بيروت – «الخليج»:
بحث الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس السبت، مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الموقف اللبناني لترتيب الأولويات في موضوع ترسيم الحدود البحرية الجنوبية. ووفق بيان للرئاسة اللبنانية، استقبل الرئيس عون ميقاتي، وعرض معه الأوضاع العامة والتطورات الأخيرة. وتطرق البحث خلال الاجتماع إلى عرض الموقف اللبناني من موضوع ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، عشية زيارة الوسيط الأمريكي في المفاوضات غير المباشرة السفير اموس هوكستين المقررة غداً الإثنين إلى بيروت والتي تستمر ليومين.
وكانت سفينة وحدة إنتاج الغاز الطبيعي المسال «انرجان باور» وصلت الأحد الماضي إلى حقل كاريش للغاز الطبيعي، الذي يبعد نحو 80 كيلومتراً عن السواحل الإسرائيلية، وذلك لبدء إنتاج الغاز لصالح إسرائيل في منطقة بحرية متنازع عليها مع لبنان.
وانطلقت محادثات بشأن ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان في 2020، وجرى عقد عدة جولات بوساطة الولايات المتحدة واستضافة الأمم المتحدة، إلا أن العملية متعثرة منذ فترة.
من جانب آخر، لا تزال الاستشارات النيابية لتكليف شخصية لبنانية بتشكيل الحكومة تراوح مكانها، فيما تقول مصادر متابعة إن استشارات التأليف قبل التكليف مستمرة، وتجري في الكواليس عمليات طرح الشروط وفرضها، لوضع شكل الحكومة المفترضة، وكشفت مصادر من القصر الجمهوري، أن الاستشارات النيابية مؤجلة إلى ما بعد زيارة المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين إلى لبنان، والقصر الجمهوري حدد الثلاثاء المقبل موعداً للقاء الأخير.
والأجواء المسرّبة بشأن تشكيل الحكومة الجديدة قد تبرّر ما قاله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب السابق وليد جنبلاط، الذي أشار إلى أنه بحسب الدستور يجب إجراء الاستشارات النيابية، مشيراً إلى أن الاستشارات متأخرة كما هي العادة، وهذا مخالف للدستور؛ حيث يجب أن تقام الاستشارات كي تسمّي كل كتلة نيابية مَن تريد»، وأشار إلى أن نوايا غير واضحة تعطل ولادة الحكومة.
وكان ميقاتي، قد فجر من الأردن، قنبلة سياسية مرتبطة بالاستحقاق الرئاسي؛ إذ قال في لقاء حواري بدعوة من «معهد السياسة والمجتمع» في العاصمة الأردنية، رداً على سؤال عن إمكان إعادة تكليفه تشكيل الحكومة: «في المبدأ يتهيّب كل مطلع على الوضع اللبناني، وأنا منهم، صعوبة المرحلة وتعقيداتها، ولذلك فإنني أقول إنني لست ساعياً إلى هذا الأمر، وأتمنى أن يسرع المجلس النيابي في اختيار مَن يراه مناسباً، وأن يكون التشكيل الحكومي سريعاً من دون شروط وتعقيدات يضعها أي فريق في وجه الرئيس المكلّف». وأشار إلى أن لبنان على مفترق طرق، ومن المستحيل أن نستمر على النهج ذاته الذي كان سائداً، من هنا يجب الانطلاق من اتفاق الطائف وتدعيمه والبناء عليه وتطوير ما يحتاج إلى تطوير منه.