#أخبار الموضة
سارة سمير
9 سبتمبر 2024
لعقود من الزمن، تعد «فالنتينو» واحدة من دور الأزياء المؤثرة، المرتبطة بأفلام هوليوود، والسجادة الحمراء. وتتميز الدار بتاريخها الغني والمتميز، الذي يمتد لأكثر من ستة عقود. وقد عملت هذه العلامة التجارية الشهيرة، التي أسسها المصمم صاحب الرؤية فالنتينو غارافاني عام 1959، في مدينة روما الخالدة بإيطاليا، على دفع حدود الأزياء الراقية والأزياء الجاهزة باستمرار. سنلقي نظرة على تاريخ واحدة من أكثر العلامات التجارية الفاخرة شهرةً في إيطاليا «فالنتينو».
ستينيات القرن العشرين.. ميلاد أيقونة وفجر ثورة في عالم الموضة:
عام 1959، شهد عالم الموضة ظهور صاحب رؤية حقيقية؛ عندما افتتح فالنتينو غارافاني أول دار أزياء له على طول شارع «فيا كوندوتي» المرموق في روما. كانت هذه المناسبة المهمة بمثابة بداية رحلة في عالم الموضة، أعادت تعريف الفخامة والأناقة للأجيال القادمة.
وسرعان ما اكتسبت موهبة غارافاني الفطرية، وشغفه الراسخ بالأزياء الراقية، اهتماماً كبيراً، وبلغا ذروتهما مع مجموعته الأولى الرائدة، التي تم الكشف عنها في قصر «بيتي» الشهير في فلورنسا عام 1962.
ودفعت هذه اللحظة الفاصلة «فالنتينو» إلى دائرة الضوء، وبشرت ببداية مسيرة أسطورية ستترك بصمة لا تمحى على صناعة الموضة. وكان النجاح الباهر للمجموعة بمثابة شهادة على براعة غارافاني الاستثنائية، وتصميماته المبتكرة، وقدرته الفريدة على التقاط جوهر الرقي الخالد.
مع حلول ستينيات القرن العشرين، واصل فالنتينو تجاوز الحدود، ووضع معايير جديدة للأزياء الراقية، والأساس لما سيصبح أحد أكثر بيوت الأزياء احتراماً في العالم.
رحلة صعود قوية في السبعينيات والثمانينيات:
خلال هذه العقود التحولية، ازدهرت سمعة «فالنتينو» على الساحة الدولية، ما عزز مكانتها كقوة بارزة في عالم الأزياء الراقية. لقد أسرت جماليات دار الأزياء المميزة، وحرفيتها، التي لا مثيل لها عملاء مميزين عبر القارات، ما رفع «فالنتينو» من علامة تجارية إيطالية محترمة، إلى ظاهرة أزياء عالمية.
وخلال هذه الحقبة، قدم فالنتينو غارافاني لونه «Valentino Red» الشهير، وهو لون نابض بالحياة وعاطفي، وسيصبح مرادفًا لرؤية العلامة التجارية الجريئة والرومانسية. وقد زين هذا اللون المميز، الذي يوصف بأنه مزيج مثالي من القرمزي والأرجواني والكادميوم، منصات العرض والسجاد الأحمر على حد سواء، ويمكن التعرف عليه على الفور؛ باعتباره علامة مميزة لعبقرية «فالنتينو» الفنية.
ففي مجموعته الأولى للأزياء الجاهزة عام 1959، ضم فالنتينو فستاناً أطلق عليه اسم «Fiesta»، وكان فستاناً دون حمالات، وطوله متوسط باللون الأحمر الزاهي، وسرعان ما أصبح توقيعاً للعلامة التجارية ليعرف باسم «Valentino Red»، ومنذ ذلك الحين تضمنت كل مجموعة فستاناً أحمر. وارتدت جينيفر أنيستون في ما بعد فستان «Fiesta» من مجموعة «فالنتينو» الأولى في العرض الأول لفيلم «Along Came Polly».
«الأحمر هو اللون الذي يعيدني إلى مرحلة الطفولة، وهو سر حظي السعيد».. هذا ما قاله فالنتينو غارافاني Valentino Garavani عن اللون الأحمر، وهذا ما دفعه إلى استخدامه بكثرة في مختلفة مجموعاته.
