فقدت رياضة الإمارات المغفور له، بإذن الله، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيّب الله ثراه،الذي كان داعماً أساسياً لها وللرياضيين أصحاب الإنجازات، وراعي أبطالها.
كان المغفور له الشيخ خليفة بن زايد محباً للرياضة ويقف إلى جانب الرياضيين دائماً، وأكد خلال أحد تصريحاته «أن الرياضة والرياضيين هم واجهة الدولة أمام العالم أجمع ومن الواجب علينا جميعاً أن نقف بجانبهم وننمي قدراتهم ومهاراتهم لتمثيل الإمارات ورفع رايتها عالياً في شتى المحافل الرياضية».
كما أشار طيب الله ثراه أيضاً، إلى «أن الرياضة باتت من أهم المجالات التي نوليها كل اهتمامنا في دولة الإمارات»، موضحاً أن تطورها وتحقيق إنجازاتها يعكس الوجه الآخر من التطور والنمو والازدهار على كل الصعد.
المغفور له الشيخ خليفة بن زايد مع بعثة المنتخب الأولمبي المتأهل لأولمبياد 2012
وسار المغفور له الشيخ خليفة بن زايد على نهج الوالد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، حيث حرص على تكريم الرياضيين قبل أن يجف عرقهم، وتحفيز أصحاب الإنجازات، لذلك لا يخلو إنجاز كبير لرياضة الإمارات من دون أن يكون له بصمة فيه، فبعد التأهل التاريخي لمنتخب كرة القدم الأول إلى مونديال 1999 التقى رجال «الأبيض» وهنأهم بالإنجاز، كما التقى بعثة منتخبنا التي نالت وصافة كأس آسيا 1996، ومنتخب الإمارات للناشئين الفائز ببطولة الخليج عام 2006 كأول منتخب كروي إماراتي ينال بطولة خارجية، وكذلك منتخب الشباب بطل آسيا 2008، والمنتخب الأول بطل كأس الخليج 2007 «خليجي 18» لأول مرة في تاريخه ثم بطل نسخة 2013 الذي كافأه بأكبر مكرمة في الرياضة الإماراتية في حينه بمبلغ 50 مليون درهم.
كما استقبل المغفور له الشيخ خليفة بن زايد أبطال المنتخب الأولمبي بعد التأهل التاريخي إلى أولمبياد لندن 2012، ومنح كل لاعب مبلغ نصف مليون درهم، تقديراً لإنجازهم.
المغفور له الشيخ خليفة بن زايد يتوج العين بكأس رئيس الدولة
وحضر طيب الله ثراه افتتاح كأس «خليجي 18» في أبوظبي عام 2007، وكذلك العديد من المناسبات الكبيرة، وقام بتتويج أبطال العديد من النسخ في كأس رئيس الدولة لكرة القدم.
العيناوي الأول
وكان المغفور له الشيخ خليفة بن زايد محباً لنادي العين وأطلق عليه تسمية «العيناوي الأول»، ويملك النادي ملعباً يحمل اسم استاد خليفة بن زايد.
ومنذ لحظة انطلاق النادي رسمياً عام 1968 كان دعمه للفريق البنفسجي واضحاً، وعاملاً مؤثراً في النهضة التي شهدها النادي على جميع المستويات، ومنذ اللحظة الأولى لقيام النادي منح المغفور له أول مقر رسمي للمؤسسين، وتواصل الدعم إلى أن أصبح نادي العين من أكبر أندية المنطقة العربية والقارة الآسيوية من ناحية المباني والملاعب والمنشآت.
كما قام باستقبال وتكريم وتتويج العديد من الفرق، مشدداً دائماً على ضرورة أن يكون الهدف الأول هو المنتخبات الوطنية ورفع علم الإمارات عالياً في المحافل الخارجية.
المغفور له الشيخ خليفة بن زايد خلال استقبال منتخب الإمارات المتأهل لمونديال 1990
أقوال ومواقف
وكان للمغفور له مواقف وتصريحات مشددة على أهمية الرياضة، وقال خلال استقبال أبطال «خليجي 18» في 2007 «إن البطولات والنتائج ورفع راية البلاد عالياً لن تتحقق إلا بالمثابرة والتفاني وحب الوطن وبذل الجهد وترجمة ما يسخر من إمكانيات على أرض الواقع».
وقال المغفور له الشيخ خليفة أيضاً «الرياضة وتطورها في مختلف الألعاب وما يتحقق معها من إنجازات وبطولات إقليمية ودولية أصبحت تعكس للعالم أجمع جانباً مهماً وصورة واضحة للتطور والرقي في المجالات الأخرى»، مشيراً إلى أن اهتمام دولة الإمارات بالرياضة لا يقل أهمية عن اهتمامها بأي مجال آخر.
وأكد خلال استقباله أبطال المنتخب الأولمبي في 2012 إلى أن «الرياضة وتحقيق الإنجازات فيها باتت اليوم مرآة تعكس الوجه الحضاري لتطور الشعوب وتقدمها».
كما أكد حرص دولة الإمارات على تنمية ورفع مستوى الرياضة في مختلف ألعابها وتأهيل شباب رياضي يتحلى بالروح العالية والأخلاق الحميدة، وقال إن الرياضة الصحيحة تغذي العقل وتنشئ جيلاً واعياً يضع نصب عينيه سمعة وطنه وشعبه قبل أي شيء آخر.
قرار تاريخي
وأصدر المغفور له العديد من القرارات حتى تواكب الرياضة التطور الحاصل في العالم، ومنها في 2017 السماح لأبناء المواطنات، وحاملي الجوازات التي خلاصات قيدها تحت الإجراء، إضافة إلى مواليد الدولة، بالمشاركة في المسابقات الرياضية الرسمية التي تقام في الدولة، وعدم اشتراط جنسية الدولة لمشاركتهم في هذه المسابقات.
ووصف رياضيون حينها القرار بأنه تاريخي، ويوجه للاستفادة من الكفاءات والمواهب من الرياضيين في الدولة، وتعزيز مشاركتهم في مختلف الأنشطة والفعاليات الرسمية.
المغفور له الشيخ خليفة بن زايد يتسلم أحد الكؤوس بحضور محمد بن زايد