كشف استطلاع للرأي، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكثر إقناعاً عن مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان في المناظرة التي بثها التلفزيون قبل جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة الفرنسية يوم الأحد، وحث زعماء ثلاث دول أوروبية الناخبين الفرنسيين على التصويت لصالح الرئيس الفرنسي ماكرون، في حين تحدثت مرشحة اليمين المتطرف ماري لوبان عن كارثة اجتماعية حال فوز ماكرون بالجولة الثانية من الانتخابات.
ووفقاً لاستطلاع الرأي الذي أجرته شركة إيلابي لاستطلاعات الرأي لصالح محطة بي.إف.إم التلفزيونية وجد 59 في المئة من المشاهدين الذين استطلعت آراؤهم أن ماكرون أكثر إقناعاً عن لوبان. وفي 2017 خلص استطلاع رأي أجرته نفس الشركة إلى أن 63 في المئة من المشاهدين وجدوا ماكرون أكثر إقناعاً. وتظهر تقديرات التصويت في الانتخابات المقرر عقدها في 24 أبريل/ نيسان أن ماكرون سيفوز بنحو 55.5 في المئة من الأصوات. وهزم ماكرون منافسته لوبان في انتخابات 2017 بحصوله على 66.1 في المئة من الأصوات.
واتهم ماكرون خلال المناظرة، منافسته اليمينية بأنها خاضعة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بسبب حصول حزبها على قرض قبل أعوام من بنك روسي. وقال إن لديها رغبة غير منقوصة في إخراج فرنسا من الاتحاد الأوروبي.
ونفت لوبان- التي خففت من نبرة خطابها الذي كان معارضاً بشدة للاتحاد الأوروبي في محاولة لزيادة استمالة الناخبين- الاتهامين بأنها تريد الانسحاب من الاتحاد الأوروبي وبأنها مهددة سياسياً بسبب قرض البنك الروسي. وقالت «أنا امرأة حرة ومستقلة تماماً». وتعهدت بإعادة الأموال إلى جيوب ملايين الفرنسيين الذين زادوا فقراً خلال خمس سنوات من رئاسة ماكرون.
وتخللت المناظرة، وهي الوحيدة بينهما في هذه الانتخابات، عبارات مثل «لا تقاطعني»، واتهامات من كل طرف إلى الآخر بأنه غير مؤهل لقيادة فرنسا التي تملك حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وثاني أكبر قوة اقتصادية في أوروبا. وقال ماكرون للوبان: «كفي عن خلط الأمور ببعضها»، وذلك خلال نقاش محتدم حول ديون فرنسا، التي تضخمت مثل ديون الدول الأخرى، بسبب التدابير التي اتخذت للدعم بسبب الجائحة. وردت لوبان، التي تجنبت الزلات التي وقعت فيها في مناظرة سابقة في انتخابات 2017، قائلة لماكرون «لا تعطني دروساً».
والخميس، قالت لوبان إن فوز الرئيس إيمانويل ماكرون بفترة ثانية سيؤدي إلى «كارثة اجتماعية»، وذلك قبل أيام من جولة الإعادة التي يتنافسان فيها للمرة الثانية. وقالت للصحفيين أثناء حملتها الانتخابية في سوم بشمال فرنسا «ولاية ثانية لإيمانويل ماكرون ستكون كارثة اجتماعية.. ستكون نسخة أسوأ من فترته الأولى».
في غضون ذلك، حضّ قادة ألمانيا والبرتغال وإسبانيا، الناخبين الفرنسيين على دعم الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته في مواجهة زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان في الجولة الحاسمة من الانتخابات الرئاسية التي ستُجرى في نهاية الأسبوع الجاري. وتنطوي دعوة البلدان الثلاثة على تدخّل غير اعتيادي على الإطلاق في شؤون السياسة الداخلية لبلد عضو في الاتحاد الأوروبي.
وجاء في مقالة مشتركة للمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيسي الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا والأسباني بدرو سانشيز نشرتها صحيفة «لوموند» اليومية الفرنسية أن الجولة الحاسمة الأحد «ليست بالنسبة إلينا انتخابات كغيرها». وشدّد القادة الأوروبيون على أن فرنسا عليها أن «تختار بين مرشّح ديموقراطي… ومرشّحة اليمين المتطرف التي تقف علناً في صف أولئك الذين يهاجمون حريتنا وديموقراطيتنا». وأعربوا عن أملهم بأن يحسن الفرنسيون الاختيار، لكي تبقى فرنسا «منارة للديمقراطية». (وكالات)