يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الثلاثاء، جلسة لمناقشة تطورات الأوضاع في اليمن، بالتزامن مع استمرار ميليشيات الحوثي في ارتكاب خروقها للهدنة الأممية وعدم تنفيذ التزاماتها برفع الحصار عن تعز. ومن المقرر أن تحظى قضية حصار تعز بمساحة واسعة في الجلسة، في ظل تعنت ميليشيات الحوثي ورفضها تنفيذ مقترح المبعوث الأممي هانس غروندبرغ والذي تضمن فتح 5 طرق في محافظة تعز بينها خط رئيسي واحد مؤدٍ إلى مركز المحافظة.
كما يتوقع أيضاً أن يقدم غروندبيرغ إحاطة شاملة للمجلس عن نتائج جولتي المشاورات الأولى والثانية التي احتضنتهما العاصمة الأردنية عمّان، وكذا زيارته إلى صنعاء ولقائه قيادات ميليشيات الحوثي، وعودته منها بشروط تعجيزية. وتبحث الجلسة تطورات الأوضاع العسكرية والإنسانية والاقتصادية، ومدى التزام الأطراف بالهدنة الإنسانية التي جرى تمديدها لشهرين إضافيين تستمر حتى مطلع أغسطس القادم.
يجيء ذلك في وقت، بدأ وفد أممي زيارة إلى مدينة تعز أمس الاثنين، واطّلع عن قرب على المعاناة الإنسانية لسكان المدينة المحاصرة من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية للعام الثامن على التوالي. وناقش الوفد الأممي برئاسة نائب منسق الشئون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن ديجو زوريلا، مع محافظ محافظة تعز نبيل شمسان مجمل الاحتياجات والتحديات التي تواجه سكان المدينة.
وقال المحافظ شمسان، خلال الاجتماع، إن زيارة الوفد الأممي يشكل أهمية كبيرة في الاطلاع عن قرب على معاناة أبناء تعز، خصوصاً المعاناة الناجمة عن الحصار المفروض من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية. وأوضح، أن أبناء محافظة تعز يعانون إغلاق الطرق وصعوبة التنقل والسفر وارتفاع كلفة السلع والبضائع بزيادة كبيرة عن كل المحافظات. وأضاف: «من هنا أطالب المنظمات الأممية برفع صوتها وممارسة دورها في الضغط لفتح الطرق والتي تمثل أهم القضايا الإنسانية التي نعانيها في تعز». كما تطرق شمسان، إلى احتياجات المحافظة من المياه ودعم القطاع الصحي والتعليمي وقطاع النازحين ونزع الألغام. وطلب من برنامج الغذاء وكل المنظمات مراعاة الكثافة السكانية للمحافظة وما يقابل ذلك من احتياجات يجب نقلها وإيصالها للشركاء الدوليين.
من جانبه، قال نائب منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة ديجو زوريلا «إن الوفد سيركِّز على المواضيع والقضايا الإنسانية من خلال مكاتبه في التربة والمخا وإب». وفقاً لما نقله المكتب الإعلامي لمحافظ تعز. كما كشف عن زيارة قادمة لممثل البنك الدولي خلال الأسبوعين المقبلين لدراسة أولويات ما تتطلبه اليمن.
على صعيد آخر، كشف مرصد حقوقي يمني مستقل، عن نشر ميليشيات الحوثي ألغاماً بحرية في محيط خزان صافر النفطي، الذي يحمل أكثر من مليون برميل من النفط الخام، مهددة بالتسرب بسبب عدم خضوعه للصيانة منذ سنوات، ما ينذر بحدوث أسوأ كارثة بيئية في تاريخ المنطقة. وحذر المرصد اليمني للألغام، في تغريدة على صفحته بموقع تويتر، من أن اصطدام أحد هذه الألغام بالخزان العائم المتهالك سيخلف كارثة كبيرة على اليمن والدول المطلة على البحر الأحمر.
وأضاف: «نشر الحوثيون ألغاماً بحرية عن طريق الإلقاء اليدوي وطرق أخرى، في مساحات واسعة بالبحر الأحمر بما في ذلك المنطقة المحيطة بخزان صافر النفطي». وأكد المرصد الحقوقي أن هناك مخاوف حقيقية من اصطدام أحد هذه الألغام بالخزان العائم المتهالك، حيث ستحل كارثة كبيرة على اليمن والدول المشاطئة.