حذرت روسيا، أمس الخميس، الدول الغربية من أن الهجمات الإلكترونية على مرافق بنيتها التحتية قد تؤدي إلى مواجهة عسكرية مباشرة، وأن محاولات تحدي موسكو في الفضاء الإلكتروني ستُقابل بإجراءات مضادة موجهة، تزامناً مع إجراء القوات الروسية مناورات في بحر البلطيق في أوج التوتر مع حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ويأتي التحذير بعد ما بدا أنه تم اختراق موقع وزارة الإسكان الروسية في مطلع الأسبوع، حيث كان البحث عن الموقع على الإنترنت يقود إلى علامة بعبارة «المجد لأوكرانيا» باللغة الأوكرانية.
وقالت وزارة الخارجية، في بيان، إن البنية التحتية الحيوية ومؤسسات الدولة في روسيا تتعرض لهجمات إلكترونية، وأنحت بالمسؤولية على أشخاص في الولايات المتحدة وأوكرانيا. وجاء في البيان: «كونوا على يقين من أن روسيا لن تترك الأعمال العدوانية دون رد.. كل خطواتنا ستكون محسوبة ومحددة، وفقاً لتشريعاتنا وللقانون الدولي».
وقال البيان إن «عسكرة الغرب للفضاء الإلكتروني ومحاولات تحويله إلى ساحة مواجهة بين الدول، تزيد بشكل كبير من خطر اندلاع صدام عسكري مباشر بعواقب لا يمكن توقعها». وتعرضت مواقع إلكترونية لكثير من الشركات والمؤسسات الإخبارية المملوكة لروسيا، لمحاولات قرصنة متفرقة منذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.
وأمس الأول الأربعاء، اتفق قادة أوروبيون في مجال الدفاع العسكري الإلكتروني على أن فاعلية روسيا في استخدام القدرات الرقمية في حربها ضد أوكرانيا كانت أقل بكثير من المتوقع.
وقال الجنرال كارل موليندا رئيس مركز الأمن السيبراني البولندي: «كنا متيقنين جداً من أنه سيكون هناك بيرل هاربور سيبراني استناداً إلى خبرات سابقة لسلوك روسيا وقدراتها».
وأكد خلال اجتماع منتدى الأمن السيبراني الدولي الذي يعقد في مدينة ليل شمالي فرنسا، أن أوكرانيا كانت متأهبة و«صمدت بوجه الهجمات الروسية».
من جانب آخر، شاركت عشرات السفن الروسية، أمس الخميس، في مناورات عسكرية في بحر البلطيق في ظلّ ازدياد التوتر حول هذه المساحة الاستراتيجية التي يُجري فيها حلف شمال الأطلسي حالياً مناورات أيضاً.
وفي خضم أجواء التوتر، يُجري فيه حلف شمال الأطلسي مناورات بحرية سنوية كبرى في بحر البلطيق منذ الأحد، يطلق عليها اسم «بالتوبس 22»، ومن المقرر أن تستمر حتى 17 يونيو. (وكالات)