اندلعت اشتباكات مسلحة بين ميليشيات متناحرة، أمس الجمعة، في العاصمة الليبية طرابلس، فيما أثارت عودة زعيم ما تسمى «الجماعة الليبية المقاتلة» المصنّفة تنظيماً إرهابياً، عبد الحكيم بلحاج إلى ليبيا، بعد غياب 5 سنوات، جدلاً واسعاً وتساؤلات بشأن الدور الذي يمكن أن يلعبه في هذه المرحلة المفصلية التي تعيشها البلاد، على وقع انقسام سياسي ومؤسساتي واتهامات وتهديدات متبادلة بين المعسكرات المتنافسة، في حين عبّر أعضاء الجمعية الأمريكية الليبية للأعمال عن قلقهم من ما وصفوه بحالة عدم اليقين السياسي وتعبئة المجموعات المسلحة واضطرابات النفط والغاز في ليبيا، التي تلقي بظلالها على بيئة الأعمال وتؤثر في حياة الليبيين.
ووقعت في طريق المطار واستمرت زهاء الساعتين.
وتقارير اعلامية إن «الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة استخدمت في الاشتباكات، الأمر الذي تسبب في ترويع المواطنين».
وأشارت إلى أن الاشتباكات وقعت بين ميليشيات جهاز «دعم الاستقرار» التابع للمجلس الرئاسي، ويقوده عبد الغني الككلي الشهير ب «غنيوة»، وميليشيات قوة «دعم الدستور» التي شكلها رئيس حكومة الوحدة المنتهية ولايته عبد الحميد الدبيبة، التي يقودها عبدالسلام الزوبي.
واستهدف هجوم شنته الميليشيات مركز مديريات الأمن التابع لوزارة الداخلية، حيث شوهدت النيران تندلع من إحدى جهاته، وفق فيديو وثق للحادثة.
من جهة أخرى، وصل عبدالحكيم بلحاج إلى طرابلس، أمس الأول الخميس، وكان في استقباله عدد من أنصاره وأقاربه ورفاقه بالجماعة الليبية المقاتلة، كما ظهر وهو في حماية مسلحين.
شخصية جدلية
ووفور وصوله، دعا بلحاج في بيان إلى الحوار ودعم المسار السلمي للخروج من الأزمة الراهنة، وقال إنه سيواصل عقد لقاءات مع كافة الفاعلين بالقضية الليبية «بعيداً عن أي مصالح سياسية متعلقة بتقاسم السلطة، أو تهديد وحدة الليبيين»، وهو بمثابة إعلان عن عودة مرتقبة لهذه الشخصية الجدلية للمشهد والنشاط السياسي. وبلحاج، يعد أحد أبرز القيادات المطلوب اعتقالها من قبل النائب العام الليبي، بشبهة ارتكابه جرائم وزعزعة أمن واستقرار البلاد، وهو مدرج منذ 2017 على قائمة الإرهاب للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وكذلك على قائمة البرلمان الليبي.
قلق من حالة عدم اليقين
إلى ذلك، عبّر أعضاء الجمعية الأمريكية الليبية للأعمال عن قلقهم من ما وصفوه بحالة عدم اليقين السياسي وتعبئة المجموعات المسلحة واضطرابات النفط والغاز في ليبيا، التي تلقي بظلالها على بيئة الأعمال وتؤثر في حياة الليبيين.
جاء ذلك خلال استضافة أعضاء الجمعية للسفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند في العاصمة واشنطن الخميس حيث نوقشت التطورات السياسية والاقتصادية الراهنة التي تؤثر في العلاقات الأمريكية الليبية، مع التركيز على إمكانات ليبيا للنمو الاقتصادي.
وأضاف أعضاء الجمعية أن الشركات الأمريكية تريد المساعدة في تطوير وتنمية موارد الطاقة في ليبيا بالإضافة إلى الفرص الجديدة في الطاقات الناشئة بما في ذلك التمويل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتحفيز التنمية الاقتصادية الشاملة وإعادة الإعمار وخلق فرص عمل لليبيين.
تحذير من استغلال النفط سياسياً
وقالت المستشارة الأممية للشأن الليبي، ستيفاني وليامز، إنها شددت خلال اتصال مع رئيس حكومة الاستقرار، فتحي باشاغا، على «ضرورة النأي عن استخدام إنتاج النفط الليبي كسلاح لأغراض سياسية».
وخلال الاتصال الذي كشفت تفاصيله في سلسلة تغريدات عبر «تويتر»، دعت وليامز إلى «إنهاء إغلاق النفط»، مع تأكيدها على ضرورة «الحفاظ على الهدوء التام على الأرض في ظل تزايد الاستقطاب السياسي في البلاد».
وقالت كذلك إنها «تفاهمت مع باشاغا على ضرورة إدارة عائدات النفط بطريقة شفافة وخاضعة للمساءلة بالكامل، مع توزيعها بشكل عادل على جميع الليبيين».
(وكالات)