متابعة: علي نجمضاع الحلم، تبخرت الأحلام، وذهبت كل الطموحات أدراج الرياح الأسترالية التي عصفت بطموحات «الأبيض» من خلال الملحق الآسيوي المؤهل إلى مونديال قطر 2022.
4 سنوات جديدة، سيكون على جماهير منتخبنا أن تقف على رصيف الانتظار، علها تشاهد طائرة الأبيض تقلع نحو العالمية من خلال تصفيات مونديال 2026.
4 سنوات مرت، كان فيها منتخبنا «حقل تجارب» لمدربين لم يحسنوا صنعاً في إيجاد استقرار أو ثبات أو حتى صنع هوية فنية لمنتخبنا الوطني.
خرج منتخبنا الوطني من رحلة التأهل إلى المونديال، لكنها قد تكون المرة الأولى منذ عقود، يكون الوداع جميلاً على الرغم من كل المرارة.
فقد أثبت لاعبو منتخبنا الوطني أنهم مكافحون ورجال يستحقون ارتداء الفانلة، بعدما قدم رجال الأبيض واحدة من المباريات التي ستبقى في الذاكرة؛ بل يمكن أن تشكل قاعدة من أجل البناء عليها بعد المستوى المميز والروح العالية والتنظيم الذي بدا عليه المنتخب طوال فترة المباراة.
هي المرة الأولى، التي يودع فيها منتخبنا الوطني رحلة الحلم الآسيوي منذ تصفيات مونديال 1994، دون أن تخرج الكثير من سهام الانتقادات، أو دون أن تصب الجماهير جام الغضب على اللاعبين والقائمين على المنتخب.
نعم، كان في الإمكان أفضل مما كان، تلك حقيقة، لكن ما كان حصل، ولم يعد يمكن اليوم الوقوف والبكاء على اللبن المسكوب.
65 دقيقة
أحسن منتخبنا الوطني صنعاً في تقديم أداء هو الأفضل بشهادة كل المتابعين، أقنع لاعبونا الصغير والكبير منهم بأنهم يدركون حجم المسؤولية التي كانت ملقاة عليهم في الملحق الآسيوي.
نافس لاعبونا المنافس الأسترالي «الند للند»؛ بل كان منتخبنا هو الطرف الأفضل والأكثر تحكماً بالكرات الخطِرة، والأكثر صنعاً للخطورة بفضل نجم واعد اسمه حارب سهيل.
قد يستحق حارب أنه يكون مثالاً لكل اللاعبين، فقد حارب وكان بمثابة «نجم سهيل» في سماء الدوحة؛ حيث أبدع في صنع الخطر، وزرع الرعب في دفاعات المنتخب الأسترالي؛ بل أنه صنع «أوتوستراداً» في الجانب الأيسر، ليعيش الظهير الأسترالي ليلة كابوسية بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
تألق حارب ليؤكد أن الثقة التي وضعها بها المدرب الأرجنتيني رودولفو أروابارينا تستحق أن يشكر عليها المدرب الذي امتلك الجرأة بأن يضع اللاعب في المكانة التي يستحقها، فكان حارب عند الوعد والموعد، ليصنع هدف التعادل في شباك أستراليا، بعدما كان قد سجل هدف الفوز التاريخي في الشباك الكورية الجنوبية.
شهادة ميلاد
وكتبت المباراة شهادة ميلاد لظهير أيمن هو خالد الظنحاني الذي كان مفاجأة التشكيل، بعدما وضع به رودولفو ثقته على حساب نجم واسم لامع بقيمة بندر الأحبابي.
وأكمل محمد العطاس وخليفة الحمادي ثنائية الشراكة في محور الدفاع، ليبرهنا أنهما «مستقبل الأبيض» الدفاعي.
لم تقتصر مفاجآت المدرب رودولفو السعيدة على الرباعي الدفاعي، أو تواجد حارب أساسياً مرة جديدة؛ بل كان اختيار عبدالله حمد أساسياً ليشكل مثلث الوسط مع علي سالمين وعبدالله رمضان من الرهانات التي انتقد عليها المدرب قبل بداية المباراة، ونال عليها الثناء بعد صافرة النهاية.
