خاصأسواق الأسهمتصدّر العام 2025 مشهد أسواق الأسهم العالمية بوصفه عاماً كاشفاً للفوارق العميقة بين القطاعات، إذ أعادت التحولات الجيوسياسية، وثورة الذكاء الاصطناعي، وسياسات الرسوم الجمركية رسم خريطة الرابحين والخاسرين، في بيئة استثمارية اتسمت بتقلبات حادة وعدم يقين ممتد.عكس أداء البورصات العالمية هذا العام مزيجاً معقداً من الفرص والمخاطر، إذ اندفعت رؤوس الأموال نحو شركات التكنولوجيا وأشباه الموصلات والدفاع، مدفوعة بسباق الابتكار والإنفاق العسكري، في مقابل ضغوط متزايدة طالت قطاعات استهلاكية وطاقة وأسهمًا لم تنجح في التكيّف مع المتغيرات الجديدة.
CFI: أسهم أميركا ستشهد ارتفاعات في نهاية 2025 وبداية 2026في هذا السياق، يكشف تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز”، أن مسار الأسهم في 2025 لم يكن رهناً بالأداء المالي وحده، بل بقدرة الشركات على التعامل مع تحولات كبرى شملت الذكاء الاصطناعي، والتعريفات الجمركية، وتقلبات الدولار، لتبرز أسماء حققت مكاسب استثنائية، وأخرى تكبّدت خسائر ثقيلة.
بحسب التقرير، فإن:
شركات تصنيع الرقائق الآسيوية وشركات الدفاع الأوروبية تُعد من بين أكبر الرابحين في أسواق الأسهم في عام 2025.
أسهم سوق الذكاء الاصطناعي في انتعاش وول ستريت من التراجع الحاد الذي شهده شهر أبريل بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن “يوم التحرير” للتعريفات الجمركية، مما ساعد شركة إنفيديا العملاقة في مجال الرقائق – التي ارتفعت بنسبة نحو 40 بالمئة تقريباً هذا العام – على أن تصبح أول شركة في العالم تبلغ قيمتها 5 تريليونات دولار قبل التراجع في نوفمبر.
بعض الفائزين الأكبر في مجال الذكاء الاصطناعي موجودون في الصين، وكذلك في كوريا الجنوبية – إحدى أفضل أسواق الأسهم أداءً في العالم هذا العام بفضل الارتفاع الهائل في قطاع التكنولوجيا.
وقد برزت شركات تعدين الذهب أيضاً بفضل الارتفاع التاريخي لقيمة المعدن، والذي يُعدّ جزئياً رد فعل على المخاوف بشأن الدولار التي أثارتها سياسات ترامب الراديكالية.
في المقابل، ألحقت تعريفاته الجمركية ضرراً بشركات التجزئة والسلع الاستهلاكية في الولايات المتحدة.
وينقل التقرير عن رئيس قسم الاقتصاد الكلي في شركة لومبارد أودير، فلوريان إيلبو، قوله: “تم تحديد الفائزين والخاسرين في عام 2025 من خلال مدى نجاحهم في التعامل مع تعهدات الإنفاق الدفاعي، وثورة الذكاء الاصطناعي، والتعريفات الجمركية، والتحولات النقدية الحاسمة للدولار”.
2025 .. عام المكاسب وتحقيق الثرواتثورة الـ AI
من جانبه، يقول رئيس قسم الأسواق العالمية في شركة Cedra Markets، جو يرق، لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”:
القطاعات الرابحة خلال العام 2025 يتصدّرها قطاع التكنولوجيا، ولا سيما الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، والتي كانت من بين الأكثر تحقيقاً للمكاسب على مدار العام.
شركات التعدين جاءت أيضاً ضمن القطاعات الرابحة، مستفيدة من الارتفاعات القوية في أسعار الذهب والفضة، ما جعل 2025 سنة مميزة لهذا القطاع.
قطاع الدفاع الأوروبي سجّل بدوره أداءً قوياً خلال معظم أشهر السنة، مدفوعاً بحزم الدعم والإنفاق الدفاعي، لا سيما تلك التي أقرتها ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية، الأمر الذي انعكس إيجاباً على أسهم شركات الدفاع.
في المقابل، يشير يرق إلى أن الخاسرين كان في مقدمتهم قطاع الطاقة، حيث أدى تأرجح أسعار النفط إلى إضعاف أداء شركات الطاقة بشكل واضح. كما تعرّضت بعض القطاعات الاستهلاكية لضغوط ملحوظة نتيجة الرسوم الجمركية، ما زاد من الأعباء على هذا القطاع، في وقت شهد فيه الاقتصاد الأميركي نمواً ضعيفاً.
