بيروت:«الخليج»، وكالات
رفضت جمعية مصارف لبنان، أمس الثلاثاء، خارطة طريق للتعافي المالي أقرتها الحكومة اللبنانية مؤخراً، قائلة إنها تسفر عن تحميل كامل الخسارة الناتجة عن هدر الأموال التي تتجاوز السبعين مليار دولار الناجمة عن الانهيار الاقتصادي في البلاد على المودعين، في وقت تكثفت الاتصالات والمشاورات لتسهيل انعقاد جلسة انتخاب رئيس لمجلس النواب ونائبه والتي من المقرر أن يدعو إليها نبيه بري باعتباره رئيس السن الأسبوع المقبل، وسط توجه بعض الكتل للتصويت بورقة بيضاء، لاسيما قوى التغيير، فيما ارتفع سعر الدولار مجدداً وارتفعت معه أسعار المحروقات، بينما شهدت البلاد وقفات مطلبية متفرقة بالتزامن مع إقفال الصيدليات للمطالبة بتطبيق قوانين تسليم الأدوية للصيدليات ومواجهة الدواء المهرّب.
خطة التعافي المالي
وأعلن مسؤول في الحكومة اللبنانية أن رفض جمعية المصارف خطة التعافي يعد خطِراً وغير مسؤول. واعتبر المكتب الإعلامي لنائب رئيس مجلس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال، سعادة الشامي، أن بيان جمعية المصارف، مجافٍ للحقيقة، ويمثّل عملية هروب إلى الأمام، في محاولة مفضوحة تدّعي حماية المودعين.
ولفت في بيان، إلى أنه في حين أننا نتفهّم قلق مساهمي المصارف على ثرواتهم الخاصة، نتيجة لخطّة النهوض الاقتصادي والمالي، وهو لأمر طبيعي ومتوقّع، إلا أن الخطير وغير المسؤول يتجلى في محاولة مكشوفة لربط مصير أموالهم بالمودعين، وهي محاولة للالتفاف على خطة متكاملة العناصر، كانت محط تقييم وتقدير من قِبل دول ومؤسسات دولية مستعدة لتقديم المساعدة للبنان.
وكانت جمعية المصارف اللبنانية قد رفضت مسودة سابقة للخطة، والتي تنص على إلغاء جزء كبير من التزامات مصرف لبنان المركزي بالعملات الأجنبية تجاه المصارف التجارية.
تحضيرات لرئاسة البرلمان
من جهة أخرى، تواصلت المشاورات التحضرية لجلسة انتخاب رئيس المجلس النيابي ونائبه وأميني السر وهيئة مكتب المجلس؛ حيث لا يوجد مرشح للرئاسة سوى نبيه بري الذي ضمن تأييد 60 نائباً بينهم بعض المستقلين، ولم يحدد التيار «الوطني الحر» موقفه، وقد يترك لنوابه حرية الاختيار أو يتفق مع بري لتمرير مرشحه لنيابة الرئاسة الياس بو صعب الذي ينافسه مرشح «القوات» غسان حاصباني، ومرشح قوى التغيير ملحم خلف، والمرشح المستقل سجيع عطية (كتلة انماء عكار). وقد يفوز بري بالأكثرية المطلقة في الدورة الأولى أو أقله بالأكثرية النسبية في الدورة الثانية، إلا أن معركة نائب الرئيس ستكون حامية إذا لم يتم التوافق مسبقاً بين الكتل على اسم موحد.
الأسعار تواصل الارتفاع
في غضون ذلك ارتفع من جديد سعر صرف الدولار ولامس ال 34 ألف ليرة، وارتفعت معه أسعار المحروقات؛ حيث أصبح سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان: 588000 بزيادة 32000، وسعر صفيحة البنزين 98 أوكتان: 599000، والمازوت: 681000 بزيادة 3000، والغاز: 416000 بزيادة 10000.
إلى ذلك، اعتصمت لجنة أصحاب الصيدليات بالتنسيق مع نقيب الصيادلة الدكتور جو سلوم قبل ظهر، أمس الثلاثاء، أمام وزارة الصحة العامة في بيروت، تزامناً مع إقفال الصيدليات حتى الثانية من بعد الظهر، للمطالبة بتطبيق قوانين تسليم الأدوية للصيدليات ومواجهة الدواء المهرّب.
ونفذ المساعدون القضائيون أمام قصر عدل بعلبك، وقفة احتجاجية على الأوضاع المعيشية الصعبة التي تركت أثقالها على رواتب موظفي القطاع العام بالدرجة الأولى.