ووضع المدرب الرهان على لاعب الوحدة، على الرغم من ابتعاد عن مباريات العنابي هذا الموسم بسبب الخدمة الوطنية، وبعدما اقتصرت مشاركته على 11 مباراة في الدوري (701 دقيقة).
ليلة للنسيان
ووسط توهج النجوم الصاعدين، كان نجم علي مبخوت يغيب في سماء الدوحة، بعدما بدا خارج الفورمة على الرغم من اجتهاده للقيام بالواجبات الملقاة عليه.
ولم يجد مبخوت، الفرص السانحة للتسجيل، كما لم ينجح في صنع الفارق المأمول منه في الليلة الكبيرة.
لاعب آخر، عاش ليلة للنسيان في ملعب أحمد بن علي في الدوحة كان وليد عباس الذي تحمل عبء الهجمات الأسترالية التي تركزت على «الثغرة» التي وجدوها في الجانب الأيسر من منتخبنا.
وبات مركز الظهير الأيسر يمثل صداعاً في رأس الأجهزة الفنية التي مرت على منتخبنا الوطني في السنوات الأخيرة، خاصة مع غياب اللاعب «الأشول» في ملاعبنا أو في فرقنا التي باتت غالبتيها تعتمد على اللاعب المقيم من أجل شغل مركز الظهير الأيسر بسبب ضعف المركز وعدم توفر اللاعب الذي يجيد تأدية هذا الدور.
التغييرات
مثل سيناريو المباراة الملحق درساً للاعبينا، في كيفية عبور المباريات الكبيرة التي «تكسب ولا تلعب» في ظل نظام المستديرة الصغيرة.
ولم يفلح لاعبونا بتقديم نفس العطاء الكبير طوال 70 دقيقة، ذلك أن المنتخب الأسترالي نجح في استغلال أشباه الفرص، ليضرب مرمى خالد عيسى بهدفين، ويخطف بطاقة العبور إلى الملحق العالمي، وليضرب موعداً مع البيرو يوم الإثنين المقبل.
ولعل ما زاد المشهد ألماً بالنسبة لجماهيرنا، أن التغييرات التي قام بها المدرب بعد مرور ساعة من زمن المباراة لم تفلح في إحداث التغيير المأمول؛ بل إنها ربما زادت المشهد سوءاً، خاصة مع عدم بروز يحيي نادر وعلي صالح في الأدوار الموكلة إليهم، فلم يظهر الأول كرجل داعم للوسط، ولم يفلح الثاني في استغلال القدرات التي يمتاز بها على مستوى السرعة واستغلال المساحات.
وأسهم توقيت الهدف الأسترالي الثاني القاتل، في إرباك حسابات المدرب الذي سارع إلى الزج بالثلاثي عمر عبد الرحمن وماجد حسن وتيجالي كلاعبين من أصحاب الخبرة من أجل قلب المشهد في الوقت الأخير من زمن المباراة، لكنها تغييرات جاءت بعد «خراب مالطا» وبعدما خطف «الكنغارو» بطاقة العبور إلى الملحق العالمي.
وبرهنت المباراة من خلال تفاصيلها، حجم الفوارق البدنية واللياقة بين لاعبينا وبين المنتخب الأسترالي، فقد حل الإرهاق والتعب على عناصر منتخبنا، ولم يفلح اللاعبون في استكمال «الرتم» العالي الذي لعبوا به طوال ساعة كاملة، وهو ما يؤشر إلى حجم الفوارق البدنية بين المنتخبين، وإلى إيجاد «سيستم» كروي يسهم في تطوير مستويات لاعبينا بدنياً، ولن يتحقق إلا بالاحتراف الخارجي، أو برفع مستوى المسابقات المحلية، لاسيما بطولة الدوري التي تعتبر المعيار الأول.
إلى اللقاء
انتهى الحلم في بلوغ مونديال 2022، وبات على اتحاد اللعبة ومعه لجنة المنتخبات ورابطة المحترفين تأمين متطلبات نوعية لكرة الإمارات تساعد على تطوير مسابقاتنا ولاعبينا، بما ينعكس بالإيجاب على الأبيض حتى يمكن تحويل حلم التأهل إلى مونديال 2026 إلى حقيقة وحتى لا نعود ونكرر عبارة «مللنا» منها كثيراً «هاردلك».
