فبعد سقوط التنظيم في مصر عام 2013، تحولت أوروبا إلى الساحة الأهم لهم، هناك استقر آلاف من الكوادر، انتقل إشرافهم مباشرة إلى ما يعرف بالتنظيم الدولي، الذي ألزمهم بالانضمام إلى الأفرع المحلية، ودفع سهم الدعوة الذي قد يصل إلى 10 بالمئة من الدخل الشهري، ليصبح شريانا ماليا يمتد عبر دول القارة.
هذا الانتشار لم يكن عشوائيا، فمنذ تأسيس مركز ميونيخ الإسلامي، تمدد التنظيم تدريجيا تحت مظلة تعرف باتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا.
الذي تحول لاحقا إلى اتحاد مسلمي أوروبا، وهو اتحاد يضم نحو 30 فرعا، ويدير كيانات تعليمية ودعوية واقتصادية، ومع الوقت ، بدأت الحكومات الأوروبية تدرك حجم التمدد..
مؤتمرات تنظم على الأراضي أوروبية، جمعيات تعمل بحرية تحت غطاء الاندماج، وشبكات تمويل يشتبك فيها العمل الخيري بالعمل التنظيمي.
وهكذا، لم يعد حضور الإخوان في أوروبا مجرد نشاط دعوي متناثر، بل شبكة نفوذ متشابكة نسجت خيوطها على مدى عقود.
اليوم، وبين تقارير استخباراتية متصاعدة، وتحقيقات برلمانية متكررة، تتجه أوروبا إلى مراجعة أعمق لدور الجماعة وتأثيرها.
فالسؤال لم يعد: هل يشكل الإخوان جزءاً من المشهد، بل أصبح: كيف ستتعامل القارة مع شبكة ترسخت داخل مجتمعاتها لعقود… وما حدود قدرتها على تفكيكها؟





