وحسب الصحيفة، تلقت المعارضة المسلحة التي سيطرت مؤخرا على معظم المدن السورية وعلى رأسها العاصمة دمشق، طائرات من دون طيار ومعلومات استخباراتية من أوكرانيا.
وأرسلت الاستخبارات الأوكرانية نحو 150 طائرة مسيّرة و20 خبيرا متمرسا في تشغيلها، إلى مقر قوات المعارضة في إدلب، قبل 4 أو 5 أسابيع من بدء الفصائل بقيادة هيئة تحرير الشام هجومها المباغت على أنحاء سوريا.
وتعتقد مصادر استخباراتية غربية أن مساعدة كييف للفصائل لعبت دورا ضعيفا في إطاحة نظام الأسد في سوريا، لكنها كانت مهمة كجزء من جهد أوكراني أوسع نطاقا لضرب النفوذ الروسي في الشرق الأوسط وإفريقيا، وإحداث أضرار حتى داخل روسيا نفسها.
وحسب تقرير “واشنطن بوست”، فـ”في مواجهة هجوم روسي كبير داخل أوكرانيا، بحثت استخبارات كييف عن جبهات أخرى يمكنها من خلالها أن تعاقب روسيا وتضعف حلفاءها”.
وكان الأوكرانيون كشفوا عن نواياهم في وقت سابق، فقد نقلت صحيفة “كييف بوست” في مقال بتاريخ 3 يونيو الماضي عن مصدر في جهاز الاستخبارات العسكرية، قوله إنه “منذ بداية العام ألحق المتمردون السوريون بدعم عملاء أوكرانيين، العديد من الضربات على المنشآت العسكرية الروسية في المنطقة”.
وتضمنت تلك القصة المنشورة على الإنترنت رابطا إلى لقطات فيديو تظهر هجمات على مخبأ وشاحنة بيضاء وأهداف أخرى، قيل إنها تعرضت للضرب من قبل المسلحين المدعومين من أوكرانيا داخل سوريا، وقالت “كييف بوست” إن الهجوم نفذته وحدة أوكرانية خاصة “بالتعاون مع المعارضة السورية”.
وسبق أن تحدث مسؤولون روس لأشهر عن التحركات العسكرية الأوكرانية في سوريا، وفي مقابلة مع وكالة أنباء “تاس” في نوفمبر، قال الممثل الخاص لروسيا في سوريا ألكسندر لافرينتييف: “لدينا بالفعل معلومات تفيد أن خبراء أوكرانيين من مديرية الاستخبارات الرئيسية موجودون على أراضي إدلب”.
وفي سبتمبر الماضي، أدلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بتصريح مماثل عن “مبعوثي الاستخبارات الأوكرانية” في إدلب، وقال إنهم كانوا ينفذون “عمليات قذرة”، وفقا لصحيفة “الوطن” السورية.
وأكدت “الوطن” في تقريرها، أن رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف، كان على اتصال مع هيئة تحرير الشام “بشكل شخصي”.