استمرار اروابارينا مدرباً للأبيض
مع انتهاء رحلة منتخبنا الوطني في تصفيات كأس العالم، وتبخر الحلم العالمي، تتوجه الأنظار إلى مصير الجهاز الفني للأبيض بقيادة المدرب الأرجنتيني اروابارينا الذي تولى المهمة مارس/آذار الماضي بدلاً من الهولندي فان مارفيك.
وقاد اروابارينا منتخبنا في 3 مباريات رسمية، فخسر أمام العراق صفر-1، وفاز على كوريا الجنوبية 1-صفر، قبل أن يخسر لقاء الملحق أمام أستراليا بهدفين مقابل هدف.
وما بين الفوز التاريخي على الشمشون الكوري، والخسارة المؤلمة أمام أستراليا، لا يختلف اثنان على أن المدرب الأرجنتيني لم يحظ بفرصة حقيقية للعمل وبناء أسس ثابتة وقوية للنجاح، ولعل فترة الإعداد التي حظي بها لمدة أسبوعين قبل مباراة أستراليا أتت بثمار جيد قياساً إلى الصورة التي قدمها المنتخب.
وإذا كان البعض قد رسم علامات استفهام حول مصير المدرب وإمكانية استمراره على رأس الجهاز الفني أو إحداث تغيير في القادم من الأيام، فإن التوجه لدى مسؤولي اتحاد اللعبة في الخوانيج ببقاء المدرب وتكملة الرحلة مع المنتخب في القادم من الاستحقاقات، خاصة مع الرزنامة المزدحمة التي تنتظر منتخبنا في 2013.
وتشير المصادر إلى أن ما تحقق مع اروابارينا، أكد صوابية لجنة المنتخبات واتحاد الكرة بالرهان على المدرب الذي صنع بصمة وأدخل دماء جديدة، وراهن على لاعبين لم يكن غالبيتهم في الحسبان؛ بل وضع بهم الثقة وزج بهم في التشكيل.
وسيخوض منتخبنا الوطني في عام 2023، 3 استحقاقات من العيار الثقيل يتمثل الأول في المشاركة في بطولة كأس الخليج التي سيحسم مصيرها في 12 الحالي من خلال اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد الخليجي، ومن ثم بطولة غرب آسيا التي ستقام في الدولة مارس/آذار المقبل، إلى جانب نهائيات كأس آسيا 2023 والتي من المتوقع أن يتم نقلها إلى إحدى دول الشرق (كوريا الجنوبية أو اليابان) بدلاً من الصين التي اعتذرت عن استضافتها بسبب وباء كورونا.
أروابارينا: لا تلوموا أولادي على الخسارة
أروابارينا نجح في مهمته على الرغم من الخسارة
قال مدرب منتخب الإمارات رودولفو أروابارينا إنه لم يكن بوسعه أن يطلب المزيد من لاعبيه بعد الهزيمة 1-2 أمام أستراليا.وتابع أروابارينا في المؤتمر الصحفي «قدم الأولاد كل شيء. سنطوي هذه الصفحة وعلينا التفكير في المستقبل. لدينا الكثير من اللاعبين الشبان ونحتاج إلى مواصلة التحسن والعمل الجاد».وأضاف المدرب الأرجنتيني، الذي تولى المسؤولية خلفاً للهولندي بيرت فان مارفيك في فبراير/شباط، أنه لا يشعر بالقلق على وظيفته وأنه كان يتوقع انتقادات بعد الخسارة.وقال «أنا المدرب وأنا معتاد على ذلك، عندما لا تتحقق النتائج المرجوة تكون هناك انتقادات. قدمنا عرضاً جيداً لمدة 75 دقيقة. كل اللاعبين كانوا في قمة تركيزهم. بوجه عام لعب الفريق مباراة جيدة. بالطبع تلقينا ضربة (عدم التأهل لكأس العالم) لكن علينا أن نطوي الصفحة ونواصل التقدم».