عدن: «الخليج»
لاقى إعلان تمديد الهدنة الأممية في اليمن ترحيباً إقليمياً ودولياً واسعاً، واعتبره مجلس التعاون الخليجي خطوة هامة باتجاه تحقيق السلام في حين دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى جعل الاتفاق هدنة دائمة، وذلك بعدما أعلن المبعوث الأممي الخاص هانس غروندبرغ أمس الخميس، تجديد الهدنة الأممية في اليمن لمدة شهرين إضافيين، فيما لا يزال الاستحقاق الإنساني بفتح طرق محافظة تعز، وهو من بنود الهدنة الرئيسية الأصلية، يتنظر التنفيذ، بعد عرقلته من قبل ميليشيات الحوثي خلال الشهرين الماضيين.
ونوه غروندبرغ، في بيانه، إلى استجابة أطراف النزاع بشكل إيجابي على اقتراح الأمم المتحدة لتجديد الهدنة السارية في اليمن لشهرين إضافيين. وتدخل الهدنة المجددة حيِّز التنفيذ عند انتهاء الهدنة الحالية، أمس الخميس في الساعة 7 مساءً بتوقيت اليمن. وتم تمديد الهدنة وفق نفس أحكام الاتفاقية الأصلية، والتي دخلت حيز التنفيذ يوم 2 إبريل الماضي.
وأشار المبعوث الأممي إلى أن اليمنيين شهدوا الفوائد الملموسة للهدنة خلال الشهرين الماضيين، فقد انخفض عدد الضحايا المدنيين بشكل كبير، ودخل المزيد من الوقود إلى اليمن عبر ميناء الحديدة، واستؤنفت الرحلات التجارية من وإلى مطار صنعاء الدولي، بعد ما يقرب من ست سنوات على الإغلاق. بالإضافة إلى ذلك اجتمعت الأطراف وجهاً لوجه، تحت رعاية الأمم المتحدة، للمرة الأولى منذ سنوات لإحراز تقدم نحو فتح الطرق في تعز وفي محافظات أخرى، ولتنفيذ آليات خفض التصعيد العسكري على مستوى البلاد.
وأشاد غروندبرغ باتخاذ الأطراف هذه الخطوات، وبموافقتهم على تجديد الهدنة، معتبراً الهدنة تمثل تحولاً كبيراً في مسار الحرب تم تحقيقه من خلال اتخاذ قرار مسؤول وشجاع من قبل الأطراف. كما عبّر المبعوث الأممي عن امتنانه للسعودية وعُمان ومجلس الأمن، لدعم تجديد الهدنة.
وأكد غروندبرع أنه لا بد من اتخاذ خطوات إضافية لكي تحقق الهدنة إمكاناتها بالكامل، لا سيما فيما يتعلق بفتح الطرق وتشغيل الرحلات التجارية. وستتطلب مثل هذه الخطوات قيادة ورؤية لليمن كله. وتعهد الاستمرار بالعمل مع الأطراف لتنفيذ وترسيخ عناصر الهدنة كاملةً، والتوجه نحو حل سياسي مستدام يلبي تطلعات ومطالب اليمنيين المشروعة. وقال إن الطرفين ومن خلال الموافقة على تنفيذ الهدنة وتجديدها قدّما بصيص أمل لليمنيين بأنه من الممكن إنهاء هذا النزاع المدمّر.
وفي إطار ردود الفعل الإقليمية والدولية، رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف بالخطوة، قائلاً إن الهدنة «ستثمر في استمرار تهيئة الأجواء للأطراف اليمنية لبدء العملية السياسية والوصول إلى سلام شامل يحقق الأمن والاستقرار في ربوع اليمن». كما رحب الرئيس الأمريكي جو بايدن بتمديد الهدنة في اليمن لشهرين، وحض أطراف النزاع في هذا البلد على جعلها «دائمة». وقال بايدن في بيان إن «الشهرين الأخيرين في اليمن، بفضل الهدنة التي أعلنت في نيسان/ إبريل، كانا من الفترات الأكثر هدوءاً منذ بدء هذه الحرب الفظيعة قبل سبعة أعوام. تم إنقاذ آلاف الأرواح مع تراجع المعارك. من المهم العمل على جعل (الهدنة) دائمة». ودعا بايدن «جميع الأطراف على التقدم سريعاً نحو عملية سلام شاملة وجامعة». وأضاف «لن تتوقف دبلوماسيتنا ما دام لم يتم التوصل إلى تسوية دائمة».