بيروت: «الخليج»، وكالات
نشطت المساعي اللبنانية، أمس الجمعة، سعياً للتفاهم على سلة متكاملة تتضمن انتخابات المجلس النيابي والخريطة الحكومية، بما في ذلك التوافق على اسم رئيس مجلس النواب الجديد ونائبه قبيل الجلسة المقررة يوم الثلاثاء المقبل مع الإشارة إلى أن نبيه بري بات يحظى بأكثر من 65 نائباً تخوله أن يصبح رئيساً من الدورة الأولى، لكن المعركة تدور حول منصب نائب الرئيس إذا لم يحصل التوافق الذي يتم السعي إليه، في وقت تفاقمت الأزمات المعيشية مع ارتفاع سعر الدولار الذي وصل إلى 37 ألف ليرة وبالتالي ارتفاع أسعار المحروقات والسلع الحياتية، لاسيما الخبز وسط عودة المحتجين إلى الشارع، في حين أكد وزير خارجية لبنان عبد الله بو حبيب أن عملية نقل الغاز من مصر تواجه صعوبات حالياً وأن القاهرة تطالب بضمانات من الخزانة الأمريكية.
مشاورات للتوافق
فقد نشطت الاتصالات والمشاورات لتأمين توافق حول انتخاب رئيس ونائب رئيس وهيئة مكتب لمجلس النواب في جلسة يوم الثلاثاء المقبل التي حددها بري كونه رئيساً للسنّ والذي بات فوزه أمراً واقعاً رغم أن أسهم نائب عكار سجيع عطية متقدمة وقد يشكل انتخابه مفاجأة اللحظة الأخيرة، بعد إنجاز سلة تفاهمات بين قوى 8 آذار والتيار«الوطني الحر» إذا سارت الأمور كما يجب من ضمنها انتخاب بري وعطية التفاهم على ملف الحكومة الجديدة، وحصة التيار«الوطني الحر» فيها والعناوين الأساسية لمهمتها، وسط توقعات بأن ينال بري أكثر من 65 صوتاً في الدورة الأولى بعد تأييد نواب 8 آذار من كل الكتل له، إضافة إلى كتلة نواب «الطاشناق» وبعض المستقلين ونواب عكار، فضلاً عن أن نواب «لبنان القوي» قد يصوت بعضهم لصالحه إذا أعطيت لهم حرية الاختيار كما هو التوجه العام، فيما يصوت المعارضون بورقة بيضاء ليصل عدد الأوراق إلى أكثر من 40.
الأزمات تتفاقم
وعلى وقع التأزيم السياسي تفاقمت الأزمات المعيشية لاسيما مع تسجيل سعر صرف الدولار رقماً قياسياً منذ العام 2017، إذ تجاوز أمس عتبة ال36 ألف ليرة بعدما واصل ارتفاعه في السوق السوداء، حيث سجل في التداولات الصباحية 36500 ليرة للمبيع و36600 للشراء، الأمر الذي انعكس ارتفاعاً على مختلف السلع الاستهلاكية الحيوية والمواد الغذائية والمحروقات والخبر، في وقت لم ترفع أسعار المحروقات فقط بل شهد هذا القطاع أزمة جديدة مع إقفال عدد من المحطات أبوابها ليعود مشهد طوابير السيارات أمام المحطات من جديد. ومع ارتفاع سعر القمح عالمياً، وصدور جدول جديد للمحروقات، تمّ رفع سعر ربطة الخبز الصغيرة 2000 ليرة، أي من 7 إلى 9 آلاف ليرة لبنانية، والمتوسطة الحجم أيضاً 2000 ليرة لبنانية، أي من 13 إلى 15 ألف ليرة لبنانية، مع إلغاء الربطة الكبيرة. وأشار وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام إلى أن قرار رفع سعر رغيف الخبز جاء مع الارتفاع السريع بسعر صرف الدولار وتبعاً لدراسة دقيقة لكلفة مكونات الرغيف. كما عادت الاحتجاجات الشعبية ومسلسل قطع الطرقات إلى الشارع اعتراضاً على تردي الأوضاع المعيشية، وقطع محتجون عدداً من الطرقات في الشمال على أوتوستراد البداوي محلة الأكومي في طرابلس بالاتجاهين.
صعوبات تواجه الغاز
من جهة أخرى، لفت وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، في حديث له عبر قناة «الشرق»، إلى أنّ هناك «خوفاً من قبل أمريكا وصندوق النقد الدولي، من تعطل المؤسسات اللبنانية في المرحلة المقبلة»، مشيراً إلى أنّ «المطلوب من مجلس النواب، إقرار القوانين التي أحالتها الحكومة، والتي يريدها صندوق النقد». وذكر أنّ «عملية نقل الغاز من مصر تواجه صعوبات حالياً، والقاهرة تطالب بضمانات من وزارة الخزانة الأمريكية».
إلى ذلك، رأت وكالة «فيتش» الأمريكية للتصنيف الائتماني أن نتائج الانتخابات النيابية «غير الحاسمة» تزيد صعوبة تمكن أي معسكر من تشكيل أغلبية مستقرة مسيطرة في البرلمان. وحذرت الوكالة في تقرير من أن «خروج لبنان من وضع التخلف عن سداد الدين ما زال صعباً بعد الانتخابات»، مشيرة إلى أن «الواقع الحالي، يزيد من تعقيد قدرة البلاد على تنفيذ الإصلاحات المالية والاقتصادية، فيما مثل هذه الإصلاحات ستكون شروطاً مسبقة للحصول على دعم من صندوق النقد الدولي والشركاء الدوليين الآخرين، والذي بدوره يمكن أن يمهد الطريق لخروج لبنان من التقصير في الوفاء بالتزاماته السيادية».