راينر برنارد: نسرد الوقت بـ«طريقة شاعرية»
#مجوهرات وساعات
غانيا عزام
اليوم
شهد «أسبوع دبي للساعات 2025» عرضاً استثنائياً من «فان كليف أند آربلز» (Van Cleef & Arpels)، من خلال معرض «شاعرية الوقت» (The Poetry of Time)، الذي كشف للزوار عن كواليس صناعة ساعاتها الفريدة. وأتاح «المعرض» فرصة نادرة؛ للتعمّق في الإبداع، والحرفية الدقيقة التي تتحكم في كل تفصيلة، من التعقيدات الشعرية إلى الساعات «الأوتوماتية»، والموانئ المصنوعة بأرقى التقنيات الحرفية.. في الحوار التالي مع راينر برنارد Rainer Bernard، مدير البحث والتطوير في صناعة الساعات، نسلط الضوء على التحديات التقنية، والحرفية، وراء هذه الساعات الاستثنائية:
-
راينر برنارد: نسرد الوقت بـ«طريقة شاعرية»
تعكس مشاركة «فان كليف أند آربلز» في «أسبوع دبي للساعات» مفهومها للوقت.. كيف ذلك؟
يُعد معرض «شاعرية الوقت» فرصة؛ للتعبير عن الرؤية الشاعرية الفريدة، التي تتميّز بها «فان كليف أند آربلز» في مفهومها للوقت، عبر إضفاء لمسات من الشعر، والعجب، على كل إبداعاتها. ويسلّط هذا المعرض الضوء على تاريخ الدار، ومصادر إلهامها وإبداعاتها، بدايةً من مجموعة «التراث»، وصولاً إلى أحدث ابتكاراتها. كما نولي أهمية كبيرة لمشاركة خبراتنا، إذ سيتمكن الزوار من اكتشافها عبر منصّات عمل مختلفة، تشمل: الحِرف الفنية، ومهارة صناعة الساعات من خلال التعقيدات الشاعرية، إضافة إلى خبرة صناعة الفنون الميكانيكية، ومهارة المجوهرات الراقية في خدمة فنّ صناعة الساعات. ونرغب، أيضاً، في إيصال فكرة أن نهجنا في صناعة الساعات مختلف؛ وموجّه أيضاً إلى جمهور أوسع من محبّي الاكتشاف. وهذا بالضبط ما يجسّده معرض «شاعرية الوقت»، ونأمل أن يستشعر الزوّار الشغف الذي يحرّك خبراءنا، وأن يقدّروا مدى المهارة المطلوبة؛ لإنجاز كل هذه الإبداعات.
-

راينر برنارد: نسرد الوقت بـ«طريقة شاعرية»
مجموعة متطورة
كيف تطوّرت مجموعة «Poetic Complications»، منذ انطلاقتها عام 2006؟
قدّمت دار «فان كليف أند آربلز» ساعة «Lady Arpels Centenaire» عام 2006، وكانت تتضمّن، بالفعل، عنصراً أساسياً من هوية هذه المجموعة، هو «تجسيد مرور الوقت بطريقة شاعرية». وإلى جانب العقربين التقليديين للساعات والدقائق، احتفت الساعة ببُطء مرور الزمن، من خلال ميناء مطلي بالمينا، يصوّر الفصول الأربعة. هذا القرص يدور ببطء شديد (دورة واحدة في السنة)؛ فيبدو ثابتاً للعين، لكنه يتحرّك باستمرار، كما يحدث في تعاقب الفصول. وما لم يتغيّر، خلال العشرين عاماً الماضية، هو أن كل تعقيد شاعري في هذه المجموعة يدمج مؤشر الوقت، ضمن القصة التي ترويها الساعة، مستندة إلى عوالم الدار الشاعرية، وهي: قصص الحب، أو الطبيعة الساحرة، أو الفلك الشاعري. أما ما تغيّر، فهو قدرتنا على ابتكار حركات، وآليات «أوتوماتية» داخلية (عند الطلب)، أو (عند المرور). وقد تعلّمنا، مثلاً، كيف نجعل الأزهار تتفتح؛ لتشير إلى الوقت، وكيف نجعل الفراشات «ترفرف» عشوائياً، أو الكواكب تدور حول الشمس في زمن فلكي دقيق. كما تطورت قدرتنا على استخدام البعد الثالث في الميناء؛ لإنشاء مناظر مصغّرة، دقيقة الصنع، تُخفي تماماً التعقيد الميكانيكي خلفها، ما يمكّننا من سرد القصص، كما نرغب تماماً.
استغرقت ساعة «Lady Arpels Bal des Amoureux Automate» أربع سنوات من العمل.. ما أبرز تحدياتها التقنية؟
أبرز التحديات كان ابتكار حركة «أوتوماتية» جديدة، تجمع بين وظائف متعددة بدقة عالية؛ لتجسيد القصة بشكل طبيعي. وتضم الساعة نظام ارتداد مزدوجاً لنجمتين تمثلان الوقت، وآلية «أوتوماتية». وتمثّلَ التحدي الآخر في تصميم الميناء، والحركة، بطريقة يتم خلالها إخفاء جميع العناصر التقنية خلف مشهد «الغينجيت» (المقهى) الباريسي الساحر، المصنوع من العديد من الحِرَف الفنية.
-

