أحدث إعلان زعيمة هونغ كونغ كاري لام بداية هذا الشهر اعتزامها عدم الترشح لولاية ثانية كرئيسة تنفيذية للمركز المالي العالمي في انتخابات القيادة المقرر إجراؤها في الثامن من مايو المقبل، ردود فعل مختلفة حول قرارها وملابساته، لاسيما بعد أن شهدت فترة حكمها اضطرابات ومواجهات عنيفة دفعت الولايات المتحدة إلى التدخل بفرض عقوبات عليها.
كاري لام، التي توصف بأنها «الذراع الأمنية للصين في هونغ كونغ»، واجهت تحديات جسيمة في السنوات الخمس الماضية تمثلت أساساً في خروج تظاهرات حاشدة مدفوعة من الغرب بذريعة الدفاع عن الديمقراطية، تبعتها فترة انعزال عن العالم ضمن خطط مكافحة تفشي «كوفيد-19»، وما زالت إلى الآن تكافح آثار هذه الجائحة. وفي الرابع من إبريل الجاري، قالت كاري لام إنها «في الثلاثين من حزيران/ يونيو المقبل، ستختتم رسمياً مسيرتها المهنية التي استمرت 42 عاماً في الحكومة».
وأكدت لام (64 عاماً) أن قادة بكين الذين أبلغتهم بنواياها في آذار/ مارس 2021، «تفهموا واحترموا» خيارها الذي عزته إلى «اعتبارات عائلية». وقالت «عليّ أن أضع أفراد عائلتي في المرتبة الأولى، وهم يعتبرون أن الوقت حان للعودة إلى المنزل».
وتولّت الكاثوليكية المتديّنة البالغة 63 عاماً رئاسة السلطة التنفيذية في آذار/ مارس 2017، لتصبح أول امرأة تتبوّأ هذا المنصب في المدينة. ويقول منتقدوها إن فترة حكمها مكنت بكين من إحكام قبضتها على الجزيرة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي بموجب صيغة «دولة واحدة ونظامان».
ويحسب لحقّ كاري لام أنه تم في عهدها سنّ قانون الأمن القوي الذي فرضته الصين على الجزيرة ذات الحكم الذاتي. وقالت لام، في نوفمبر 2020، إن قانون الأمن القومي فعال بشكل ملحوظ، وإنه بعد عام من الاضطرابات الاجتماعية، والخوف على السلامة الشخصية، يمكن لأهالي هونغ كونغ التمتع مرة أخرى بحقوقهم وحرياتهم الأساسية وفقاً للقانون. وفي مسعى لامتصاص غضب معارضيها، قالت إن القانون يسمح لأولئك الذين لديهم معتقدات سياسية بالترشح للانتخابات، طالما أنهم وطنيون ويلتزمون بقانون الأمن القومي. ورغم اتهامها بتشديد قبضتها والقيام بممارسات تسلطية، تنفي كاري لام هذه الاتهامات وتؤكد أنها تعمل على حفظ الأمن، دون أن تنفي حدوث بعض التجاوزات. ومن ذلك أنه في أكتوبر 2019 قدمت مع رئيس الشرطة ستيفن لو اعتذاراً إلى المجتمع المسلم المحلي على خلفية رشق بوابات أكبر مسجد في المدينة، بخراطيم المياه، خلال مكافحة قوات الِأمن متظاهرين.
ويؤكد المقربون منها وأنصارها أن هذه السيدة دخلت تاريخ الجزيرة كأول حاكمة لها، تتويجاً لأكثر من أربعة عقود في خدمة المستعمرة البريطانية السابقة، حيث عملت في العديد من الإدارات الحكومية وتدرجت في الوظائف إلى أن تم تعيينها في العام 2007 وزيرة للتنمية. وتقول أوراق سيرتها إن كاري لام ولدت في 13 مايو 1957 في هونغ كونغ. وفي العام 1980 حصلت على البكالوريوس في العلوم الاجتماعية. وبعد تخرجها انضمت إلى مكتب الخدمة المدنية البريطانية في الجزيرة. وفي 1982 مولت حكومة هونغ كونغ دراساتها العليا في جامعة كامبريدج، وهناك التقت بزوجها عالم الرياضيات الصيني لام سيو بور.