عندما يتعلق الأمر بمزايا العمل الأكثر رغبة، فإن المرونة تتصدر القائمة بالنسبة لعديد من العمال، ويقول 22 بالمئة إن العمل عن بعد، على وجه التحديد، هو الأكثر أهمية من حيث دعم الصحة العقلية ورفاهية العمل، وفقًا لتقرير Monster’s 2024 Work Watch Report ، الذي استطلع آراء 6000 عامل ومتخصص في الموارد البشرية في الولايات المتحدة.
إذا كنت تبحث عن وظيفة إما عن بُعد بالكامل أو توفر فرص إضافية للعمل عن بُعد، يميل أصحاب العمل إلى الرغبة في بعض المهارات المحددة، كما يقول الخبير المهني الرئيسي في FlexJobs، توني فرانا، والذي يشير إلى أنك “ستحتاج إلى تضمين عدداً من المهارات في سيرتك الذاتية للإشارة إلى أنك تمتلك ما يلزم للنجاح”.
فيما يلي ثلاث مهارات يجب تضمينها وكيفية عرضها، حسب ما نقله تقرير لشبكة “سي إن بي سي” الأميركية، اطلع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” عليه.
التواصل
إحدى المهارات الأساسية التي يجب تضمينها في سيرتك الذاتية هي مهارات التواصل.
يقول فرانا: “أعتقد بأنه عندما لا تروا بعضكم البعض ولا تلاحظوا الإشارات غير اللفظية ولا تجرى محادثة عادية في المكتب، فإن امتلاك القدرة على التعامل مع الآخرين والشعور بكيفية بناء التفاهم وكيفية بدء التواصل مع أعضاء فريقك أمر مهم. يساعد ذلك على سير الأمور بسلاسة في الفريق”.
التنظيم
يعد التنظيم مهارة أساسية أخرى يجب تسليط الضوء عليها إذا كنت تبحث عن عمل عن بعد.
وإذا كنت تريد أن تؤدي عملك بشكل جيد أثناء العمل بعيدًا عن فريقك، فمن المؤكد أنه يتعين عليك أن تكون منظمًا في مساحتك وأن تكون قادرًا على تحقيق النتيجة التي يبحثون عنها”، كما تقول فرانا. عليك أن تحافظ على تركيزك على المهمة.
عند كتابة سيرتك الذاتية، سلط الضوء على الطرق التي اتبعتها لتحقيق أهداف فريقك أثناء العمل من المنزل. فكر في تضمين سطر في ملخص سيرتك الذاتية مثل “تحديد أولويات المهام الرئيسية بسلاسة لتحقيق الأهداف التنظيمية ومؤشرات الأداء الرئيسية”.
المرونة
وأخيرا، تعتبر المرونة أمرا أساسيا في العمل عن بعد.
يقول فرانا: “في كثير من الأحيان، تتحدث إعلانات الوظائف عن الحاجة إلى القدرة على العمل في بيئة سريعة الوتيرة ومتغيرة باستمرار”. استخدم الإشارات من الوصف لمعرفة ما يبحث عنه صاحب العمل.
وكما هو الحال مع التنظيم، يمكنك تضمين سطر في ملخصك مثل ”يتكيف بسرعة ويكون مرنًا في البيئات سريعة الوتيرة والمتغيرة.
إدارة الوقت أولاً
الخبير الاقتصادي ياسين أحمد، قال إن هناك مجموعة من المهارات الأساسية التي يحتاجها العاملون عن بعد لتحقيق النجاح والكفاءة في أداء مهامهم. وأكد أن أولى هذه المهارات هي إدارة الوقت، مشيرًا إلى أن “القدرة على تنظيم الوقت وتحديد الأولويات تعتبر الأساس، حيث يتعين على الفرد إدارة يومه وإنجاز المهام دون إشراف مباشر”.
وأضاف أن الانضباط والالتزام بمواعيد التسليم ضروريان، “إذ يجب على العاملين عن بعد احترام المواعيد المحددة دون الحاجة إلى رقابة مستمرة من المدير”.
