تخطت حصيلة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، الاثنين الماضي، 27 ألف قتيل حتى مساء أمس السبت، بينما أنقذ أشخاص بأعجوبة وسط عمليات البحث المتواصلة، وبذل المسعفون جهوداً مضنية لسحب أحياء من تحت أنقاض المباني وبينهم أطفال، بعد خمسة أيام من وقوع الكارثة.
وبحسب آخر التقارير الرسمية، السبت، أدى الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة إلى مقتل أكثر من 27 ألف شخص. وأعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، ارتفاع عدد ضحايا الزلزال في بلاده إلى 22,327 قتيلاً. وقبل ذلك أفاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أثناء زيارة لمدينة شانلي أورفا (جنوب شرق) بأنه عثر على 21,848 جثة في تركيا، بينما أحصت السلطات في سوريا 3,553 قتيلاً.
وجنوبي تركيا، تحولت مواقف سيارات وملاعب وصالات رياضية إلى أماكن لوضع الجثث، حيث توجهت عائلات منكوبة للبحث عن أقاربها المفقودين.
وقالت توبا يولكو بقلق، بينما كانت تبحث عن عمتها المفقودة بين الجثث المصطفة في مجمع رياضي في كهرمان مرعش: «فليساعدني الله على إيجادها».
وأكدت الوكالة الحكومية لإدارة الكوارث الطبيعية مشاركة نحو 32 ألف شخص في عمليات البحث والإنقاذ، إضافة إلى أكثر من ثمانية آلاف مسعف أجنبي. وكذلك ينتشر أكثر من 25 ألف جندي تركي في المناطق المتضررة، وفقاً لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار.
وفي وقت سابق، أفادت إدارة الكوارث والطوارئ في تركيا، أمس السبت، بإجلاء ما نحو 93 ألفاً من ضحايا الزلزال جنوبي تركيا، موضحة أن أكثر من 166 ألف فرد شاركوا في جهود الإنقاذ والإغاثة.
وقالت إدارة الكوارث إن 1,891 هزة ارتدادية وقعت منذ أن ضرب الزلزال الأول البلاد في ساعة مبكرة من صباح الاثنين الماضي.
كما ارتفع عدد القتلى في عموم سوريا إلى أكثر من 5000 قتيل، بينما انتشلت فرق الإنقاذ، أمس، 13 جثة من تحت أنقاض المبنى المتهدم من جراء الزلزال في شارع المالية في مدينة جبلة.
وذكر رئيس فريق إنقاذ الدفاع المدني بجبلة سليمان علي لوكالة «سانا» المحلية، أنه تم انتشال سبعة جثامين مساء أمس من تحت أنقاض المبنى، لافتاً إلى أن عمليات رفع الأنقاض متواصلة في الموقع المذكور، بمشاركة فريق إنقاذ من روسيا الاتحادية.
وبيّن مدير مشفى جبلة قصي خليل أن حصيلة ضحايا الزلزال في جبلة بلغت حتى أمس، 292 وفاة، و179 مصاباً.
وأوضح مدير الدفاع المدني في سوريا اللواء صفوان بهلول، أن عمليات البحث عن ناجين تحت أنقاض المباني المتهدمة جراء الزلزال مستمرة، وهناك احتمال وجود أحياء على الرغم من ضعفه.
وأضاف بهلول أن حجم الكارثة كبير جداً على مستوى سوريا، وهناك الآلاف من المنازل الآيلة للسقوط وأخرى تحتاج إلى ترميم. وأعلن قائد فوج إطفاء اللاذقية المقدم مهند جعفر انتهاء عمليات إخراج ضحايا الزلزال من تحت الأنقاض في جميع مناطق محافظة اللاذقية، وكان آخرها في حي الغزالات بمدينة جبلة، التي دمر فيها الزلزال أكثر من خمسين مبنى سكنياً في المدينة وريفها بشكل كامل، بينما لا يزال خمسون مبنى آخر مهدّدة بالانهيار في أي لحظة، في حين وجد أربعة أو خمسة آلاف شخص أنفسهم مجبرين منذ الاثنين الماضي، على مغادرة منازلهم واللجوء إلى مراكز إيواء مؤقتة في المساجد والمشافي والملعب الرئيسي في المدينة. (وكالات)