«الخليج» – وكالات
رغم مطالبات الرئيس الأمريكي جو بايدن، توغلت القوات الإسرائيلية أكثر في مناطق بوسط وجنوب قطاع غزة حيث يوجد قرابة مليون مدني، وقال مسؤولو الصحة الفلسطينيون الخميس، إن ضربات إسرائيلية قتلت 27 شخصاً على الأقل في أنحاء القطاع.
وقال البيت الأبيض إن التصعيد الجديد يأتي بعد ساعات من ضغط الرئيس الأمريكي جو بايدن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن.
وتدور المحادثات المتقطعة بشأن وقف إطلاق النار منذ أشهر حول القضايا ذاتها مع تشبث كل من إسرائيل وحماس بمطالبهما، وقال مصدران أمنيان مصريان إن وفدين من الولايات المتحدة وإسرائيل بدآ جولة جديدة من الاجتماعات في القاهرة الخميس، بهدف حل الخلافات حول مقترح لهدنة في قطاع غزة لإنهاء أكثر من عشرة شهور من الحرب.
وأضاف المصدران أن مسؤولين مصريين وأمريكيين اجتمعوا سعياً للتوصل إلى حلول وسط بشأن توفير الأمن على الحدود بين مصر والقطاع الفلسطيني بعد الانسحاب العسكري الإسرائيلي الذي تطالب به حماس.
وأضافا أن من المقرر تقديم المقترحات إلى المسؤولين الإسرائيليين في وقت لاحق من الخميس، وأن من المقرر أيضاً أن ينضم وفد قطري إلى المحادثات الجمعة.
وقال الدفاع المدني الفلسطيني في غزة إن غارة على منزل في بلدة بيت لاهيا بشمال القطاع قتلت 11 شخصاً بينهم أطفال ونساء، وبعض جثثهم احترقت.
وذكر مسعفون أن غارة أخرى قتلت ستة أشخاص، بينهم صحفي محلي، في منزل بمخيم المغازي وسط قطاع غزة، كما قُتل خمسة آخرون في ضربات منفصلة في الجنوب.
وأعلن مسؤولو صحة بالقطاع في وقت لاحق من الخميس، مقتل خمسة فلسطينيين وإصابة عدد آخر في ضربة جوية إسرائيلية بالقرب من ساحة في خان يونس.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته كثفت عملياتها في دير البلح وسط غزة وفي خان يونس جنوب القطاع، إذ دمرت عشرات المنشآت العسكرية وحددت مواقع صواريخ وقتلت مسلحين خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة.
وأضاف أن قواته قتلت 50 مسلحاً في منطقة رفح الواقعة أقصى جنوب القطاع أمس.
فيما قال الجناح العسكري لحركة حماس إن مقاتليه نصبوا كميناً لجنود إسرائيليين في رفح فقتلوا وأصابوا عدداً منهم.
وجاءت المكالمة الهاتفية بين بايدن ونتنياهو في ساعة متأخرة من الأربعاء بعد جولة سريعة في منطقة الشرق الأوسط لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن انتهت يوم الثلاثاء، دون انفراجة في الحرب الدائرة منذ 10 شهور.
وتسعى حماس إلى اتفاق يفضي إلى إنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب المحتجزين في القطاع مقابل الإفراج عن العديد من الفلسطينيين المسجونين لدى إسرائيل، وتتهم الحركة إسرائيل والولايات المتحدة بالمسؤولية عن عدم التوصل إلى اتفاق.
ويقول نتنياهو إن الحرب لن تنتهي إلا بالقضاء على حماس وإن وقف إطلاق النار سيكون مؤقتاً فحسب لإتمام تبادل الرهائن والسجناء ما دامت الجماعة المسلحة تمثل تهديداً، ونفى عرقلته التوصل لاتفاق.
دبابات وطائرات مسيرة
في دير البلح بوسط قطاع غزة، حيث يقطن نحو مليون نسمة ونازحون، وفقاً لبلدية دير البلح، قال سكان إن دبابات تقدمت من الشرق وأغلقت بعض الطرق التي تربط المدينة بخان يونس القريبة في الجنوب.
وقال سكان إن دبابات إسرائيلية تقدمت غرباً، في منطقتي القرارة وحمد بخان يونس، ما دفع مزيداً من الأسر إلى مغادرة المخيمات تحت نيران كثيفة أحياناً من دبابات وطائرات مسيرة.
واضطرت بعض الأسر للمبيت في الطرقات، وباتت أسر أخرى ليلها على رمل الشاطئ بعد فشلها في العثور على مكان للنوم أو مأوى.
وقال عماد الغلاييني لرويترز عبر الهاتف من خان يونس «الليلة الماضية الطيارات المسيرة بلشت تطخ تجاه الخيم، وانبطحنا على الارض يمكن ظلينا مبطوحين لساعات وبعدها صار صوت الدبابات أعلى دليل إنهم بيقربوا منا وعندها قررنا ننزح».
وأضاف «احنا خمس عائلات حوالي 48 فرد، البعض منا نام في الشوارع والجزء التاني على شط البحر، على الرمل بدون لا خيم ولا فرشات ولا بطاطين، ولك أن تتخيل الرعب اللي كانوا فيه الاطفال والنساء».
وقال الغلاييني إن هناك خيبة أمل متزايدة بين الفلسطينيين في غزة بشأن محادثات وقف إطلاق النار.
وأوضح «هاي المحادثات تضييع وقت، الهدف منها إنهم يعطوا نتنياهو الوقت الكافي يعمل اللي بده إياه، ما في مكان الدبابات ما دخلت فيه أو قصفته وما في أي مكان آمن»
ونزح معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة عدة مرات منذ بدء الحرب، وحتى في المناطق الآمنة، كانت هناك تقارير منتظمة عن وقوع قتلى نتيجة لهجمات إسرائيلية.
وقال مسؤولون من مستشفى بمخيم جباليا شمال قطاع غزة إنهم اضطروا إلى التوقف عن تقديم خدمات كثيرة باستثناء الإسعافات المنقذة للحياة بعد نفاد الوقود.
ووفقاً لبيانات وزارة الصحة في قطاع غزة، قتلت العمليات العسكرية الإسرائيلية أكثر من 40 ألف شخص منذ أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.