راينر برنارد: نسرد الوقت بـ«طريقة شاعرية»
تبدو حركة الشخصيات طبيعية بشكل مدهش.. كيف نجحتم في تحقيق هذا الإحساس بالحياة؟
صمّمنا الشخصيات لتتحرك بانسيابية واقعية، عبر «كام» (Cam) فريدة تنسّق الحركة بين الجسم كله وأجزائها، مع ثلاثة مفاصل لكل شخصية؛ لضمان انحناء سلس. كما طورنا حلولاً تقنية؛ لتقليل استهلاك الطاقة، ما جعل الحركة دقيقة، وطبيعية، بفضل مهارة فرقنا في جنيف.
«المينا الرمادي»
كيف تُستخدم تقنية «المينا الرمادي» في ساعات «Lady Arpels Pont des Amoureux»، وما سبب تعقيدها؟
تقنية «المينا الرمادي» (grisaille enamel) تعتمد على تطبيق مسحوق أبيض على خلفية داكنة؛ لإنشاء مشاهد ليلية أو مسائية، وتتطلب مهارة وصبراً كبيرين. حديثاً، طوّرنا مساحيق ملونة؛ لتمثيل مختلف أوقات اليوم، مع بناء الطبقات تدريجياً؛ لإضفاء عمق، وإحساس بالضوء. إن الصعوبة تكمن في تحقيق الانتقالات الدقيقة بين الألوان والكثافات، كما في الألوان المائية؛ لصنع توازن بصري، وانسيابية، في المشهد.
-

راينر برنارد: نسرد الوقت بـ«طريقة شاعرية»
كيف تعيد ساعات: «Lady Arpels Heures Florales»، و«Heures Florales Cerisier»، تفسير مفهوم «الساعة الزهرية»، وتحويل الوقت إلى عرض شعري؟
استلهمت هذه الساعات من مفهوم «الساعة الزهرية» لعالم النبات السويدي كارل فون لينيه، حيث تتفتح الأزهار، وتغلق في أوقات محددة؛ للدلالة على الوقت. وصُممت الساعات ثلاثية الأبعاد بحيث تتفتح وتغلق 12 زهرة بتتابع عشوائي كل 60 دقيقة، محوّلة قراءة الوقت إلى مشهد حيّ وشاعري. وقد استغرق تطويرها خمس سنوات، وحصلت على براءتَيْ اختراع، ما يبرز الابتكار والتفرّد في عرض الوقت بطريقة شاعرية.
ما الذي يعنيه لك مفهوم «شاعرية الوقت».. بشكل شخصي؟
«شاعرية الوقت»، بالنسبة لي، هي طريقة رؤيتنا، وتعبيرنا عن الزمن في «فان كليف أند آربلز»، فنحن لا نبدأ من الحركة، أو التصميم، أو المنتج، بل من الشعر، أو من الإلهام، أو من قصة نرويها. قد يبدو المفهوم نظرياً، لكنه يتمحور حول تجسيد الزمن بطريقة مختلفة: نُظهر بطئه من خلال تعاقب الفصول، أو حركة الكواكب البطيئة حول الشمس، أو فراشة «ترفرف» لتكشف الساعات، والدقائق. وغالباً، تدعو ساعاتنا مرتديها إلى التأمل والتريّث، وأخذ لحظة لقراءة الزمن ببطء، والغوص في القصة التي تعبّر عن الوقت بأسلوبٍ شاعري فريد.