وينبه إلى أن الخسائر الأكبر سُجلت في الشركات المرتبطة بالعملات المشفرة، حيث تكبدت معظم هذه الشركات خسائر حادة بالتزامن مع الانخفاضات الكبيرة في سوق العملات الرقمية، خلافاً للتوقعات التي كانت تراهن على أن يكون عام 2025 عاماً إيجابياً لهذا القطاع.
أبرز الفائزين
من بين أبرز الفائزين في أسواق الأسهم، وفقًا لتقرير صحيفة فايننشال تايمز، برزت شركة فريسنيلو، وهي شركة تعدين بريطانية متخصصة في استخراج الفضة والذهب، بعد أن قفز سهمها بنحو 443 بالمئة، تلتها روبن هود، شركة الوساطة الأميركية العاملة في خدمات التداول الرقمي، التي سجل سهمها ارتفاعًا بنحو 229 بالمئة.
كما حققت إس كيه هاينكس، عملاق صناعة رقائق الذاكرة الكوري الجنوبي، مكاسب لافتة بلغت 234 بالمئة، في حين صعد سهم راينميتال، شركة الصناعات الدفاعية الألمانية، بنحو 151 بالمئة مستفيدًا من زيادة الإنفاق العسكري عالمياً.
كذلك انضم بنك سوسيتيه جنرال الفرنسي إلى قائمة الرابحين، محققاً ارتفاعًا يقارب 150 بالمئة، مدفوعاً بتحسن أداء القطاع المصرفي الأوروبي.
23 تريليون دولار أرباح أسواق الأسهم في 2025أبرز الخاسرين
في المقابل، ضمت قائمة أبرز الخاسرين في أسواق الأسهم شركة WPP، عملاق الإعلان البريطاني، بعدما هبط سهمها بنحو 60 بالمئة، تلتها لولوليمون، شركة الملابس الرياضية الأميركية، التي تكبد سهمها خسائر تقارب 45 بالمئة.
كما تراجع سهم ستراتيجي، الشركة الأميركية المتخصصة في البرمجيات والاستثمار في الأصول الرقمية، بنحو 42 بالمئة، بالتوازي مع ضغوط على سوق العملات المشفرة. وسجلت ليونديلا باسيل، إحدى كبرى شركات البتروكيماويات الأميركية، انخفاضًا مماثلًا بلغ 42 بالمئة، في حين تراجع سهم “سي في سي”، شركة الاستثمار المباشر البريطانية، بنحو 33 بالمئة وسط تقلبات في أسواق رأس المال.
تباين
وإلى ذلك، يقول رئيس قسم الأسواق المالية في شركة FXPro، ميشال صليبي، لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”:
على الرغم من الارتفاعات القوية التي سجلتها أسواق الأسهم خلال هذا العام، إلا أن المشهد لم يكن متجانساً، بل شهد تبايناً طبيعياً وواضحاً بين القطاعات المختلفة، مع وجود أسهم رابحة وأخرى خاسرة.
شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كانت في طليعة القطاعات التي قادت موجة الصعود العالمي، مستفيدة من مكاسب قوية حققتها شركات كبرى.
هذا الأداء الإيجابي شمل ما يُعرف بشركات Magnificent 7، إلى جانب شركات أخرى مثل Micron والتي استفادت بشكل مباشر من طفرة قطاع أشباه الموصلات، ومن الطلب المتزايد على حلول الذكاء الاصطناعي وتقنيات التخزين، ما وفر لها دعمًا قويًا في الأسواق.
قطاع المعادن الثمينة كان بدوره من أبرز المستفيدين خلال هذا العام، في ظل الارتفاعات القياسية لأسعار الذهب والفضة، حيث انعكس ذلك بوضوح على أسهم شركات التعدين.. شركة فريسنيلو تُعد مثالًا بارزًا، بعدما حققت أرباحًا قياسية مدفوعة بارتفاع أسعار الذهب والفضة.
وفي المقابل، يوضح أن عدداً من القطاعات الأخرى، لا سيما الأسهم الاستهلاكية والصناعية، واجهت صعوبات كبيرة، حيث تعرضت شركات عدة لتراجعات حادة نتيجة انخفاض الطلب، وارتفاع التكاليف، وتراجع هوامش الربحية، فضلًا عن الخسائر الثقيلة المرتبطة بالأسواق الناشئة.
XTB Mena: أسهم التكنولوجيا قد تتعرض للمزيد من الضغوط مستقبلاويتابع أن هذه التحديات جعلت مهمة تلك الشركات أكثر صعوبة، خاصة الشركات ذات الهياكل المالية الضعيفة، التي لم تتمكن من التكيف مع المتغيرات المرتبطة بالتعريفات الجمركية.
ويختم صليبي بالتأكيد على أن الصورة العامة تعكس تفوقاً واضحاً للقطاعات المرتبطة بالتكنولوجيا والابتكار، في مقابل الضغوط التي ما زالت تواجه القطاعات الاستهلاكية والتقليدية.





