بغداد: «الخليج» ووكالات:
ضربت عاصفة ترابية هي التاسعة من نوعها في شهرين، عدداً من الدول العربية، بعد أن تشكلت في العراق، حيث تم تعليق الرحلات الجوية بسبب الغبار وسوء الرؤية. وتعرضت أغلب المحافظات العراقية إلى العاصفة الترابية، ما تسبب بتعطيل الدوام الرسمي وحصول حالات اختناق كثيرة. بينما أعيدت حركة الملاحة الجوية إلى مطار بغداد الدولي بعد توقف دام ساعات.
من بغداد إلى أربيل
بدأت العاصفة الترابية في العراق ليل الأحد، مع توقع أن تزول تدريجياً، وبالفعل بدأ الغبار بالتراجع بعد الظهر والأجواء بالتحسن. وكان سكان العاصمة بغداد استيقظوا الاثنين، على طبقات من الغبار تغطّي منازلهم وسياراتهم، فيما كان مستوى الرؤية متدنياً في الشوارع والطرقات التي خلت تقريباً من المارة وغطت الرياح الترابية مناطق واسعة من بغداد إلى أربيل. وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية سيف البدر معالجة أكثر من ألف شخص في المستشفيات تعرضوا للاختناق بسبب الرمال. وأعلنت وزارة النقل العراقية إيقاف الرحلات الجوية في مطارات البلاد صباح أمس الاثنين، لسوء الأحوال الجوية، ثم عادت إدارة المطار وأعلنت استئنافها.
وانتشرت صور وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت 9 عواصف رملية تضرب العراق بأقل من شهرين. وأوضحت المقاطع حجم وقوة تلك العاصفة. تأتي العاصفة الترابية الجديدة بعد أسبوع من عاصفة مماثلة وصل مداها إلى دول الخليج العربي وإيران. وهذه العاصفة هي التاسعة، حيث تعرض العراق منذ إبريل، إلى 8 عواصف ترابية مماثلة في بلد يعاني ندرة الأمطار والتصحر والجفاف الشديد الناجم عن ظاهرة تغير المناخ.
وتسببت عاصفة أخيرة مماثلة ضربت العراق قبل أسبوع واحد فقط بإغلاق المطارات والإدارات العامة كذلك وتعليق الامتحانات، فيما أصيب نحو 10 آلاف شخص بحالات اختناق خلال العاصفتين الترابيتين الأخيرتين. وحذر المدير العام للدائرة الفنية بوزارة البيئة العراقية في لقاء مع وكالة الأنباء العراقية من تزايد العواصف الرملية، خصوصاً بعد ارتفاع عدد الأيام المغبرة إلى «272 يوماً في السنة لفترة عقدين». ورجح «أن تصل إلى 300 يوم مغبر في السنة عام 2050».
خسائر جسيمة
أكد الخبير الاقتصادي العراقي يوسف الكروي أن حجم الخسائر الاقتصادية بسبب العاصفة الترابية قد يصل إلى عشرة مليارات دينار في ديالى. وأوضح الكروي أن خطورة العواصف الترابية التي أصبحت أكثر ضراوة أن أضرارها لم تنحصر فقط على الجانب الصحي وإصابة المئات بحالات اختناق، لكنها تسببت أيضاً في إيقاف حوالي 70 بالمئة من المهن الحرة بالإضافة إلى انحسار التجارة في المنافذ الحدودية وتأجيل نشاط نقل البضائع بين المحافظات. وأضاف أن الوضع قد يصبح أكثر ماساوية خاصة وأن العواصف تؤدي إلى خسائر جسيمة في القطاع الزراعي من ناحية خفض الإنتاج وتحول الغبار إلى مادة حارقة لثمار الأشجار والخضروات الأخرى.
موجات غبار مستمرة
وفي الكويت المجاورة أيضاً، أعلنت الإدارة العامة للطيران المدني توقف حركة الملاحة مؤقتاً بسبب عاصفة الغبار التي تشهدها البلاد. وحذرت إدارة الأرصاد الجوية من موجة غبار ستستمر إلى منتصف الليل، مع نشاط في الرياح الشمالية الغربية، قد تزيد سرعتها على 60 كم/ساعة. وذكرت في تحذيرها، أن الرؤية الأفقية ستصل إلى أقل من 500 متر على بعض المناطق، مع ارتفاع اﻷمواج البحرية إلى أكثر من 7 أقدام.
أما في سوريا، فقد تعرضت مدينة دير الزور لرياح شديدة محملة بالغبار وتسببت بحجب الرؤية. وبين مدير الصحة في دير الزور، بشار الشعيبي أن المديرية أعلنت رفع الجاهزية في مستشفياتها والنقاط الطبية التابعة لها لاستقبال حالات الإسعاف لمرضى الربو التي تزداد في مثل هذه الأجواء.
السعودية في عين العاصفة
كما ضربت العاصفة الترابية المحملة بكميات كبيرة من الأتربة والغبار محافظة رفحاء في السعودية، واتخذت طريقها لمحافظات منطقة الرياض، الشمالية، والمنطقة الشرقية. وكان المركز الوطني للأرصاد في السعودية، أصدر تنبيهات عدة حول حالة الطقس المتوقعة خلال الساعات القادمة في المنطقة الشرقية والقصيم والرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة والشمالية وحائل ونجران والجوف وتبوك.