تتزايد التعقيدات في الصراع الروسي الأوكراني، مع استمرار أوكرانيا في الضغط للحصول على عضوية الناتو وتصعيد الدعم العسكري الغربي، بينما تستعد روسيا للتعامل مع احتمالات عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
في برنامج “التاسعة”، استعرض الخبير الاستراتيجي سيد غنيم، أبعاد هذه التحولات وتفاصيل المشهد وأثره على التوازنات الإقليمية والدولية.
طموحات أوكرانيا.. عضوية الناتو بين الواقع والطموح
تحدث غنيم عن المناورات السياسية التي يقودها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مشيرًا إلى أن طلب عضوية الناتو يظل هدفًا بعيد المنال في ظل الوضع الحالي.
وأوضح أن أوكرانيا تواجه عقبات عدة، أبرزها عدم السيطرة الكاملة على أراضيها، وهو شرط أساسي للانضمام إلى الحلف. وأضاف أن الدول الأعضاء في الناتو، مثل ألمانيا وفرنسا، تتخذ موقفًا حذرًا بسبب المخاوف من تفاقم الصراع مع روسيا.
الدعم العسكري الغربي.. تغييرات استراتيجية
ناقشت الحلقة الدعم العسكري الغربي المقدم لأوكرانيا، حيث أكد غنيم أن واشنطن تواصل تزويد كييف بالأسلحة المتطورة، مثل الصواريخ طويلة المدى والدبابات الحديثة.
وأشار إلى أن هذا الدعم، رغم أهميته، لم يغير مسار الحرب بشكل كبير، حيث أن الهجوم الأوكراني المضاد لم يحقق أهدافه الاستراتيجية في استعادة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.
الموقف الروسي.. الترسخ والاستعداد للتفاوض
تطرق النقاش إلى الاستراتيجية الروسية في إدارة الصراع. وأوضح غنيم أن موسكو تركز على تعزيز مواقعها في المناطق التي ضمتها، مثل دونيتسك وزابوريجيا، مع استعدادها للتفاوض بشروط تضمن مصالحها الاستراتيجية.
وأضاف أن روسيا تعتمد على عمليات عسكرية تكتيكية لتحقيق مكاسب ميدانية محدودة، مع السعي لإطالة أمد الصراع لخلق ضغط سياسي على الدول الغربية.
عودة ترامب.. تغييرات محتملة في السياسة الأميركية
سلط غنيم الضوء على تأثير عودة ترامب المحتملة على الصراع، مشيرًا إلى أن الإدارة الجديدة قد تعتمد نهجًا مختلفًا، يتمثل في تقليل الدعم العسكري لأوكرانيا والضغط على الطرفين للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وأشار إلى أن هذا السيناريو قد يكون فرصة لروسيا لتحقيق مكاسب سياسية، لكنه في الوقت ذاته قد يضعف موقف أوكرانيا على الأرض.
سيناريوهات المستقبل.. تصعيد أم تهدئة؟
اختتم النقاش بتحليل السيناريوهات المحتملة للصراع. ورأى غنيم أن استمرار الدعم الغربي لأوكرانيا سيطيل أمد الحرب، لكنه قد يضعف قدرة روسيا على التوسع.
وأشار إلى أن التفاهمات السياسية قد تكون الخيار الأمثل لتجنب تصعيد قد يصل إلى استخدام الأسلحة النووية أو تفكك روسيا، وهو ما لا تريده الدول الغربية.
بين مناورات أوكرانيا واستعدادات روسيا وتغيرات السياسة الأمريكية، يبقى مستقبل الصراع مفتوحًا على جميع الاحتمالات.
فهل ستتمكن الأطراف من الوصول إلى تسوية سياسية، أم أن الحرب ستستمر لتعيد تشكيل خريطة النفوذ العالمية؟