بيروت: «الخليج»، وكالات
بدأ مغتربون لبنانيون في عدد من الدول العربية وإيران، أمس الجمعة، الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها داخل البلاد في منتصف الشهر الحالي، في استحقاق لا يتوقع محللون أن يغيّر في المشهد السياسي العام في ظل انهيار اقتصادي غير مسبوق، في وقت نفت الرئاسة اللبنانية، ما أثير عن وجود رابط بين إثارة الرئيس ميشال عون موضوع النازحين وملف الانتخابات النيابية.
وهي المرة الثانية التي يُتاح فيها للمغتربين المخولين الاقتراع المشاركة في انتخاب أعضاء البرلمان الـ128. وتجري الانتخابات في الخارج على دفعتين، في تسع دول عربية وفي إيران، الأولى بدأت أمس الجمعة، بينما ينتخب المغتربون في 48 دولة أخرى غداً الأحد. وينظر كثر إلى الانتخابات كفرصة لتحدي السلطة، رغم إدراكهم أن حظوظ المرشحين المعارضين والمستقلين لإحداث تغيير سياسي ضئيلة في بلد يقوم على المحاصصة الطائفية وأنهكته أزمات متراكمة. وفتحت أقلام الاقتراع عند السابعة صباحاً بتوقيت بيروت، وفق الوكالة الوطنية للإعلام، في مقر البعثات الدبلوماسية اللبنانية في كل عُمان، السعودية، الكويت، قطر، البحرين، سوريا، الاردن، العراق ومصر، إضافة إلى إيران. وبلغت نسبة المقترعين بعد ظهر أمس الجمعة، وفق الوكالة، 36.43 في المئة، إذ اقترع أكثر من 11 ألف شخص من أصل 30929 ناخباً مسجلاً في الدول العشر.
وكان وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب أكد أمس الأول الخميس أنه يمكن للبنانيين في الخارج، الاقتراع في 592 قلماً موزعين على 205 مراكز معظمها في السفارات والبعثات الدبلوماسية اللبنانية.
وبحسب بيانات الخارجية، فإن أكثر من 225 ألف ناخب سجلوا أسماءهم. وكان نحو خمسين ألف مغترب أدلوا بأصواتهم في انتخابات عام 2018، من إجمالي قرابة تسعين ألفاً سجلوا أسماءهم. وبحسب تقرير نشرته مبادرة الإصلاح العربي، وهي منظمة بحثية تتخذ من باريس مقراً لها، الشهر الحالي، فقد اختار ستة في المئة من الناخبين في الخارج عام 2018 مرشحين على قوائم المعارضة، في حين اختار 94 في المئة مرشحين من الأحزاب السياسية التقليدية.
وتابع عون عملية اقتراع اللبنانيين المنتشرين، حيث ظل على اتصال مع وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله بوحبيب الذي زوده تباعاً بتطورات عمليات الاقتراع في هذه الدول والمنقولة مباشرة بالصوت والصورة الى غرفة العمليات التي انشأتها وزارة الخارجية لهذه الغاية. وشدد عون على ضرورة تأمين التسهيلات اللازمة للناخبين المنتشرين، منوهاً بالجهود التي بذلت لإتمام العملية الانتخابية بالتنسيق بين وزارتي الخارجية والمغتربين والداخلية والبلديات.
كما بحث عون ملف الانتخابات النيابية مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، حيث أبلغها أن العملية الانتخابية انطلقت امس الجمعة في عدد من السفارات اللبنانية في الدول العربية وإيران، على أن تستكمل غداً الأحد في أوروبا والأمريكتين وإفريقيا ودولة الإمارات العربية المتحدة وذلك بعد انجاز كل الترتيبات لضمان انتخابات نزيهة وشفافة.
وفي هذا الصدد، قال المكتب الإعلامي في الرئاسة اللبنانية، عبر «تويتر»: لا صحة للكلام عن رابط بين اثارة الرئيس عون لموضوع النازحين وملف الانتخابات النيابية.
وأضاف: «عودة النازحين لم تغب يوما عن مواقف الرئيس عون وطرحت مجددا في اجتماع خصص للبحث في الموقف اللبناني في مؤتمر بروكسل».