بيروت: «الخليج»، وكالات
أخفقت المحاولات الجارية لعقد جلسة تشريعية خلال الأسبوع الحالي، كما كان متوقعاً، وفشل اجتماع هيئة مكتب المجلس في التفاهم على انعقاد الجلسة، واتفق الأعضاء على عقد اجتماع آخر يوم الاثنين المقبل لاستكمال البحث، في وقت حذّر ممثلو خمس دول عقدت مؤخراً اجتماعاً بشأن لبنان في باريس، من تداعيات التأخر في انتخاب رئيس للجمهورية، وفق بيان صدر عن رئاسة الحكومة، فيما سجلت الليرة اللبنانية، أمس الاثنين، أكبر انهيار لها في تاريخ البلاد، حيث سجل سعر صرف الدولار الواحد في السوق السوداء (الموازية) 68300 ليرة للدولار الواحد.
واحتدم الخلاف بين القوى السياسية والنيابية حول الجلسة التشريعية التي كان ينوي رئيس المجلس النيابي نبيه بري الدعوة إليها قريباً بعد ترؤسه اجتماعاً لهيئة مكتب المجلس للبحث في جدول أعمال الجلسة التشريعية، وسط معارضة 46 نائباً سبق أن وقعوا عريضة منعاً لالتئام البرلمان لكونه في نظرهم هيئة انتخابية، محذرين من أي محاولة لفرض جلسة تشريعية، وملوّحين بالطعن بما سيصدر عنها، إلا أن بري مصمم على انعقاد الجلسة الذي يتطلب مشاركة 65 نائباً، خاصة وأن جدول الأعمال يتضمن بنوداً أساسية وضرورية أبرزها «الكابيتال كونترول» والتمديد للمديرين العامين في المؤسسات المدنية والأمنية والعسكرية، وبالتالي لا يجوز تعطيل البلد كله وإدخال المؤسسات الدستورية في شلل مطلق، من وجهة نظره. ويأخذ بري في الاعتبار أن تراعى الجلسة الميثاقية، بحيث يحضرها نواب مسيحيون، وهذا ما يتم العمل عليه لجهة إقناع تكتل لبنان القوي برئاسة النائب جبران باسيل أن يحضر الجلسة طالما أن حزب القوات هو رأس حربة المعارضة ويرفض المشاركة، إلا أن عضو تكتل «لبنان القوي» ألان عون، وهو أمين سر الهيئة، أبلغ الرئيس بري أن نواب التكتل لن يشاركوا في الجلسة التشريعية.
من جهة أخرى، نقل مكتب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في بيان إثر استقباله، في السراي الحكومي، سفراء وممثلين عن الدول الخمس، الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، تأكيدهم أن «عدم انتخاب رئيس جديد سيرتّب إعادة النظر بمجمل العلاقات مع لبنان». وشدّد الدبلوماسيون، وفق البيان، على أن «الدعم الحقيقي للبنان سيبدأ بعد انتخاب الرئيس العتيد، ومن ثم متابعة تنفيذ الإصلاحات المطلوبة». وزار الدبلوماسيون الخمسة، أمس الاثنين، رئيس البرلمان نبيه بري لوضعه في أجواء الاجتماع الخماسي في باريس.
في غضون ذلك، واصل سعر صرف الدولار في السّوق السّوداء مساره التّصاعدي، ووصل أمس إلى مستوى قياسي جديد. وحسب التطبيقات التي تتابع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، سجل سعر صرف الدولار 68300 ليرة للبيع و68000 ليرة للشراء. وكان لبنان بدأ في أول فبراير الحالي تطبيق قرار حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، القاضي بتعديل سعر الصرف الرسمي من 1500 ليرة للدولار الواحد إلى 15 ألف ليرة.