بيروت – «الخليج»، وكالات:
أكد الرئيس اللبناني، ميشال عون، اليوم الاثنين، أن «لبنان متمسك بعودة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، والتي توقفت إثر رفض إسرائيل اعتبار الخط 29 خطاً تفاوضياً»، بملف ترسيم الحدود البحرية، مشدداً على رفض لبنان للتهديدات الإسرائيلية، كما أكد أن المسار الديمقراطي بعد الانتخابات النيابية سيستمر مع الاستشارات ثم تأليف حكومة جديدة، حيث من المتوقع أن يدعو لاستشارات نيابية لتكليف رئيس جديد للحكومة هذا الأسبوع، في وقت يبدأ الوسيط الأمريكي اموس هوكشتاين جولته على المسؤولين اللبنانيين وفي مقدمتهم الرئيس عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في محاولة لاعادة المفاوضات البحرية بين لبنان وإسرائيل وسط توافق بين الرؤساء الثلاثة على ضرورة انسحاب السفينة «انيرجين باور» من حقل «كاريش» ووقف استخراج النفط من المنطقة المتنازع عليها للعودة إلى المفاوضات، فيما أعلن المجلس الدستوري أن مهلة تقديم الطعون تنتهي في 16 الجاري ضمناً.
موقف لبناني موحد
وخلال استقباله وفداً نيابياً، أشار عون إلى أن «لبنان سيبلغ الوسيط الأمريكي لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، أموس هوكشتاين، بالموقف اللبناني الموحد حيال الطروحات المقترحة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة والتي تحفظ حقوق لبنان». وقال عون: «الجانب اللبناني رفض الخط الإسرائيلي رقم 1 و«خط هوف» ومن غير الوارد التنازل عن حقوق لبنان في استثمار ثروته النفطية والغازية». وأضاف عون: «نرفض تهديدات اسرائيل التي تتصرف خلافا للقوانين وللقرارات الدولية»، متابعاً: «رئيس الجمهورية يقود المفاوضات، وبعد الوصول إلى اتفاق، فإن على مجلس الوزراء الموافقة عليه وإحالته الى مجلس النواب وفقاً للأصول، وهو أمر لم يحصل بعد بالنسبة إلى الخط 29». وبحسب الرئاسة اللبنانية، «عرض عون للوفد النيابي ملابسات التوقف عن الحفر في الحقل رقم 4، متحدثاً عن تبريرات غير مقنعة قدمتها الشركة المنقبّة، لافتاً إلى حصول ضغوط دولية عليها للتوقف عن متابعتها الحفر». كما نفى عون، رداً على سؤال من الوفد النيابي، وجود أي ارتباط بين المفاوضات حول ترسيم الحدود بمسألة استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن، أو المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. كما أبلغ عون، المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونيسكا، خلال استقباله لها أمس، أن «المسار الدستوري في لبنان سوف يستمر بعد الانتخابات النيابية، من خلال إجراء استشارات نيابية تفضي إلى تكليف شخصية لتشكيل الحكومة الجديدة»، معرباً عن أمله في أن «يتحقق ذلك في أسرع وقت ممكن، نظراً للاستحقاقات التي تنتظر الحكومة العتيدة».
رحيل السفينة اليونانية
ويبدأ هوكشتاين جولته على المسؤولين اليوم الثلاثاء، وستكون له مجموعة من اللقاءات التقنية والخاصة غير المعلن عنها، قبل أن يلبّي دعوة نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب إلى عشاء دُعيَ اليه عدد قليل من المسؤولين الذين هم على صلة بملف الترسيم من أمنيين ودبلوماسيين ومستشارين. وفي هذا السياق، حصل توافق رئاسي على رد لبناني موحد على طروحات هوكشتاين بعدما سبق أن التقى الرؤساء الثلاثة على إعادة اعتبار لـ«اتفاق الإطار»، والتأكيد أن الخط 23 ما زال هو المطروح في المفاوضات المقبلة مع هوكشتاين ولا بد من رحيل السفينة اليونانية «انيرجين باور» من حقل «كاريش» ووقف استخراج النفط من المنطفة المتنازع عليها للبدء بالتفاوض من جديد. كما كشفت مصادر مواكبة أن عون سيبلغ هوكشتاين، تشديده على حق لبنان في ثروته البحرية وعدم التفريط بها أو تقديمها هدايا لإسرائيل مع التزامه بتطبيق قانون البحار وقواعد الترسيم الدولية بين فريقين يدخلان في مساحات متنازع عليها.
في غضون ذلك، لفت قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، خلال زيارته كليّة فؤاد شهاب للقيادة والأركان، الاثنين، إلى أنّ الجيش يقف خلف السّلطة السّياسيّة في أيّ قرار تتّخذه بشأن ترسيم الحدود البحرية. لسنا معنيّين بأيّ تعليقات أو تحليلات أو مواقف سواء أكانت سياسيّة أم إعلاميّة. الموقف الرّسمي يصدر عن قيادة الجيش حصراً، وأيّ رأي آخر لا يعبّر عن موقف الجيش.
وذكرت وسائل إعلام لبنانية، أنّ النائب العام الاستئنافي في بيروت القاضي زياد أبو حيدر، قرر التنحي عن النظر في الادعاء على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.