وأفاد المرصد السوري أن التنظيمات المسلحة دخلت في الساعات الأخيرة الى مدينتي الرستن وتلبيسة في ريف حمص الشمالي، وسط غياب تام للقوات السورية، التي قال إنها قصفت ليلا جسرا في الرستن لمحاولة صد تقدم الفصائل إلى مدينة حمص.
يشير هذا التصعيد الميداني إلى أن معركة حمص قد تكون من أكبر المحطات في الصراع السوري، حيث تكتسب المدينة أهمية خاصة على الصعيد العسكري والسياسي.
دخول التنظيمات المسلحة إلى الرستن وتهديدها لمدينة حمص يشير إلى مرحلة جديدة من التصعيد العسكري الذي قد يكون له تداعيات كبيرة على سير الأحداث في سوريا.
وتعليقا على تطورات الوضع في سوريا، قال الخبير في شؤون الأمن القومي، اللواء محمد عبد الواحد إن “العمليات العسكرية في سوريا عمليات شديدة الخطورة ومعقدة تتشابك فيها المصالح الإقليمية والدولية”.
هدف الصراع السوري
وقال عبد الواحد إن “الصراع في سوريا هدفه تقليل النفوذ الإيراني وفك الارتباط بين سوريا وإيران وهذا لصالح إسرائيل، وكذلك تقليل التواجد الروسي غير المرغوب فيه من قبل الولايات المتحدة، أما بالنسبة للصين فالهدف إيقاف الطموحات الصينية الخاصة بالاستثمارات والبنية التحتية في الشرق الأوسط”.
تطور في شكل قتال الفصائل
ولفت عبد الواحد إلى أن “العمليات العسكرية لفتت أنظار العالم بسبب وجود مجموعات من المعارضة تقاتل بصورة الجيوش الوطنية وبشكل غريب عما سبق، المعارضة تنازلت عن القتال الجهادي وتقاتل كما الجيوش النظامية تقوم بعمليات نوعية سريعة واستخدام عنصر المفاجأة وإحداث الصدمة للطرف الآخر متأثرة بالمدرسة الغربية في العمليات العسكرية”.
وأضاف: “من الواضح أنها تلقت تدريب على أيدي خبراء غربيين، حتى في التعامل مع المسيرات هناك بصمات تؤكد أن أوكرانيا ساعدت”.
وأكمل: “المعارضة بدأت ترتدي العباءة المدنية والجولاني يتحدث بطريقة ناعمة وكأنه رجل دولة، من الصعوبة معرفة النوايا الحقيقة، الجولاني براغماتي ربما من تلقاء نفسه وربما بإيعاز من الداعمين الإقليميين”.
المعادلة المرفوضة
وتابع عبد الواحد: “المعارضة لم تستطع أن تتجاوز الخطوط الحمر، لا يرديد الداعمون تبديل بشار الأسد بأبو محمد الجولاني، الداعمون للجولاني يرفضون هذه المعادلة، يرفضون وجود دولة سورية مرجعيتها الجولاني”.
وأضاف: “الجولاني يحقق نجاحا من خلال معدات عسكرية أجنبية ومسيرات كانت سبب في التقدم ومعلومات استخباراتية، وبالتالي سهل جدا تدميره، لم ولن يسمح للجولاني بوجود حكومة جهادية في سوريا، إسرائيل نفسها لن تقبل بوجود حكومة جهادية وهي أعربت عن مخاوفها حيال ذلك “.
وأكمل: “داعمو المعارضة يرديون إضعاف سوريا وربما تغيير النظام أو فرض شروط كأن يحتفظ الرئيس السوري ببعض المدن الاستراتيجية كما دمشق ومدن الساحل ويترك ملف الشمال قابل للمفاوضات”.
ماذا عن حلفاء الأسد؟
قال عبد الواحد إن “هناك علامات استفهام حول الموقف الإيراني الذي يتحدث اليوم عن الدبلوماسية والسياسة لتهدئة الوضع وليس عن الحلول العسكرية، أين مسيرات إيران التي كانت تطلق على إسرائيل بدقة عالية”.
وأضاف: “إيران ضربت إسرائيل مرتين من خلال المسيرات والصواريخ البالستية، أين صواريخ ومسيرات حزب الله التي وصلت لغرفة نوم بنيامين نتنياهو، هناك تراجع واضح، ربما موازين القوى تغيرت بسبب الحرب في غزة ولبنان”.
وتابع: “أين الدور الروسي الذي تواجد عام 2015 بقوة واستطاع حماية نظامالأسد من الانهيار”.
وختم بالقول: “بعد معركة حمص ستتحدد الصورة النهائية وسوف نكتشف الكثير حول الداعمين الرئيسيين في هذه المعركة”.