#أخبار الموضة
سارة سمير
اليوم
مع انطلاق أول عروض أسبوع الموضة في ميلانو لربيع وصيف 2025، شهدنا الانتقال إلى عصر ثوري جديد من الموضة والأزياء، إذ اعتمدت دور الأزياء المشاركة على فتح أفق جديدة، ومزج القديم بالعصري بكل سلاسة وسهولة، عن طريق التصاميم الجريئة والمبتكرة، بجانب الأسلوب التقليدي المعتاد؛ لتحدد عروض ميلانو 2025 نغمة مستقبل صناعة الأزياء، وتعيد تعريف جوهر الفخامة في العالم.
«Etro».. مجموعة مستوحاة من النباتات:
بأسلوب جنوني جديد، استوحى المدير الإبداعي، ماركو دي فينسينزو، إلهامه المبتكر لدار «إيترو» (Etro) لربيع وصيف 2025، من رمز نبات الصبار القوي، الذي يزدهر وسط ظروف خاصة، وعبر دي فينسينزو على استلهامه المختلف من خلال كلماته في العرض، إذ قال: «أنا من الجنوب، وهذا هو المكان الذي ينتمي إليه قلبي. وهنا يمثل الصبار الدورة الأبدية للحياة والأزياء، مع رمزيته للموت، الذي يؤدي إلى إعادة الأحياء مرة أخرى».
ومن خلال مجموعة من القطع المميزة، قدم المدير الإبداعي لـ«إيترو» سحره المميز من خلال انفجار الألوان المُشبعة، والمطبوعات الزهرية الضخمة، والتصاميم المختلف والمتنوعة، إذ اعتمد على الدانتيل، والأقمشة الداكنة، والأخرى الشفافة، بالإضافة إلى مزج الأقمشة معاً في إطلالة واحدة، لتأكيد روح إمكانية العودة للحياة بعد الموت، وشعور الولادة الجديدة.
«MAX MARA».. عندما تُمزج الموضة بالعلم:
استوحى إيان غريفثس، المدير الإبداعي لدار «MAX MARA»، إلهامه لمجموعة ربيع وصيف 2025، من مسلسل «Lessons in Chemistry»، الذي يرصد التحديات التاريخية، التي واجهتها النساء المهتمات بالعلوم والكيمياء قديماً، حتى تمكنت اليوم من الوصول إلى ما هي عليه، وتعمق غريفثس في تقديم مجموعة مبنية على الخياطة المنهجية والرياضية.
واعتمد المدير الإبداعي لدار «MAX MARA» الإطلالات الكلاسيكية المناسبة للمرأة العاملة، لذا اختار المعاطف والسترات الكلاسيكية، بجانب الألوان المحايدة، مثل: البني والأسود والأبيض والرمادي والأزرق، ورسم غريفثس خطوطاً جذابة في أناقة المرأة العصرية، التي تتولى مناصب علمية كبيرة في مجتمع اليوم، من خلال تصاميم مبتكرة، تسهل الحركة، وتضم مجموعة من الأشكال الهندسية، التي تضيف بُعداً مختلفاً على فكرة دمج الملابس بالعلم.
«Tod’s».. تعزيز الذكاء الحرفي الإيطالي:
في مجموعته الثانية لـ«Tod’s»، عزز المدير الإبداعي، ماتيو تامبوريني، القيم الأساسية للعلامة التجارية من الحرفية والمهارة الإيطالية. وفي حين دفع الحدود مع التجارب الجديدة في الأقمشة والأحجام والمقاسات، عكست المجموعة الأناقة الساحرة، المستوحاة من البحر الأبيض المتوسط، مع مواد أخف وزناً، وظلال منعشة مناسبة للموسم.
واعتمد تامبوريني تقديم الجلد بطرق مُبتكرة وغير تقليدية، مثل الفستان الأخضر المميز بطياته المتعددة، بالإضافة إلى تقديم القطن المقرمش، والتنانير الخفيفة الوزن، ما يعزز الأجواء الساحلية المستمدة من صور المصور لويجي غيري للشواطئ الإيطالية، بجانب تقديم الإكسسوارات بطريقة مميزة مع الإطلالات، حيث اعتمد الحقائب الكبيرة، والكعب المختلف؛ لتتناسب مع الأجواء الساحلية.
«Gucci».. الكاجوال بأسلوب أيقونة الموضة جاكلين كينيدي:
مزج المدير الإبداعي لدار «غوتشي»، ساباتو دي سارنو، الإطلالات الرياضية بالأنماط الكلاسيكية المتعارف عليها لدار «غوتشي» الفاخرة، فجمعت مجموعة ربيع وصيف 2025، في أسبوع ميلانو للموضة، بين عدد من لحظات الموضة الأيقونية بأسلوب جاكلين كينيدي، بتطوير جديد من رؤى سارنو، تحت عنوان «الفخامة غير الرسمية».
