يريفان – أ ف ب
أوقفت الشرطة في أرمينيا، الثلاثاء، أكثر من 200 متظاهر مناهضين للحكومة، في الوقت الذي تضغط فيه أحزاب المعارضة على رئيس الوزراء نيكول باشينيان للتنحي بسبب إدارته للنزاع مع أذربيجان.
وقالت وزارة الداخلية في بيان: «أوقف 237 متظاهراً» في يريفان والعديد من المدن حيث حاول المتظاهرون عرقلة حركة المرور في الشوارع، مطالبين باشينيان بالتنحي.
ومساء الثلاثاء شارك آلاف الأشخاص في تظاهرة في يريفان، ملوّحين بأعلام أرمينيا وناغورنو كره باخ، وهاتفين: «نيكول استقل».
ومنذ الأحد يشارك آلاف الأشخاص في تظاهرات دعت إليها المعارضة للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء.
والتظاهرات هي الأكبر المناهضة للحكومة منذ الانتخابات التي أجريت في أيلول/ سبتمبر 2021 وفاز فيها حزب باشينيان.
وحذّرت قوات الأمن الأرمينية من «خطر حقيقي لحصول اضطرابات في البلاد»، لكن رئيس البرلمان آلان سيمونيان حليف باشينيان قلّل من أهمية مخاطر زعزعة الاستقرار، مؤكداً أن «لا أزمة سياسية في أرمينيا».
وقال سيمونيان الثلاثاء في مؤتمر صحفي إن «القوى السياسية التي خسرت الانتخابات التشريعية في العام 2021 تحاول بشدة تنظيم موجة تظاهرات، لكن مواطنينا سبق أن حسموا خيارهم ولن ينجرّوا إلى محاولاتهم».
في المقابل، قال نائب رئيس البرلمان وزعيم المعارضة أشخان سغاتليان إن «باشينيان خائن والتظاهرات المستمرة والتي تتزايد في الشوارع ستجبره على الاستقالة» على حدّ قوله.
وتظاهر الآلاف يومي الأحد والإثنين في ساحة يريفان المركزية للتنديد بسياسة باشينيان الذي تتّهمه المعارضة بالرغبة في التخلي عن إقليم ناغورنو كره باخ الانفصالي إلى أذربيجان.
وقال الحدّاد سيرغي هوفهانيسيان (57 عاماً) خلال مشاركته في التظاهرة في تصريح صحفي إن «نيكول (باشينيان) يجب أن يغادر لأنه رمز للهزيمة، وليس لأرمينيا مستقبل مع مثل هذا الزعيم».
وتابع: «هو مستعد للتخلي عن كره باخ التي ضحينا بدمائنا من أجلها».
ويُنظر إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا على أنه إذلال وطني في أرمينيا، وأثار احتجاجات مناهضة للحكومة لأسابيع.
وفي أيلول/سبتمبر، عقب التظاهرات، دعا باشينيان إلى انتخابات تشريعية مبكرة فاز فيها حزبه «العقد المدني».
ومنطقة ناغورنو كره باخ الجبلية حيث الأغلبية الأرمينية المدعومة من يريفان، انفصلت عن أذربيجان عند انهيار الاتحاد السوفييتي في 1991 ما أدى إلى اندلاع حرب أولى في التسعينيات تسببت في مقتل 30 ألف شخص وتهجير الآلاف.
ويدور نزاع بين يريفان وباكو حول ناغورنو كره باخ منذ التسعينيات، وأسفرت الحرب الأخيرة في خريف 2020 عن مقتل حوالي 6500 شخص قبل أن تنتهي بهدنة تفاوضت عليها روسيا.
وفي إطار الاتفاق، تنازلت أرمينيا عن أجزاء من الأراضي التي كانت تسيطر عليها منذ أول حرب انتصرت فيها مطلع التسعينيات ونشرت روسيا حوالي ألفي جندي لحفظ السلام.
وفي نيسان/ إبريل أعلن رئيس الوزراء الأرميني أمام البرلمان أن «المجتمع الدولي يدعو أرمينيا إلى تقليص مطالبها بشأن ناغورنو كره باخ»، وهي تصريحات نددت بها المعارضة باعتبارها تكشف رغبة في التنازل عن جميع أراضي ناغورنو كره باخ لأذربيجان.