ووفقا لتقرير نشرته صحيفة “بوليتيكو” الأميركية، فإن ميرز يركز على استعادة مكانة ألمانيا وسط تحديات عالمية هائلة تتنوع بين التراجع الصناعي والحرب في أوروبا.
وقال ميرز في رسالة مصورة عقب إعلان ترشحه: “يجب أن تعود ألمانيا لتكون مصدر إعجاب العالم، لا موضع حيرة. سأسعى بكل جهد لإعادة بناء ألمانيا التي نفتخر بها مجددا”.
وتأتي هذه الطموحات في ظل تصدر حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ بقيادة ميرز استطلاعات الرأي، بنسبة تأييد تصل إلى 32 بالمئة، بعد انهيار ائتلاف الأحزاب اليسارية الحاكم في نوفمبر الماضي.
وتم تحديد موعد الانتخابات المبكرة في 23 فبراير المقبل، مما يعزز فرص ميرز البالغ من العمر 69 عاما لتحقيق حلمه القديم بتولي المستشارية.
إلا أن الظروف المحيطة بعودة ميرز تعكس أجواء أزمة سياسية واقتصادية كبيرة في ألمانيا، فمع تصاعد نفوذ الأحزاب المتطرفة وتباطؤ الاقتصاد الألماني وتراجع دور برلين كقائدة لأوروبا، تبدو قدرة أي زعيم وطني على تجاوز هذه التحديات محدودة.
ولطالما اعتمدت ألمانيا على 3 ركائز أساسية لضمان أمنها وازدهارها، هي:
- الحماية الدفاعية التي تقدمها الولايات المتحدة.
- التجارة الدولية المفتوحة لدعم اقتصادها الموجه للتصدير.
- الطاقة الرخيصة من روسيا.
لكن هذه الركائز تعرضت لضغوط كبيرة في السنوات الأخيرة، مما وضع الاقتصاد الألماني أمام أزمات لم يسبق لها مثيل.
وبينما يستعد ميرز لتولي السلطة، يفتقر المشهد السياسي إلى رؤية استراتيجية جديدة لتحل محل هذه الأسس التي عفا عليها الزمن.
رؤية محافظة
ويقدم ميرز خطة محافظة لإعادة توجيه السياسات الألمانية، تتضمن:
- خفض إعانات الرعاية الاجتماعية.
- تقليل أعداد طالبي اللجوء.
- تشجيع الاستثمار الخاص بتخفيف القواعد التنظيمية.
- زيادة الإنفاق العسكري.
- الحفاظ على الانضباط المالي.
لكن السؤال يبقى حول مدى قدرة هذه السياسات على تحقيق تغييرات جذرية في مواجهة الأزمات الاقتصادية والسياسية العميقة.
إرث ميركل
يواجه ميرز تحديات كبيرة في الابتعاد عن إرث المستشارة السابقة أنغيلا ميركل، التي هيمنت على المشهد السياسي الألماني لمدة 16 عاما.
وكان ميرز قد غادر البرلمان في 2002 بعدما أزاحته ميركل عن قيادة الحزب، لكنه عاد إلى الحياة السياسية بقوة بعد انتخابات 2021، حيث أعاد الحزب الديمقراطي المسيحي إلى التوجهات اليمينية.
ويُنظر إلى ميرز على أنه المرشح الأكثر استعدادا لمواجهة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، لا سيما في ظل التاريخ المتوتر بين ترامب وميركل، وقد تعهد بالدفاع عن المصالح الألمانية بقوة مع الاستعداد لإبرام صفقات سياسية لتعزيز التعاون بين البلدين.
ومع اقتراب ميرز من منصب المستشارية، يبقى التحدي الأكبر هو كيفية التعامل مع الأزمات المعقدة التي تواجه ألمانيا، سواء داخليا أو على الساحة الدولية.
وبينما يعد ميرز بمواقف واضحة وسياسات جديدة، فإن نجاحه سيعتمد على قدرته في تحقيق توازن بين الطموحات الوطنية والضغوط العالمية.