واصلت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي تراجعها لليوم الثالث على التوالي في التعاملات الأوروبية، الأربعاء، في ظل تراجع المخاوف من نقص الإمدادات على المدى القصير، وتوقعات اعتدال درجات الحرارة في أوروبا مما أثر على الطلب.
وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن أسعار العقود الآجلة القياسية تراجعت اليوم بنسبة 4 بالمئة، لتصل إلى أقل مستوياتها منذ حوالي أسبوعين، في الوقت الذي أشارت فيه بعد تنبؤات الأرصاد إلى أن الأسبوع المقبل سيكون أقل برودة.
ويعني هذا انخفاض الطلب على الغاز الذي يستخدم في التدفئة مع تحسن درجات الحرارة.
كما جاء تراجع أسعار الغاز نظرا لارتباط بعض عقودها بأسعار النفط التي تشهد تراجعا.
وأشارت بلومبرغ إلى وجود مؤشرات على انخفاض الطلب في الصين أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في العالم، حيث تحاول عدة شركات إعادة بيع شحنات مقرر تسليمها حتى نهاية الشتاء الحالي.
وقال محللون في “إنيرجي سكان” التابعة لشركة إنجي في مذكرة “تم تعديل توقعات درجات الحرارة لتكون أكثر دفئا مقارنة بالأمس في معظم الدول الأوروبية لذلك من المتوقع أن تستعيد الاتجاهات الهبوطية زخمها” في أسواق الطاقة على نطاق واسع.
ويذكر أن أسعار الغاز كانت قد ارتفعت إلى أعلى مستوياتها منذ 14 شهرا في تعاملات الأسبوع الماضي بعد توقف ضخ الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب التي تمر بأراضي أوكرانيا مع بداية العام الحالي.
ولكن هذا الارتفاع توقف مع ظهور أوروبا مستعدة بصورة أفضل حتى ال ن رغم استنزاف المخزونات بأسرع وتيرة منذ سنوات.
وفي تعاملات أمستردام، تراجع سعر العقود القياسية تسليم الشهر المقبل إلى 45.56 يورو (نحو 46.98 دولار) لكل ميغاواط، وهو أقل مستوى له منذ 23 ديسمبر.
ويتوقع “بنك أوف أمريكا” استمرار بقاء أسعار الغاز في أوروبا أقل من المستويات المرتفعة التي سجلتها في الفترة الماضية حتى نهاية العام الحالي، لكن هذه التوقعات تبدو أقل تشاؤما بشأن الأسعار من التوافق السائد في السوق، بحسب كريستوفر كوبلنت رئيس إدارة أبحاث سوق الطاقة الأوروبية في البنك الأميركي.