مشاهد من قلب الأحداث
تجوّل مراسل سكاي نيوز عربية، فراس لطفي، في قرية حضر الواقعة بريف القنيطرة، والتي باتت إحدى النقاط الساخنة في المنطقة.
وأشار المراسل إلى أن “بضع عشرات من الأمتار فقط تفصل دبابة إسرائيلية عن مبنى محافظة القنيطرة”، ما يعكس التوتر العسكري الحاد في هذه المنطقة.
وأضاف لطفي: “الحياة هنا مشوشة، تسير على حقل ألغام؛ فالآليات العسكرية تجوب المنطقة بعد أن سيطرت إسرائيل على أكثر من 20 قرية وبلدة منذ سقوط نظام الأسد وانهيار الجيش السوري. لقد نسفت إسرائيل اتفاق فك الاشتباك واستباحت المنطقة العازلة وما بعدها”.
موقف أهالي البلدة
القائم بأعمال محافظ القنيطرة أحمد جمعة، وصف لسكاي نيوز عربية، دخول القوات الإسرائيلية إلى قرية الحضر والمنطقة العالزلة بالجولان بالتصرف الأرعن ما يدفع المجتمع في سوريا وخاصة في القنيطرة على ظهور حزب الله ثان في أرض محافظة القنيطرة القنيطرة، مؤكدا على قدرة أهل المحافظة على تسيير أمور بأنفسهم.
من جانبه، أوضح مختار قرية حضر أن الجيش الإسرائيلي يتواجد على أطراف البلدة، حيث أقام تحصينات ونقاط مراقبة، لكنه لم يدخل القرى بشكل مباشر، قائلاً: “الوجود الإسرائيلي غير مرحب به، وأملنا كبير في القيادة والحكومة السورية الجديدة أن تنظر للمنطقة بنظرة شاملة”.
وأشار المختار إلى الوضع الإنساني والسياسي المعقد الذي يعيشه أهالي حضر، حيث قال: “الناس هنا منقسمون بين من يخشون إسرائيل وآخرين يخشون السلطة الجديدة في سوريا. ولكن القاسم المشترك بينهم هو انتماؤهم لوطنهم سوريا”.
ويعيش أكثر من 50 ألف نسمة في القرى التي احتلتها إسرائيل مصيرا ضبابيا، يصفه مراقبون بأنه لا يشبه حتى الوضع الذي كان قائماً بعد نكسة عام 1967. ويبقى السؤال مفتوحاً حول مستقبل هذه المناطق وسكانها في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي والتوترات الإقليمية.
ويعكس التقرير من قلب المنطقة العازلة صورة مقلقة للواقع الميداني في الجولان السوري. مع استمرار التحركات العسكرية الإسرائيلية وتباين مواقف السكان المحليين، تبرز الحاجة إلى حلول سياسية شاملة تعيد الاستقرار للمنطقة وتضع حداً للانتهاكات المستمرة.