بيروت: «الخليج»- وكالات
أبلغ الرئيس اللبناني، ميشال عون، الوسيط الأمريكي لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، أموس هوكشتاين، خلال استقباله، أمس الثلاثاء، الرد الرسمي اللبناني إزاء ملف ترسيم الحدود البحرية، والذي تضمن مقترحاً يحمل حلاً وسطاً بشأن المناطق المتنازع عليها، بحسب ما ذكرت تقارير إخبارية، فيما طمأن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب بعدم وجود مؤشرات لاندلاع حرب بعكس رأي مساعد وزير الخارجية الأمريكية السابق لشؤون الشرق الأوسط دافيد شنكر الذي قال: إن احتمال نشوب حرب أمر محتمل، في وقت يبدو أن الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة ستتأخر بعدما عادت نغمة «التأليف قبل التكليف».
والتقى عون الوسيط الأمريكي في اجتماع شارك فيه المدير العام للأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، ونائب رئيس مجلس النواب، إلياس بو صعب، والسفيرة الأمريكية دوروثي شيا، وغادر بعده من دون الإدلاء بأي تصريح. وقدم لهوكشتاين رداً على المقترح الأمريكي الذي سبق للأخير أن قدمه قبل أشهر، على أن ينقل هوكشتاين الموقف اللبناني إلى الجانب الإسرائيلي خلال الأيام القليلة المقبلة. كما شدد عون على حقوق لبنان السيادية في المياه والثروات الطبيعية، متمنياً على الوسيط الأمريكي العودة سريعاً إلى لبنان ومعه الجواب من الجانب الإسرائيلي. وأفادت تقارير إعلامية أن «الرئيس عون قدم رداً شفهياً للوسيط الأمريكي، على اقتراحه الذي تقدم به عبر السفيرة الأمريكية في مارس/ آذار الماضي، وأن الرد تضمن اقتراحاً جديداً من لبنان، وأكد الحقوق السيادية للبنان بالمياه والثروات الطبيعية. وبحسب ما ذكرت التقارير، فإن الرد اللبناني لم يتضمن أي مطالبة بالخط 29 الذي يشمل حقل كاريش، وأوضحت أن لبنان طلب الحصول على الخط 23 وحقل قانا في المنطقة المتنازع عليها. وأشارت إلى أن الرد اللبناني طالب باستئناف المفاوضات التقنية غير المباشرة مع إسرائيل، ولفتت إلى أن لبنان طلب وقف استخراج النفط والغاز من حقل كاريش إلى حين انتهاء المفاوضات. ونقلت التقارير عن مصادر في قصر بعبدا الرئاسي أن الوسيط الأمريكي سينقل الاقتراح اللبناني إلى إسرائيل الأسبوع المقبل، وسيعود مع الجواب إلى لبنان.
وكان هوكشتاين قد التقى عدداً من المسؤولين اللبنانيين، في مقدمتهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي أبلغه الموقف اللبناني الموّحد من مسألة ترسيم الحدود والحرص على استمرار الوساطة الأمريكية، والتأكيد بأن مصلحة لبنان العليا تقتضي البدء بعملية التنقيب عن النفط من دون التخلي عن حق لبنان بثرواته كافة. كما التقى هوكشتاين رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب، وكذلك قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي جدّد موقف المؤسسة العسكرية الداعم لأي قرار تتّخذه السلطة السياسية في هذا الشأن، ومع أي خط تعتمده لما في ذلك من مصلحة للبنان. وفي هذا السياق طمأن الوزير بوحبيب اللبنانيين، بعدم وجود مؤشرات لاندلاع حرب، وقال: ليست هناك مؤشرات جدية من جانب إسرائيل و«حزب الله» لوقوع حرب على الرغم من التهديدات المتبادلة بين الطرفين، وهذا المعطى مبني على معلومات دقيقة من دوائر معنية.
من جهة أخرى، يبدو أن الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة ستتأخر؛ حيث تعطى الأولوية حالياً لتحديد اسم الشخصية التي سيتم تكليفها بتشكيل الحكومة الجديدة. وكذلك رسم معالم الحكومة الجديدة شكلاً ومضموناً وأحجاماً وحقائب؛ إذ على الرغم من تصدر اسم ميقاتي لتشكيل الحكومة، فإنه لا يوجد أي شيء محسوم حتى الآن.