وقد تعززت مكانة العلامة التجارية من خلال عملائها المشهورين، الذين يشبهون نخبة المجتمع الدولي الراقي، وأفراد العائلة الملكية في هوليوود، والعائلة الملكية الفعلية، وزينت إبداعات «فالنتينو» بعضاً من أكثر النساء نفوذاً وجاذبية في ذلك العصر، وكانت كل قطعة من الملابس شهادة على قدرة المصمم على التقاط وتعزيز جاذبية من ترتديها.
ومن بين الشخصيات البارزة، التي فضلت تصاميم «فالنتينو»: جاكلين كينيدي أوناسيس، التي كانت أناقتها الخالدة تكمل بشكل مثالي الجمالية المتطورة للعلامة التجارية، وإليزابيث تايلور التي وجدت شخصيتها الكبرى من الحياة تطابقاً مناسباً في فساتين «فالنتينو» الدرامية المذهلة.
توسع وتطور في أوائل الألفية:
مع استمرار نمو تأثير العلامة التجارية، قامت «فالنتينو» بتوسيع محفظتها بشكل استراتيجي؛ لتشمل مجموعة أوسع من العروض الفاخرة. وشهد هذا التوسع تقديم إكسسوارات مصنوعة بعناية، حيث تجسد كل قطعة أناقة العلامة التجارية المميزة والاهتمام بالتفاصيل.
بالإضافة إلى ذلك، دخلت «فالنتينو» عالم العطور، من خلال ابتكار روائح تجسد جوهر الجمالية الرومانسية والمتطورة للعلامة التجارية. وكان إطلاق مجموعات الملابس الجاهزة بمثابة إنجاز مهم آخر، سمح لجمهور أوسع بتجربة حس التصميم الرائع لـ«فالنتينو» في خزانات ملابسهم اليومية.
جاءت لحظة محورية في تاريخ الشركة عام 1998، عندما اتخذ فالنتينو غارافاني القرار المهم ببيع دار الأزياء، التي تحمل اسمه، وكانت هذه الصفقة بمثابة بداية فصل جديد للعلامة التجارية، حيث فتحت آفاقاً جديدة مع الحفاظ على قيمها الأساسية.
ورغم تغيير الملكية، فإن التزام فالنتينو الثابت برؤيته الفنية دفعه إلى الاحتفاظ بدوره كمدير إبداعي. وعلى مدى العقد التالي، واصل توجيه الاتجاه الجمالي للعلامة التجارية، وضمان انتقال سلس، والحفاظ على إرث المنزل من الأناقة التي لا مثيل لها.
وسمحت هذه الفترة بتطور تدريجي للعلامة التجارية تحت ملكية جديدة، مع الاستفادة في الوقت نفسه من الخبرة التي لا تضاهى للمؤسس وعبقريته الإبداعية، وبلغت فترة عمل فالنتينو كمدير إبداعي بعد البيع ذروتها بتقاعده في عام 2008، ما يمثل نهاية حقبة مضت، ومهد الطريق لأصوات إبداعية جديدة؛ لتشكيل مستقبل دار الأزياء الشهيرة.
2008.. عصر جديد في «فالنتينو»:
بعد تقاعد فالنتينو غارافاني عام 2008، دخلت دار الأزياء عصراً جديداً من القيادة الإبداعية، عندما تم تعيين ماريا غراتسيا كيوري، وبييرباولو بيتشولي، اللذين كانا يعملان عن كثب مع غارافاني لسنوات كمديرين إبداعيين مشاركين، حيث جلب هذا الثنائي منظوراً جديداً للعلامة التجارية مع الحفاظ على قيمها الأساسية من الأناقة والحرفية، وشهدت فترة ولايتهما إحياء جماليات «فالنتينو»، ومزج تقنيات الأزياء الراقية التقليدية مع حس أكثر معاصرة.
