تفقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أمس الثلاثاء، النازحين واللاجئين في ولام غرب النيجر الذين وصفهم بأنهم «ضحايا» أعمال العنف التي تنفذها الجماعات المتطرفة في دول منطقة الساحل. وأمام عشرات النازحين في النيجر واللاجئين الذين فروا من مالي وبوركينا فاسو وتجمعوا في باحة مدرسة، دعا غوتيريس إلى زيادة المساعدات الدولية للنيجر التي تواجه أيضاً الجفاف وآثار تغير المناخ بالإضافة إلى الهجمات الإرهابية.
وقالت أميناتا والت إيسفيتاني المتحدثة باسم اللاجئين الماليين لغوتيريس إن «وجود الجماعات المسلحة في شمال مالي لا يسمح لنا اليوم بالعودة إلى ديارنا بأمان» و«لهذا السبب نطلب منكم الاستمرار في جعل وضعنا إحدى أولوياتكم». وأجاب غوتيريس «يمكنكم الاعتماد عليّ لطلب دعم قوي من المجتمع الدولي لجيش النيجر حتى يكون لديه القدرة على حمايتكم بشكل أفضل»، ولكن أيضاً أن نطلب «أن يحصل سكان النيجر واللاجئين على الموارد اللازمة لتأمين المدارس للجميع ومستشفيات تعمل بشكل جيد».
وشدد على أنه يختتم زيارته إلى النيجر التي بدأها الاثنين في نيامي بزيارة مدينة ولام في منطقة تيلابيري الواقعة فيما يسمى بمنطقة «المثلث الحدودي» بين النيجر وبوركينا فاسو ومالي، التي تشهد منذ عام 2017 أعمالاً دموية للحركات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة وتنظيم «داعش». وأكد مجدداً أن جيش النيجر «ليس مجّهزاً بما يكفي لمواجهة الجماعات الإرهابية: لا بد من الاستثمار في جيش النيجر». وأضاف «الآن بعد وقوع انقلابات في مالي وبوركينا فاسو (في 2020 و2022) على النيجر أن تكون حصناً لا يستطيع الإرهابيون اختراقه».
وفي غياب الصحفيين، قام بزيارة مطولة إلى القوات الخاصة النيجرية المتمركزة في أولام وتحت إشراف الجيشين الفرنسي والأمريكي. في النيجر الذي يعد من أفقر دول العالم، 250 ألف نازح وأكثر من 264 ألف لاجئ نيجيري ومالي، يضاف إليهم أكثر من 13 ألفاً من بوركينا فاسو فرّوا من فظائع هجمات الإرهاب، وفقاً للأمم المتحدة. وأدى هذا العنف إلى إغلاق 800 مدرسة تستقبل أكثر من 69400 طالب. وتعاني النيجر أيضاً من أزمة غذاء حادة بسبب الجفاف والجماعات الإرهابية التي منعت القرويين من زراعة حقولهم.
وبحسب نيامي، فإن أكثر من 4,4 مليون شخص «سيعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد» اعتباراً من تموز/ يوليو أي حوالى 20% من السكان. وفقاً للأمم المتحدة فإن ولام من بين أكثر المناطق تضرراً. وسيكون معدل سوء التغذية الحاد بين الأطفال النيجريين 12,5%، متجاوزاً عتبة الطوارئ المحددة ب10% من قبل منظمة الصحة العالمية. (أ ف ب)