قال مندوب الإمارات لدى مجلس الأمن الدولي إن مستقبل العملية السياسية في ليبيا لا يزال غير واضح، ويشوبه تنافس على السلطة، ويهدد بتجدد الاشتباكات بين المجموعات المسلحة، خاصة في طرابلس، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، المسؤولين في ليبيا باستئناف المسار الانتخابي الذي توقف في ديسمبر/كانون الأول الماضي، مؤكداً أنه أصبح اليوم ضرورة سياسية أكثر من أي وقت مضى، في حين نفت الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، الرواية التي قدمتها وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، في إحاطتها بمجلس الأمن، حول محاولة حكومة باشاغا مؤخراً الدخول إلى طرابلس «بطريقة مسلحة». وأشار مندوب الإمارات، في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي مساء أمس الأول الخميس، إلى أن سعي الأطراف الليبية للتهدئة ومنح الفرصة للحوار الليبي الليبي على الرغم من الخلافات تعد جهوداً مشجعة تستحق الدعم. وأكد ضرورة إنهاء كافة المراحل الانتقالية بما يلبي إرادة الشعب الليبي في إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وذات مصداقية وفقاً لما يتفق عليه الليبيون، مشددة على دعم المساعي الحميدة والمبادرات الرامية إلى تحقيق هذه الغايات وحلحلة الأزمة الليبية.
تثمين الدور المصري
ورحبت الإمارات بالتقارب الذي جرى بين الأطراف الليبية بشأن المسار الدستوري، مثمنة الدور المصري في هذا الصدد، متطلعة إلى التوصل لاتفاق حول باقي النقاط بين الأطراف المعنية في يونيو/حزيران. وشدد مندوب الإمارات على ضروري إشراك المرأة والشباب في بناء الدولة الليبية، متابعاً: «ينبغي التأكيد على تحقيق مصالحة شاملة بين الليبيين لبناء الثقة بين جميع الأطراف للحفاظ على وحدة الدولة ومصلحتها وتعزيز التعايش السلمي فيها».
دعوة إلى استئناف عمل لجنة «5+5»
وتابع: «لتحقيق سلام مستدام يتعين أن تحافظ اللجنة العسكرية المشتركة على حيادها»، داعياً إلى استئناف اجتماعاتها للحفاظ على المكتسبات الأمنية والعسكرية التي تحققت الفترة الماضية، خاصة في مكافحة الإرهاب والتطرف.
وأردف: «ينبغي الحفاظ على حيادية وضمان استقرار المؤسسات الليبية الاقتصادية؛ لأنها ملك لليبيين وإدارة المقدرات بصورة عادلة.. ينبغي تكثيف الجهود لفرض سيادة القانون على كافة الأراضي الليبية لمعالجة الهجرة في السياق الليبي والإفريقي الأوسع».
إعادة هيكلة البعثة الأممية
وشدد على حاجة المجتمع الدولي للعمل مع البلدان المصدرة للهجرة ومعالجة أسبابها، متطلعاً إلى إعادة هيكلة البعثة الأممية، وفقاً للتوصيات الواردة في تقرير المراجعة الاستراتيجية للبعثة، وتعيين ممثل خاص على وجه السرعة للعمل من طرابلس.
واختتم بأن الإمارات تؤكد التزامها بسيادة واستقرار ووحدة ليبيا، وتأمل تحقيق التوافق وتجاوز الانسداد السياسي الراهن. غوتيريس يدعو إلى استئناف المسار الانتخابي في ليبيا.
الابتعاد عن «الاستقطاب السياسي»
بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، المسؤولين في ليبيا، إلى استئناف المسار الانتخابي الذي توقف في ديسمبر الماضي، مؤكداً أنه أصبح اليوم ضرورة سياسية أكثر من أي وقت مضى.
ودعا غوتيريس في تقرير له حول عمل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ضمن جلسة مجلس الأمن حول ليبيا، مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، إلى التحلي بروح التعاون التي أبانا عنها في وقت سابق من العام الحالي، والتوصل بسرعة إلى اتفاق بشأن مسار الانتخابات الوطنية، مشدداً على ضرورة الابتعاد عن الاستقطاب السياسي الذي لن يؤدي إلا إلى تأخير الانتخابات والزيادة في عمق الفجوة بين الطبقة السياسية والشعب الليبي.
حكومة باشاغا تنفي
إلى ذلك، نفت الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، الرواية التي قدمتها وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، في إحاطتها بمجلس الأمن، حول محاولة حكومة باشاغا مؤخراً الدخول إلى طرابلس بطريقة مسلحة.
وأوضحت الوزارة أن دخول باشاغا كان بطريقة سلمية وعبر مركبة مدنية، ونتحدى أي شخص أو كيان يدعي دخوله بطريقة مسلحة.
وكانت ديكارلو حذرت من هشاشة الوضع الأمني في ليبيا، منتقدة إجلاء أكثر من 400 أسرة نازحة من تاورغاء بشكل تعسفي من مخيمات في طرابلس.
واشنطن تلوح بالعقوبات
وأكدت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن أن فرصة الاتفاق السياسي تتلاشى تدريجياً، داعية المسؤولين الليبيين إلى اتخاذ القرار السليم، مجددة تلويحها بالعقوبات في مواجهة معرقلي الانتقال السياسي.
من جانبه، أكد مندوب المملكة المتحدة، أن الأولوية يجب أن تكون حماية وقف إطلاق النار في ليبيا وإجراء الانتخابات وانسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية، داعياً في الوقت نفسه إلى عدم تسييس المؤسسة الوطنية للنفط وإغلاق النفط الذي يضر بالشعب الليبي.
(وكالات)