نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– ضمن العديد من النقاشات السخيفة والسيئة التي تحدث على تويتر، يبرز ما يتم تداوله بين رئيس الولايات المتحدة وثاني أغنى شخص في العالم بسبب البلادة والتبسيط المتعمد.
إذا كنت قد ابتعدت عن تويتر مؤخرًا، أولاً وقبل كل شيء: هذا جيد لك، فيما يلي ملخص سريع للنزاع بين جيف بيزوس والرئيس جو بايدن.
غرد بايدن يوم الجمعة أن الطريقة لخفض التضخم هي “التأكد من أن الشركات الأكثر ثراءً تدفع نصيبها العادل.”
لكن بيزوس، مؤسس أمازون، وهي شركة ثرية، اعترض على ذلك. ورد قائلًا إن ربط ضرائب الشركات بالتضخم هو “مجرد توجيه خاطئ”.
باختصار، يعتقد بيزوس أن مدفوعات التحفيز الفيدرالية تسببت في التضخم، ويقول بايدن إن جشع الشركات هو الجاني. كلاهما على حق، وكلاهما يبالغان في مواقفهما.
الحقيقة هي أن التضخم ليس له سبب واحد. هل أدى ما يقرب من 2 تريليون دولار من التحفيز للعائلات والأفراد إلى زيادة الطلب على السلع وساهم في أن يصل معدل التضخم إلى أعلى مستوى منذ 40 عامًا؟ نعم.
كان مؤشر أسعار المستهلك أقل من 2٪ في أول شهر لبايدن في منصبه. بدأت شيكات التحفيز تصل الحسابات المصرفية في مارس 2021، عندما ارتفع معدل التضخم السنوي إلى 2.6٪، ليبلغ 4.2٪ في ابريل، ثم 5٪ في مايو، و 6٪ في أكتوبر، وتجاوز 8٪ الآن.
هذه نقطة واحدة لفريق بيزوس. (رغم أن الجدير بالذكر هو انخفاض معدل البطالة من 6.2٪ عندما تولى بايدن منصبه إلى 3.6٪ حاليًا وكل ذلك يشير إلى تعافي الاقتصاد).
ولكن هل كانت شركات مثل أمازون تتمتع بأرباح قياسية العام الماضي وما زالت ترفع الأسعار على المستهلكين لحماية هوامش أرباحها؟ قطعاً.
ما لم يذكره بايدن ولا بيزوس في تغريداتهما هو عدد لا يحصى من العوامل الأخرى المسؤولة عن التضخم العالمي المرتفع. عوامل مثل اختناقات سلسلة التوريد والنقص الذي لا يزال قائمًا بسبب الإغلاق العالمي غير المسبوق للاقتصاد منذ عامين.
كذلك يجب الإشارة إلى التدخل غير المسبوق للاحتياطي الفيدرالي في الأسواق المالية الذي بدأ في ربيع عام 2020. عندما ضرب الوباء الولايات المتحدة، أطلق الاحتياطي الفيدرالي فيضانًا من الأموال مع خفض أسعار الفائدة إلى ما يقرب من الصفر لمنع حدوث الانهيار الاقتصادي. أبقت هذه السياسة التي تم سنها في ظل إدارة ترامب من قبل رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول المعين من قبل ترامب أسواق الأسهم مستمرة خلال عام 2021، كما يعلم بيزوس بالتأكيد، يمكن القول إن شركة أمازون كانت أكبر مستفيد من الاقتصاد الوبائي رغم أن أسهمها تتعرض لضربات كبيرة مع أسهم التكنولوجيا الأخرى في الأشهر الأخيرة.
هناك أيضًا حرب برية في أوروبا الشرقية تقلب الأسواق العالمية وتتسبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة. يخضع ملايين الأشخاص لعمليات إغلاق صارمة في الصين، مما أدى إلى تراجع طلب المستهلكين ووقف تصنيع ثاني أكبر اقتصاد في العالم. زد على ذلك، لا يزال هناك عدم توازن نفسي معقد لم يتم حله في سوق العمل مما يجبر الشركات على زيادة الإنفاق على الأجور والمزايا الأخرى.
ورغم تلميح بايدن وبيزوس إلى أنه يمكن تسوية التضخم إذا توقفت الشركات عن الجشع أو توقفت الحكومة الفيدرالية عن إنفاق الكثير من الأموال، إلا أنه لا يوجد علاج سهل.