المتحدة إنها تتوقع أن تمضي المحادثات غير المباشرة قدماً كما هو مخطط لها، وإن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لا يزال ممكناً.
وجددت وزارة الخارجية، في بيان لها، تأكيد موقف دولة الإمارات الثابت، بضرورة تَوْفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى، ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية فيه، مشددة على أهمية احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، في رعاية المقدّسات والأوقاف بموجب القانون الدولي، والوضع التاريخي القائم، وعدم المساس بسُلطة صلاحيات إدارة أوقاف القُدس وشؤون المسجد الأقصى. كما أعربت الوزارة عن تضامن دولة الإمارات الكامل ووقوفها إلى جانب الأردن الشقيق ومع كافة الإجراءات التي يتخذها في الحفاظ على الأماكن المقدسة. ودعت الوزارة السُلطات الإسرائيلية إلى وقف التَصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، مؤكدةً رفض دولة الإمارات لكافة الممارسات المخالفة لقرارات الشَّرعيَّة الدُّوليَّة، والتي تُهدِّد بالمزيد من التَصعيد. وطالبت الوزارة المجتمع الدولي بتعزيز كافة الجهود الإقليمية والدولية، لإيجاد أفق سياسي جاد يسهم في تحقيق السلام الشامل على أساس حل الدولتين، ويحقق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق في بناء دولة مستقلة وذات سيادة، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وتستضيف العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الخميس، جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين «حماس» وإسرائيل لوقف النار في الحرب الدامية الدائرة في غزة منذ أكثر من عشرة أشهر، فيما أكّد مسؤول أمريكي مطلع على المحادثات أنّه من المقرر أن يتوجه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز للدوحة لحضور المباحثات. كما يشارك في اجتماع رباعي اليوم في الدوحة مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري ورئيسي الموساد والمخابرات المصرية، بينما أكّد مصدر مقرب من «حماس» أنّ الحركة لن تعيد التفاوض حول ما تم الاتفاق عليه في وقت سابق. وقال إنّ الوفد «لن يغيّر في شيء مما سبق… على الإسرائيليين أن يحضروا للموافقة أو لا يأتوا على الإطلاق».
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة على دراية بتصريحات «حماس» بشأن عدم المشاركة في محادثات وقف إطلاق النار في غزة، لكنه أشار إلى أن قطر أكدت وجود تمثيل للحركة في المفاوضات. وأضاف: «سأدع شركاءنا القطريين للحديث عن الأمر، نحن نأمل بأن تمضي المفاوضات قدماً».
ونقل موقع «أكسيوس» عن مصادر أن «حماس» أوضحت أن ممثليها لن يشاركوا بمحادثات الخميس، ولكنهم سيكونون على استعداد للقاء الوسطاء بعد ذلك، للحصول على تحديث، ومعرفة إذا كانت إسرائيل ستقدم اقتراحاً جدّياً وعملياً للصفقة.
وأكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، أن وفداً إسرائيلياً سيحضر محادثات الدوحة. وجاء في بيان صادر عن مكتبه: «وافق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على مغادرة الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة، الخميس، وكذلك على التفويض بإجراء المفاوضات». أفادت «القناة 12» الإخبارية الإسرائيلية بأن رئيس الموساد ديفيد برنياع، ورئيس الشاباك رونين بار، والمبعوث العسكري اللواء (احتياط) نيتسان ألون، سيتوجّهون (اليوم) إلى الدوحة؛ لإجراء محادثات تهدف إلى التوصل إلى هدنة، وإطلاق سراح الأسرى في غزة.
من جهتها، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن واشنطن ستقدم «مقترحاً جديداً» لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى. وأضافت الصحيفة العبرية: «من المقرر أن تكشف الولايات المتحدة عن اقتراح جديد لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في قمة تعقد بالدوحة اليوم، وهو ما يُعَد محاولة أخيرة للتوصل إلى اتفاق». وتوقعت الصحيفة أن تمارس إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ضغوطاً كبيرة على جميع الأطراف للموافقة فوراً على الإطار المقترح، على الرغم من أن البيت الأبيض والوسطاء يستعدون لاحتمال فشله.
واعتبر بايدن، أمس الأول الثلاثاء، أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قد يدفع إيران إلى الامتناع عن شن هجوم على إسرائيل رداً على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، في طهران الذي أجج التوترات الإقليمية.
ولدى سؤاله عما إذا كانت هدنة في غزة قد تحول دون وقوع هجوم إيراني، قال بايدن للصحفيين «هذا ما أتوقعه». وأضاف للصحفيين في نيو أورلينز إنه على الرغم من أن المفاوضات «أصبحت صعبة»، إلا أنه «لن يستسلم». (وكالات)