أما فيما يخص التواصل الفعّال، فقد أوضح أنه “يتعين أن يتمتع العامل بقدرة على التواصل السريع والواضح عبر البريد الإلكتروني وتطبيقات التواصل الخاصة بالعمل، وأدوات الاجتماعات الافتراضية”، مشيراً إلى أهمية المهارات التقنية، بقوله: “المعرفة باستخدام أدوات العمل عن بعد مثل تطبيقات إدارة المشاريع، مؤتمرات الفيديو، وخدمات التخزين السحابي هي أساسية لإنجاز المهام بسلاسة”.
كما أكد على ضرورة إدارة الإجهاد، موضحًا أن “القدرة على التعامل مع التحديات والضغوطات المرتبطة بالعمل عن بعد، مثل الشعور بالعزلة أو العمل في أوقات غير منتظمة، تعد مهارة حيوية”.
وفيما يتعلق بحل المشكلات، أشار ياسين إلى أن “العاملين عن بعد يحتاجون إلى القدرة على التعامل مع المشكلات الفنية أو العملية بشكل مستقل، نظرًا لعدم توفر الدعم الفوري كما في بيئات العمل التقليدية”.
وأضاف أن التعاون والعمل الجماعي مهم رغم العمل بشكل مستقل، موضحًا أن “القدرة على التعاون مع الفريق عن بعد وتبادل الأفكار أمر ضروري لتحقيق الأهداف المشتركة”.
وأخيرًا، شدد ياسين على أهمية التعلم المستمر، حيث قال: “القدرة على تطوير المهارات وتعلم أدوات وتقنيات جديدة تساعد العاملين على التكيف مع التغيرات السريعة في بيئة العمل عن بعد”.
ثلاث مهارات رئيسية
بدوره، أفاد مدير مركز رؤية للدراسات، بلال شعيب، بأن المهارات الأساسية للعمل عن بعد أصبحت ضرورة ملحة في ظل التحول الرقمي السريع الذي يشهده العالم، خصوصًا بعد جائحة كورونا. وأشار شعيب إلى أن التكنولوجيا المالية والتقدم التقني قد دفعا الجهات الحكومية والقطاع الخاص نحو تبني نماذج العمل عن بعد بهدف تحسين الأداء وتقليص التكاليف. كما لفت إلى أهمية المهارات الفردية في هذا النوع من العمل، سواء للعمل في إطار الشركات أو للأعمال الحرة.
وأوضح شعيب أن أول المهارات المطلوبة هي “إتقان التكنولوجيا”، مشيرًا إلى أن الشخص يجب أن يكون ملمًا بالأدوات التكنولوجية الحديثة والتطبيقات الجديدة التي تعتمد عليها الأعمال عن بعد. وأضاف أن التكنولوجيا أصبحت حرفة تتطلب الدراية بكيفية استخدامها بفعالية.
ثانيًا، أكد شعيب على أهمية “الانضباط الذاتي”، موضحًا أن غياب الإشراف المباشر يستلزم أن يكون لدى الفرد قدرة عالية على تنظيم وقته وإدارة مهامه بشكل مستقل، حيث يكون الدافع الرئيسي هو الالتزام الذاتي لإنجاز العمل.
أما ثالثًا، فقد شدد شعيب على ضرورة “الشغف بالتكنولوجيا” والمهنة، قائلاً: “العمل عن بعد يتطلب متابعة دائمة للتطورات التكنولوجية، لأن وتيرة التغير سريعة. يجب أن يكون الشخص على اطلاع دائم بالتغيرات في مجاله، لضمان مواكبة السوق والاستفادة من الفرص المتاحة”.
في الختام، أكد شعيب أن الإلمام بالتكنولوجيا، الانضباط الذاتي، والشغف بالتطور المهني هي العوامل التي ستمكن الأفراد من النجاح في بيئة العمل عن بعد.