واتجهت رؤية دي سارنو نحو الملابس الرياضية السهلة، والملابس الخارجية الفاخرة، والقصات المفصلة، حيث أعاد تأكيد جمالياته مع تكريم تاريخ «غوتشي» الغني، وضمت المجموعة قطعاً متعددة الاستخدامات، من السترات ذات السحاب الأمامي المصنوعة من قماش رمادي للرجال، مقترنة بسراويل ذات فتحة أمامية، وحذاء رياضي، إلى البلوزات الجاكار، ذات القطع المزخرفة، ومجموعات التنانير القصيرة، وكانت الخياطة نقطة تحول قوية، مع سترات مستديرة، مستوحاة من ستينيات القرن العشرين، وتنانير ضيقة، ومعاطف تعرض تفاصيل ذكية، مثل: الفتحات، والربطات.
واعتمد، أيضاً، الإكسسوارات، التي دائماً تكون في مركز صدارة «غوتشي»، حيث أعاد تصور حقيبة الخيزران المميزة من «غوتشي» عام 1947، بأشكال مختلفة، وامتد نمط الخيزران إلى القلائد، والأساور، والتفاصيل المعدنية المدمجة في فساتين الجيرسيه من دون أكمام.
«VERSACE».. روح التسعينيات بعصرية جديدة:
حصلت دوناتيلا فيرساتشي، المدير الإبداعي لدار «VERSACE»، على إلهامها لمجموعة ربيع وصيف 2025، من مجموعة الدار لعام 1997؛ لتستعيد ذكريات عصر ما قبل الرقمية، وانتشار الأسلوب العصري في جميع الإطلالات، فقد اختارت الأنماط والمطبوعات الجريئة، التي تميزت بها مجموعة ربيع وصيف 1997، بجانب الملابس المحبوكة، والزخارف الزهرية، والاعتماد على الأقمشة الحريرية الناعمة؛ لترسم خطاً مباشراً بين الماضي والحاضر، وقد وفرت البيئة في قلعة «سفورزيسكو» (قلعة ميلانو التاريخية)، خلفية خلابة لهذه الرؤية الحنينية والمنعشة.
وفي حين استكشفت «فيرساتشي» أرشيفاتها من قبل، خاصة بعد الذكرى العشرين لرحيل جياني فيرساتشي عام 2017.. كانت هذه المجموعة شبابية بشكل واضح، فقد اتجهت إلى الأسلوب المرح أكثر من الحسية الصريحة، وتضمنت: فساتين الباستيل الناعمة، والسترات الصوفية، والجينز، والسراويل القصيرة، بالإضافة إلى التفاصيل الغريبة.
وكان أحد الابتكارات المهمة في هذه المجموعة هو استخدام التكنولوجيا، على سبيل المثال: لم يكن الفستان دون حمالات من الترتر الذهبي، الذي ارتدته أنوك ياي، مصنوعاً من قماش تقليدي، لكن تمت طباعته بتقنية ثلاثية الأبعاد، وصُنع من دون درزات. لذا، يعد عرض «فيرساتشي» لربيع وصيف 2025 مزيجاً ناجحاً من الحنين إلى الماضي والابتكار.
«Diesel».. الدنيم أسلوب لا ينتهى:
يعد الدنيم قوة مؤثرة في عالم «Diesel» للملابس والموضة، على مدار تاريخها الطويل. وفي مجموعة ربيع وصيف 2025، فضلت الإدارة الإبداعية لجلين مارتينز، التأكيد على هذا المفهوم، وأقيم العرض في مكان صناعي شاسع، وكانت الأرضية مغطاة بقصاصات الدنيم، المأخوذة من مرافق إنتاج العلامة التجارية.
وقد حدد هذا المشهد المذهل نغمة المجموعة، التي أكدت على الاستدامة، وهي محور رئيسي لـ«ديزل»، حيث انتقلت إلى استخدام 57% من القطن المتجدد، أو العضوي، أو المعاد تدويره في إنتاج الدنيم، وهي زيادة كبيرة من 3% فقط في السنوات الأخيرة. وتضمنت الإطلالات الافتتاحية للدار أساسيات الدنيم الكلاسيكية، مثل: السراويل القصيرة الممزقة، والجينز ذي الجيوب مع طيات مضغوطة، والقمصان المنفصلة المصنوعة من الدنيم والجيرسيه، ومع تطور العرض ظهرت مجموعة أخرى من الأزياء مستخدمة فيها أقمشة تقليدية أخرى.