نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– قامت شركة نستله، أكبر شركة للأغذية والمشروبات في العالم، برفع أسعارها بأكثر من 5٪ في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، وتكون بذلك قد نقلت ارتفاع التكاليف إلى المستهلكين.
كان المستهلكون في أمريكا الشمالية الأكثر تضررًا، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 8.5٪، حسبما ذكرت الشركة في تقرير أرباحها للربع الأول يوم الخميس. شهدت أمريكا اللاتينية ثاني أكبر زيادة، حيث ارتفع سعر منتجات نستله بنسبة 7.7٪.
أشار الرئيس التنفيذي مارك شنايدر إلى أن المزيد من الزيادات تلوح في الأفق. وقال في بيان: “لقد رفعنا الأسعار بطريقة مسؤولة وشهدنا طلبًا مستمراً من المستهلكين.” وتابع أن تضخم التكاليف مستمر في الزيادة بشكل حاد، الأمر الذي سيتطلب ارتفاعًا في الأسعار على مدار العام.”
التضخم العالمي آخذ في الارتفاع، فقد بلغ تضخم أسعار المستهلك في الولايات المتحدة 8.5٪ في مارس، وهو أعلى مستوى منذ 40 عامًا. وقد بلغ 7.5٪ في أوروبا، وهو أعلى مستوى منذ أن بدأ الاتحاد الأوروبي في جمع البيانات منذ حوالي 25 عامًا. ارتفعت أسعار السلع التي تنتجها المصانع الألمانية -والتي تغذي أسعار التجزئة- بنسبة 30٪ في مارس مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، وهي أكبر زيادة منذ 73 عامًا.
كانت الطاقة هي المحرك الأكبر للتضخم، ولكن أسعار الغذاء العالمية آخذة في الارتفاع.
سجلت شركة نستله زيادة في إجمالي المبيعات بنسبة 5.4٪خلال الربع الأول، وتتوقع أن تنمو مبيعاتها بنسبة 5٪ للعام بأكمله. كانت العلامات التجارية مثل بورينا بيت كير، نسكافيه، وكيتكات من أكبر المساهمين بنموها في الربع الأول.
لكن ارتفاع التكاليف قد يؤثر سلبًا على الأرباح. تتوقع الشركة أن يكون هامش الربح الأساسي لهذا العام بين 17 و17.5٪، مقارنة بـ 17.4٪ في العام 2021.
سجلت أسعار الغذاء العالمية أعلى مستوى لها على الإطلاق في وقت سابق من هذا العام، حيث هدد الوباء وسوء الأحوال الجوية وتقلبات الزراعة الأمن الغذائي لملايين الأشخاص. أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تفاقم الوضع، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية مثل القمح والزيوت النباتية.
حذر رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية هذا الأسبوع من أن الارتفاع الصاروخي في أسعار المواد الغذائية قد يؤدي إلى “كارثة إنسانية”، وقال إن الأسعار قد ترتفع بنسبة تصل إلى 37٪ نتيجة للحرب في أوكرانيا.
سحبت الشركة السويسرية العملاقة بعضًا من أشهر علاماتها التجارية، بما فيها كيتكات ونيسكويك، من روسيا عقب أمر الرئيس فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا في فبراير، لكنها تواصل توريد المنتجات الغذائية الأساسية لأسباب إنسانية.