وفي عام 2016، حدث تحول كبير؛ عندما تولى بييرباولو بيتشولي دور المدير الإبداعي الوحيد، وكان هذا التحول بمثابة بداية فصل جديد لـ«فالنتينو»، يتميز برؤية بيتشولي الفريدة، واستمرت العلامة التجارية في التطور تحت قيادته، وحققت توازناً دقيقاً بين تكريم تراثها الغني، ودفع حدود الموضة الحديثة.
وقد حظي نهج بيتشولي بالثناء؛ لقدرته على إعادة تفسير إرث «فالنتينو» من الأناقة بعدسة معاصرة، ما أدى إلى مجموعات يتردد صداها لدى كل من المتحمسين القدامى، وجيل جديد من عشاق الموضة.
كما تميزت فترة بيتشولي بالعديد من الإنجازات والابتكارات، إذ عمل على توسيع لوحة ألوان العلامة التجارية إلى ما هو أبعد من اللون الأحمر الشهير لـ«فالنتينو»، فقدم ألواناً نابضة بالحياة، ومجموعات ألوان غير متوقعة، أصبحت من السمات المميزة لمجموعاته.
اللون الوردي عنوان حقبة 2020 في «فالنتينو»:
في حين أن «فالنتينو» كانت دائماً علامة تجارية شائعة، فربما تكون مجموعة خريف 2022 قد بشرت بمستوى جديد من النجاح المختلف. بالنسبة لهذه المجموعة، أنتجت العلامة التجارية عدداً كبيراً من الإطلالات الوردية الساخنة، من الرأس إلى أخمص القدمين.
ومنذ ذلك الحين، كانت الإطلالة الوردية في كل مكان، سواء مع النجوم، أو محبي العلامة التجارية حول العالم، ومن أبرز المشاهير الذين تألقوا بـ«Barbiecore»، التي أطلقتها مجموعة «فالنتينو» لخريف وشتاء 2022 (زيندايا، وجيجي حديد، وآن هاثاواي، ودوا ليبا، وفانيسا هادجنز، وياسمين صبري، وتوبا بويوك، أوستون، وغيرهن).
لحظات ومحطات بارزة في تاريخ «فالنتينو»:
1967: فالنتينو غارافاني يتلقى جائزة «نيمان ماركوس» المرموقة في دالاس، تكساس، تقديراً لمساهماته الكبيرة في عالم الموضة، وتعزيز مكانته كنجم صاعد في الصناعة.
1968: في لحظة فاصلة للعلامة التجارية، صمم فالنتينو فستان الزفاف الأيقوني لزواج جاكلين كينيدي وأرسطو أوناسيس، ما دفع دار الأزياء إلى دائرة الضوء العالمية، وعزز سمعتها في الأناقة الخالدة.
2011: إطلاق متحف فالنتينو غارافاني الافتراضي المبتكر، الذي يمثل اندماجاً رائداً بين الموضة والتكنولوجيا، ما يوفر لعشاق الموضة والمؤرخين وصولاً غير مسبوق إلى التراث الغني للعلامة التجارية من خلال منصة رقمية.
2016: بييرباولو بيتشولي في أول ظهور منفرد له كمدير إبداعي، ما يبشر بعصر جديد لـ«فالنتينو» يتميز برؤية جمالية جديدة، تمزج بشكل متناغم بين إرث الدار العريق مع الحساسيات المعاصرة.
2019: عرض أزياء «فالنتينو» الراقية لربيع وصيف 2019 في باريس، وضم مجموعة متنوعة من العارضات الرائدات، ما أبرز التزام العلامة التجارية بالشمولية والتمثيل في الأزياء الراقية.
2022: أطلقت العلامة التجارية مبادرة الاستدامة «Valentino Vintage»، التي شجعت على الموضة الدائرية، وأكدت على التزامها بالوعي البيئي في قطاع الرفاهية.
2022: قدمت دار فالنتينو أسلوباً مميزاً للأزياء، جذب الكثيرات من النجمات وعارضات الأزياء، عندما أطلقت «Barbiecore» بتصاميم مخصصة باللون الوردي الصارخ، بالتزامن مع انتشار صور «Margot Robbie»، و«Ryan Gosling»، في ملابسهما الوردية المتطابقة أثناء تصوير فيلم «Barbie»، الذي عُرض عام 2023.
https://we.tl/t-3n3CFNa5jm