تغطية: مسعد عبد الوهابكشفت جلسة «العقلية الاحترافية في كرة القدم – تفاصيل غير المهارة» التي نظمها نادي الشارقة للصحافة التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة وأسدل بها الستار عن النسخة الحادية عشرة من المجلس الرمضاني السنوي بمسرح المجاز عن تأخر وتخلف الاحتراف العربي، بمشاركة روبرتو كارلوس النجم السابق لمنتخب البرازيل ونادي ريال مدريد الإسباني، وأحمد حسام «ميدو» النجم السابق لمنتخب مصر والزمالك وعدد من الأندية الأوروبية.
تناولت الجلسة التي أدارها الإعلامي أحمد سلطان العديد من المحاور والعوامل التي تساعد اللاعب العربي على الاحتراف الخارجي، وأسباب نجاح اللاعبين واستمرارهم في الملاعب، إضافة إلى عملية النضوج والتضحيات التي يقدمها اللاعبون في طريقهم للوصول إلى النجومية.
واستعرض البرازيلي روبرتو كارلوس، تجربة احترافه كرة القدم، مشيراً إلى أنه منذ عمر 12 عاماً كان يراوده حلم النجومية واللعب ضمن أكبر الأندية و لم يكن حلمه سهلاً، لكونه يعيش في دولة تعدادها السكاني يفوق الـ200 مليون نسمة، وأن المهارة وحدها لا تكفي بأن تجعل من الشخص لاعباً، خاصة أن مسيرة اللاعبين تحفل بالكثير من الصعوبات والتضحيات ومن ضمنها الاغتراب عن البلد الذي ترعرع به والابتعاد عن العائلة في سن مبكر.
وأشار كارلوس إلى أن مستويات اللاعبين في الوقت الحالي باتت متقاربة، وما ينقص اللاعب الخليجي للتألق وبدء مشواره الاحترافي يتمثل في الرغبة الحقيقية لخوض هذه التجربة التي تتطلب التنازل عن المميزات والمغريات التي تقف عائقاً دون ذلك.
وأضاف كارلوس: من الصعب أن تكون لاعب كرة قدم في البرازيل، والأصعب أن تلتحق بالمنتخب ومعظم الأطفال البرازيليين يرغبون في أن يصبحوا لاعبي كرة قدم ويبدأ التفكير في الاحتراف من عمر 13 أو 14 سنة، والبرازيل دائماً في فترتي كـــان لديها نحــــو 50 لاعبــــاً محترفين في أوروبا، لكن الآن الأمــــر اختلـــف فالعـــدد أصبــح قليلاً، بسبــــب عدم الإعداد الجيـــد للاعبيــن، وبالنسبة لي والدي كان صاحب البصمة الأولى في مسيرتي، فقد علمني أن أتعامل كرجل لأكون لاعب كرة قدم وأعرف ماذا أفعل، لقد فقدت معظم شبابي وكنت تلميذاً للاعبين عظام مثل مالديني وبرانكو وجونيور.
وعن أمنياته الكروية إذا عاد به الزمن للخلف تحدث البرازيلي روبرتو كارلوس ضاحكاً: أتمنى إعادة نهائي بطولة كأس العالم عام 1998 والتي خسرناها، لعلنا نفوز بها.
الاحتراف العربي
وتحدث نجم الكرة المصرية أحمد حسام «ميدو» عن مسيرته، مشيراً إلى أنه بدأها بعمر 9 سنوات وأن والده كان صاحب الفضل في مسيرته الاحترافية بغرسه فكرة اللعب في أندية أوروبية في عقله حتى سافر بالفعل بعمر 16 عاماً لتتواصل مسيرته الاحترافية، ويحقق حلمه الذي لم يفارقه باللعب في أوروبا.
ودعا ميدو إلى ضرورة وجود مشروع وطني متكامل لدى الدول العربية يهدف إلى تطوير المنتخبات من خلال ابتعاث اللاعبين في سن مبكر للاحتراف في الخارج وصقل مواهبهم تحت إشراف مدربين مختصين، وركز ميدو على ضرورة وجود الطموح والحافز عند اللاعب العربي للاحتراف الخارجي، إضافة إلى أهميـــة التعليــم ودعم الوالدين، مستذكــراً بأن والده كــان أول الداعميــن لمشــواره؛ حيث كان دائمــاً يوصيه بأن كرة القدم الحقيقية توجد في الدوريات الأوروبية وعليــه الاجتهــاد للوصول إليها.
وفي رده على سؤال مدير الجلســة بخصوص عدم تركيز اللاعب الخليـجي على الاحتراف قال ميـدو: «اللاعب الخليجي المميز يحصل على مبالغ لن يحصل عليها في أوروبا لذلك ليس من السهل إقناعه بالاحـتراف الخارجــي، والأمر يحتاج إلى غرس القناعة في عقلية اللاعبين الصغــار بأن يكــون هدفهم اللعب في أوروبا، ومستوى الكرة في مصر والإمارات ودول الخليج والدول العربية عموماً أقل بكثير من أوروبا، ويجب أن نزرع في عقلية اللاعب العربي مبكراً فكرة وطموح الاحتراف».
وأشاد ميدو بمواطنه لاعب المنتخب المصري وفريق ليفربول الإنجليزي محمد صلاح وما يحقق من نجاحات كبيرة بقوله: «صلاح أسطورة فقد تعلم من أخطاء الغير واشتغل على نفسه وتطور وأصبح يُمثل قدوة لجميع اللاعبين في التزامه وتعامله الأمر الذي أوصله لينافس أفضل لاعبي العالم، وهو فخر لكل اللاعبين العرب وتجربته يجب أن تدرس فقد جعل العالم كله يحترمه وهذا ليس سهلاً، وأيضاً رياض محرز لاعب كبير ونموذج مشرف للكرة العربية يستحق الفخر والاعتزاز ويوجد غيرهم في ملاعب أوروبا كنماذج عربية».
كما تطرق ميدو إلى تأثير الحضور الجماهيري على خلفية مباراة مصر والسنغال الأخيرة وما مثله من ضغط على لاعبي منتخب مصر بقوله: لدينا مشكلة في مصر تتعلق بأن الدوري يقام بعدد محدود من الجمهور وهذا مؤثر في أن اللاعبين افتقدوا خاصية مواجهة ضغوط ورهبة الحضور الجماهيري الغفير على غرار ما حدث في مباراة السنغال الذي استفاد في المقابل من المؤازرة الجماهيرية.
وكانت الجلسة، شهدت حضور طارق سعيد علاي مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وعيسى هلال الحزامي رئيس مجلس الشارقة الرياضي، ومحمد علي الحمادي عضو المجلس الاستشاري بالشارقة، عضو مجلس إدارة نادي الشارقة الرياضي، وعلياء بوغانم السويدي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، إلى جانب حضور عدد من المسؤولين في الأندية الرياضية والإعلاميين وعشاق الرياضة.