نشرت وسائل إعلام أمريكية أمس السبت، شهادات لأطفال نجوا من مجزرة يوفالدي، وصفوا فيها الرعب الذي عاشوه في مدرستهم وقت وقوع الهجوم.
ويقول الناجي صامويل ساليناس البالغ من العمر عشرة أعوام إن المهاجم دخل الى الصف وأوصد بابه وقال للأطفال «ستموتون جميعاً» قبل أن يباشر إطلاق النار عليهم. وأضاف الطفل «أعتقد أنه صوّب نحوي» لكن كرسياً بينه وبين مطلق النار أنقذه من الرصاصة. إثر ذلك، حاول ساليناس «التظاهر بالموت» في الغرفة المخضّبة بالدماء حتى لا تستهدفه الأعيرة النارية.
وكشفت ميا سيريلو البالغة من العمر 11 عاماً أنها لطخت نفسها بدماء زميل لها في المدرسة لقي مصرعه في محاولة للاحتماء من مطلق النار. ووافقت ميا سيريلو التي فقدت القدرة على التحدث الى رجال بعد المجزرة على إجراء مقابلة مع مراسلة شبكة «سي إن إن» بعيداً عن الكاميرا، حيث أخبرتها أنها استخدمت هاتف معلمتها القتيلة لطلب النجدة، بينما كان القاتل يردي الأطفال في مدرستها. وروت ميا التي تعاني من تساقط خصل شعرها بعد المجزرة أن راموس تبادل النظرات مع إحدى المعلمات وهو يشق طريقه إلى غرفة صفها. بعد ذلك قال «ليلة سعيدة» وأجهز على المعلمة ببندقيته شبه الآلية، ثم صوب البندقية باتجاه المعلمة الثانية والعديد من زملاء صف ميا وبدأ بإطلاق النار عليهم وقتلهم.
وأكد التلميذ دانيال لصحيفة «واشنطن بوست» أن الضحايا لم يصرخوا أثناء انتظارهم وصول الشرطة لإنقاذهم. وقال «كنت خائفاً ومجهداً لأن الرصاص كاد يصيبني». وأوضح أن معلّمته التي أصيبت في الهجوم لكنها نجت، طلبت من التلاميذ «التزام الهدوء» و«عدم التحرك». وطلبت تلميذة أصيبت برصاصة أيضاً من معلمتها الاتصال بالشرطة قائلة إنها «تنزف كثيراً»، حسب دانيال الذي لم يعد بإمكانه النوم بمفرده وتنتابه الكوابيس.
من جهتها قالت والدته بريانا رويز إن الأطفال الذين نجوا «يعانون صدمة، وسيتعين عليهم التعايش معها طوال حياتهم». وقال صامويل ساليناس أيضا إن كوابيس تراوده يرى فيها مطلق النار. ولا تزال فكرة العودة إلى المدرسة أو حتى رؤية زملائه في الصف تخيفه. وتجمع في يوفالدي عشرات الأشخاص صباح السبت في الساحة المركزية التي باتت مكاناً لتكريم الضحايا، ووضعوا زهوراً ورسائل موجهة إلى التلاميذ والمعلمتين وكذلك إلى الناجين. (أ ف ب)