غزة ـ (أ ف ب)
يعقّد القصف الإسرائيلي المتواصل، وارتفاع درجات الحرارة، خطط التلقيح ضد شلل الأطفال في قطاع غزة، حيث أعلن، الأسبوع الماضي، تسجيل أول حالة شلل أطفال منذ 25 عاماً، في ظل تدهور كبير في الظروف الصحية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الجمعة، من رام الله تسجيل أول إصابة بفيروس شلل الأطفال في مدينة دير البلح، في وسط قطاع غزة، لدى طفل يبلغ من العمر عشرة شهور، ولم يحصل على جرعة تطعيم ضد المرض.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى هدنة لمدة سبعة أيام للتمكّن من تطعيم الأطفال.
وتقول منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، إن لديهما خططاً تفصيلية لتطعيم 640 ألف طفل في أنحاء غزة، بدءاً من نهاية الشهر الجاري.
وتقول جولييت توما، مديرة الاتصالات في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، «من الصعب للغاية القيام بحملة تطعيم بهذا الحجم تحت سماء مملوءة بالغارات الجوية».
كما أن هناك قيوداً مفروضة على دخول المساعدات، من بينها الأدوية، إلى القطاع المحاصر. بينما تزيد درجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف من صعوبة تنفيذ حملة التلقيح.
وينتشر فيروس شلل الأطفال في أغلب الأحيان عن طريق مياه الصرف الصحي، والمياه الملوثة، وهو شديد العدوى.
ويمكن أن يسبب تشوّهات وشللاً دائماً، وقد يصبح مميتاً. وهو يصيب بشكل رئيسي الأطفال دون سِن الخامسة.
سلسلة توريد هشة
ويقول ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة، ريتشارد بيبيركورن، إن المنظمة ستشرف على الخطة الرئيسية لحملة التطعيم، مع 2700 عامل صحي موزعين على 708 فرقن تعمل في كل بلدية، في قطاع غزة.
أما «اليونيسيف» فتقول على لسان المتحدث باسمها جوناثان كريكس، إنها مسؤولة عن ضمان سلسلة الإمدادات التي تحتاج إلى تبريد ليتمّ جلب اللقاحات وتوزيعها في جميع أنحاء غزة.
ومن المتوقع أن تكون الأدوات اللازمة للحفاظ على التبريد، بما في ذلك الثلاجات، بدأت بالوصول الأربعاء إلى مطار تل أبيب، على أن تليها جرعات من اللقاح.
ويضيف كريكس أن اللقاحات عبارة عن قطرات فموية، وليست قابلة للحقن، ومن المتوقع أن تدخل غزة، الأحد، من إسرائيل عبر معبر كرم أبو سالم، بالقرب من الحدود المصرية.
وتمّ تحضير نحو 1,6 مليون جرعة، لتوفير جرعتين لكل طفل من أطفال غزة البالغ عددهم 640 ألفاً، مع جرعات فائضة لتغطية ما يمكن فقده بسبب الحرارة.
ويقول المتحدث باسم اليونيسيف «يحتوي كل صندوق على رمز يتفاعل مع التغيّرات في درجات الحرارة» ويظهر عندما تصبح الجرعات غير قابلة للاستخدام.
ووفقاً لتوما، بمجرد وصول اللقاحات إلى غزة، سيتم الاحتفاظ بها ضمن مكان سلسلة التبريد، وهي مساحة تخزين تابعة للأمم المتحدة في مدينة دير البلح، بوسط غزة، قبل بدء حملة التطعيم في 31 أغسطس/ آب.
ويوضح كريكس، أن اللقاحات «ستوزّع عن طريق شاحنات التبريد إذا تمكننا من العثور على بعضها، وإلا عن طريق صناديق التبريد» المملوءة بأكياس الثلج، مشيراً إلى أنها ستذهب إلى مرافق وزارة الصحة، وملاجئ الأونروا، وشركاء.
لا ضمانة للوصول إلى الأطفال
وتعرّض النظام الصحي في غزة للدمار بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من عشرة شهور.
ويشرح كريكس «هناك 16 مستشفى فقط، من أصل 36 تعمل في قطاع غزة، وبشكل جزئي فقط».
ومع توقّف محطة توليد الكهرباء الوحيدة، وانقطاع إمدادات الكهرباء من إسرائيل، تعتمد المرافق الصحية بشكل كبير على المولدات، بينما الوقود شحيح جداً.
وبحسب كريكس، تمّ تحديد 11 منشأة صحية فقط، قادرة على الحفاظ على سلسلة التبريد.
ولكن حتى لو نُقلت اللقاحات ووُزّعت بنجاح، فليس هناك ما يضمن أن الناس سيتمكنون من الوصول إليها بأمان.