بيروت: «الخليج»- وكالات
أدلى اللبنانيون بأصواتهم في صناديق الاقتراع، أمس الأحد، لاختيار أعضاء مجلس النواب (البرلمان) الجديد البالغ عدد أعضائه 128 نائباً، في ظل نسبة مشاركة ضعيفة ووسط توقعات بأن تُبقي الكفة مرجحة لصالح القوى السياسية التقليدية التي يُحمّلها معظم اللبنانيين مسؤولية الانهيار الاقتصادي المستمر في البلاد منذ أكثر من عامين.
وفيما بدأ فرز الأصوات عقب إغلاق مراكز الاقتراع، قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من مقر وزارة الداخلية: «نتمنى أن تنتج الانتخابات مجلسَ نوابٍ جديداً لانتشال لبنان من أزمته الحالية».
وأضاف ميقاتي، في مؤتمر صحفي، أن «نسب الاقتراع تجاوزت ال50 في المئة في كثير من المناطق اللبنانية، بالإضافة إلى انتخابات المغتربين، والتي تعتبر إنجازاً مهماً للدولة اللبنانية».
وقبل أربع ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع، بلغت نسبة المشاركة حوالي 33 في المئة، وفق أرقام وزارة الداخلية الرسمية.
وقامت القوى الأمنية والجيش اللبناني بعمليّة انتشار واسعة، أمام مراكز الاقتراع في القرى والبلدات كافّة، حفاظاً على الأمن والاستقرار وحسن سير العمليّة الانتخابية، وعدم السّماح بالإخلال بالأمن، بيد أن ذلك لم يمنع من حصول عدة إشكالات في كثير من المناطق. وقد لحظت هيئة الإشراف على الانتخابات، من خلال التقارير التي وردتها من غرفة العمليات التابعة لها وبنتيجة رصدها المباشر لمجريات العملية الانتخابية، «حصول مخالفات بالمئات ناتجة من خرق الصمت الانتخابي من مختلف وسائل الإعلام والمرشحين والجهات السياسية». وأشارت إلى أنها «تعكف على درس التقارير عن هذه المخالفات واتخاذ الإجراءات الفورية بشأنها، منها الإحالة على المراجع القضائية المختصة». وقبل إغلاق مراكز الاقتراع، أعلنت وزارة الداخلية أن نسبة الاقتراع بلغت 32 في المئة حتى الساعة الخامسة مساء أي قبل ساعتين من إغلاق الصناديق، التي فتحت أمام أكثر من 3,9 مليون ناخب يحق لهم الاقتراع.
من جهته، تفقد الرئيس ميشال عون، مسار العملية الانتخابية في المناطق كافة، من خلال غرفة المتابعة التي استحدثتها المديرية العامة للرئاسة، والتي تم من خلالها رصد نسب الاقتراع في المناطق كافة، وتتبع تطور حركة الناخبين. كما ضمت الغرفة رصداً للمؤسسات الإعلامية، التي تولت التغطية المباشرة للعملية الانتخابية.
وفي هذا السياق، أوردت «الجمعية اللبنانية لديمقراطية الانتخابات» ( لادي) عبر حسابها على «تويتر» مئات الأخطاء والخروقات في مراكز الاقتراع، ناهيك عن «الخرق» المتواصل للصمت الانتخابي من مرشحين وسياسيين. وبشكل عام، بدأ فرز أوراق الاقتراع فور إقفال صناديق الاقتراع، حيث تبدأ بعدها النتائج بالظهور، والتي لا يتوقع تبلورها قبل الفجر، لتعلنها وزارة الداخلية بدءاً من اليوم الاثنين، بشكل رسمي ونهائي.
وعلى غرار انتخابات سابقة، استقدم مندوبو أحزاب عدة مسنين أو مرضى حملوهم على كراسيّ أو حتى حمالات للإدلاء بأصواتهم. وتجري الانتخابات وفق قانون أقر عام 2017 يستند إلى النظام النسبي واللوائح المقفلة. ويقول محللون، إنّه مفصّل على قياس الأحزاب النافذة. كما تجري الانتخابات في غياب أبرز مكون سياسي سني بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي أعلن مقاطعة الاستحقاق، بعدما احتل الواجهة السياسية سنوات طويلة إثر مقتل والده رفيق الحريري في 2005. وتشكّل الانتخابات أول اختبار حقيقي لمجموعات معارضة ووجوه شابة أفرزتها احتجاجات شعبية غير مسبوقة في تشرين الأول/ أكتوبر 2019 طالبت برحيل الطبقة السياسية.