غرفة الأخبار، استضافت مديرُ دراسات شؤون غرب آسيا وشمال إفريقيا في الخارجية الإيرانية، السفير مجتبى فردوسي بور، الذي أكد على أن طهران تسعى للحصول على “حلّ مشرّف” للأزمة النووية، يتمثل في رفع العقوبات المفروضة عليها.
وأضاف: “إيران لا تزال ملتزمة بتعهداتها تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأي اتهامات بعدم التعاون غير دقيقة، فطهران تتطلع إلى مفاوضات بناءة، لكن دون فرض إملاءات من الجانب الأوروبي أو الأميركي”.
التصعيد النووي.. حقيقة أم مناورة؟
وعن تلويح إيران بالخيار النووي، أوضح فردوسي بور أن تصريحات عباس عرقجي تعكس رد فعل على العقوبات المتزايدة والضغط الدولي المستمر، مشدداً على أن: “إيران تمتلك القدرة التقنية لدخول مرحلة التسليح النووي، لكنها لا تزال ضمن إطار الضمانات الدولية، وتسعى إلى تحقيق أهدافها بوسائل دبلوماسية”.
كما أشار إلى أن التصعيد في الخطاب الإيراني يأتي كرد فعل على “آلية الزناد” التي بدأت واشنطن تفعيلها.
الأدوار الدولية والتحديات الأوروبية
فيما يتعلق بموقف أوروبا، أكد فردوسي بور أن ضعف الموقف الأوروبي وعدم قدرتهم على اتخاذ قرارات مستقلة يشكلان عقبة كبيرة في المفاوضات، مضيفا: “الأزمة الأوكرانية أضعفت الاتحاد الأوروبي سياسياً، وجعلته يعتمد أكثر على الولايات المتحدة. هذا الوضع يعقّد أي محاولات للتوصل إلى اتفاق نووي شامل”.
وأشار أيضاً إلى استبدال أدوار بعض الدول، مثل قطر وسلطنة عمان، لتكون وسطاء جدد في التفاوض بين إيران والولايات المتحدة.
ترامب والعودة إلى البيت الأبيض.. كيف ستتعامل إيران؟
مع اقتراب عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تُثار تساؤلات حول تأثير ذلك على المفاوضات.
قال فردوسي بور: “إيران تدرك أن مقاربة إدارة ترامب مختلفة تماماً عن إدارة بايدن. لذلك، يجب أن تكون استراتيجيتها مرنة لتجنب أي تصعيد عسكري قد تقوده إسرائيل أو الولايات المتحدة”.
وتابع: “التهديدات بالعمل العسكري أو فرض عقوبات إضافية لن تؤدي إلا إلى تعقيد الموقف.. إيران مستعدة للمواجهة لكنها تفضّل الحلول الدبلوماسية”.
الملفات الإقليمية.. لبنان وغزة ضمن الأجندة
تطرّقت الحلقة أيضاً إلى الملفات الإقليمية وتأثيرها على المفاوضات النووية، أوضح السفير فردوسي بور أن إيران تلعب دوراً محورياً في التهدئة في لبنان وغزة، مؤكداً أن: “إيران ساهمت بشكل مباشر في دعم جهود وقف إطلاق النار في لبنان وغزة. هذه الملفات تُظهر التزام إيران بالدبلوماسية وتعزيز الاستقرار في المنطقة”.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت طهران تسعى للحصول على ثمن سياسي مقابل دورها الإقليمي، قال: “إيران لا تبحث عن مكاسب سياسية قصيرة المدى. نحن ملتزمون بحماية حقوق الشعب الفلسطيني ودعم الشعب اللبناني. الدبلوماسية الإيرانية ستظل ناشطة لتحقيق هذه الأهداف”.
إيران بين دبلوماسية القوة والقوة الدبلوماسية
اختتم النقاش بسؤال فردوسي بور عن الاستراتيجية التي يجب أن تعتمدها إيران في المرحلة المقبلة. أجاب قائلاً: “إيران تؤمن بأن دبلوماسية القوة والقوة الدبلوماسية يجب أن تسيرا جنباً إلى جنب، إذا لم تُظهر إيران قوتها، فإن الأطراف الأخرى لن تأخذ مطالبها بجدية، ومع ذلك، فإن نافذة الحوار ستظل مفتوحة دائماً”.
الطريق إلى جنيف محفوف بالمخاطر
مع استمرار التوترات، يبقى اجتماع جنيف فرصة حاسمة لاختبار نوايا الأطراف كافة، فهل ستنجح الدبلوماسية في تخفيف حدة الأزمة، أم أن التصعيد هو الخيار الوحيد؟.