تستمر أجهزة الاستخبارات الأمريكية في رصد وتحليل الوضع العسكري في أوكرانيا لتتوصل إلى نتائج معاكسة لرهان القادة السياسيين في الغرب على هزيمة القوات الروسية، مرجحة أن يطول الصراع، في وقت قالت فيه السلطات الأوكرانية إن أكثر من ألف جندي أوكراني بينهم مئات الجرحى لا يزالون في مصنع آزوفستال، حيث عثرت القوات الروسية على معدات وتقنيات أمريكية فائقة التطور.
وقالت مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية أفريل هاينز إن الولايات المتحدة تعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يغير أهدافه في أوكرانيا ولن ينهي التدخل العسكري بعملية دونباس، إذ إنه عازم على إقامة جسر برّي إلى منطقة ترانسنيستريا المولدوفية الانفصالية. وأكدت هاينز، في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ حول التهديدات العالمية «تفيد تقييماتنا بأن بوتين يعد لصراع طويد الأمد في أوكرانيا ينوي من خلاله تحقيق أهداف تتجاوز دونباس»، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة «ليست واثقة» من أن القتال في دونباس «سينهي الحرب بشكل فعال». وأضافت أن بوتين يرى أن لدى روسيا إمكانيات ورغبة في مواجهة التحديات تتجاوز تلك التي يتمتع بها خصومه، ويعوّل على الأرجح على تراجع تصميم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مع تدهور الأوضاع في ما يتعلق بنقص الغذاء والتضخم وأسعار الطاقة.
تصعيد وتوسع
وقالت هاينز «يزيد الاتجاه الحالي احتمال لجوء بوتين إلى وسائل أكثر حدة بما يشمل فرض أحكام عرفية وإعادة توجيه الانتاج الصناعي أو خيارات عسكرية يحتمل أن تكون تصعيدية للحصول على الموارد التي يحتاجها لتحقيق أهدافه». وتابعت «ما زلنا نعتقد أن الرئيس بوتين لن يأمر باستخدام الأسلحة النووية إلا إذا أدرك وجود تهديد وجودي للدولة أو النظام الروسي». ونبهت المسؤولة الأمريكية إلى أن روسيا قد تكثف عمليات اعتراض المساعدات العسكرية الغربية. وقالت إن أهداف بوتين المباشرة هي الاستيلاء على دونيتسك ولوغانسك بمنطقة عازلة وتطويق القوات الأوكرانية من الشمال والجنوب والغرب من دونباس «لسحق القوات الأوكرانية الأكثر قدرة وتجهيزاً جيداً» التي تمسك بالخط في الشرق. وأضافت هاينز أن روسيا تريد تعزيز سيطرتها على الجسر البري الذي أنشأته من شبه جزيرة القرم إلى دونباس والسيطرة الكاملة على خيرسون وصولاً إلى توسيع الجسر البري إلى ترانسنيستريا في مولدوفيا.
التوقعات صعبة
وكان مدير وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، وليام بيرنز، قد أكد سابقاً أنه «من الصعب التنبؤ بانتصار القوات الأوكرانية والأجهزة الاستخباراتية خلصت إلى استمرار حالة الجمود»، مؤكداً أن الرئيس الروسي مازال مقتنعاً بأن تصعيد القتال سيمكنه من إحراز تقدم.
في غضون ذلك، أعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني ايرينا فيريشتشوك، أمس، أن أكثر من ألف جندي أوكراني منهم مئات الجرحى لا يزالون داخل مصنع آزوفستال.
وقالت فيريشتشوك لوكالة الصحافة الفرنسية «هناك أشخاص يعانون إصابات بالغة ويلزمهم إجلاء طارئ».
تقنيات متطورة
وكشفت وكالة «سبوتنيك» الروسية نقلاً عن مراسلها في ماريوبول أن القوات الأوكرانية وعناصر «كتيبة آزوف» المحاصرة في مصنع آزوفستال تستخدم معدات اتصال عسكرية أمريكية منذ سنوات عدة.
وذكر المراسل أن القوات الروسية خلال عملية تمشيط المنطقة المحيطة بمصنع آزوفستال وجدت الكثير من المعدات والتقنيات العسكرية الأمريكية، تتضمن وثائق عن تاريخ استلامها من واشنطن، وتبين أنه يتم إرسالها للقوات الأوكرانية منذ العام 2010.
وأشار الخبراء إلى أن هذا النوع من معدات وتقنيات الاتصال لا يمكن توفيره خارج الولايات المتحدة إلا بموافقة كتابية صريحة من البيت الأبيض. (وكالات)