اندلعت صباح، أمس الخميس، مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية إثر تجدد اقتحام مئات المستوطنين المتطرفين لباحات المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، بعد توقف استمر عشرة أيام تقريباً، فيما دان الأردن السماح للمستوطنين والمتطرفين باقتحام المسجد الأقصى تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، كما حمّلت وزارة الخارجية الفلسطينية رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، المسؤولية المباشرة عن هذه الاقتحامات ونتائجها، في حين قتل ثلاثة إسرائيليين وأصيب 6 آخرون بعملية طعن، في مستوطنة «إلعاد» شرقي تل ابيب.
تهديدات واعتقالات للفلسطينيين
وأكدت وسائل إعلامية وجود القوات الإسرائيلية بشكل مكثف في الموقع الذي يشهد حالة من التوتر بين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي أطلقت الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع. وادعت القوات الإسرائيلية في بيان، أنها «صدت مثيري الشغب الذين رشقوا عناصرها» بمختلف «الأشياء»، مؤكدة «إصابة شرطي بجروح طفيفة». وهددت بأنها ستتعامل «بحزم وبدون تساهل» مع مثيري الشغب، كما اعتقلت عدداً كبيراً من الفلسطينيين خلال المواجهات.
وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، إن «600 متطرف اقتحموا باحات المسجد الأقصى» حتى الساعة 11:00 بالتوقيت المحلي (9,00 ت غ). وأظهرت صور لوسائل الإعلام آثاراً لمقاعد محطمة ومقتنيات متناثرة في محيط المصلى القبلي الذي سبق للقوات الإسرائيلية أن انتشرت في محيطه. وقالت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقمها قدّمت الإسعافات الأولى لجريحين قبل نقلهما إلى المستشفى.
دعوات للحفاظ على الوضع الراهن
ودانت وزارة الخارجية الأردنية، «السماح للمتطرفين باقتحام المسجد الأقصى المبارك.. تحت حماية القوات الإسرائيلية». وطالبت الوزارة في بيان إسرائيل «بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالكف عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك.. واحترام حرمته ووقف جميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم، واحترام سلطة إدارة أوقاف القدس».
من جهتها، دانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت «إعادة تكرار جريمة اقتحام المسجد الأقصى واعتبرته بمثابة» إعلان رسمي لحرب دينية ستشعل المنطقة برمتها. وحمّلت بينيت شخصياً المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الاقتحامات ونتائجها ومخاطرها على ساحة الصراع، وعلى أي جهود مبذولة لوقف التصعيد الإسرائيلي.
في غضون ذلك، جددت الأمم المتحدة، دعوتها إلى الحفاظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة في مدينة القدس، وحثت على عدم القيام بأي أفعال استفزازية. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في تصريحات صحفية: «موقفنا إزاء الأماكن المقدسة بالقدس، هو أن يبقى الوضع الراهن كما هو دون تغيير»، وحث على عدم القيام بأي أفعال استفزازية.
إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام اسرائيلية «أن أربعة أشخاص أصيبوا بجروح بالغة الخطورة وأن اثنين آخرين أصيبا بجروح خطيرة في إلعاد بعد أن هاجمهم مجهول بفأس». وأضافت أنه «تم تحييد المنفذ بإطلاق النار عليه». وبحسب وسائل الإعلام تلك، فإن الشرطة لا تستبعد أن تكون العملية مزدوجة بوجود منفذين اثنين، أحدهما طعن المستوطنين بفأٍس والآخر أطلق النار على آخرين. وتحقق الشرطة الإسرائيلية في خلفية الحادث، فيما طلبت بلدية إلعاد من السكان البقاء في منازلهم، بينما تبحث الشرطة الإسرائيلية عن سيارة هربت من مكان الهجوم. (وكالات)