أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة، في جلسة مجلس الأمن حول الحالة في اليمن، عن ترحيبها بالجهود المبذولة والمفاوضات الجارية التي تهدف إلى خفض التصعيد والتخفيف من معاناة اليمنيين، مشددة على أهمية التطورات الحاصلة ودعت إلى البناء عليها لضمان نجاحها والتوصل إلى حل سياسي للنزاع.
وثمنت الإمارات، في البيان الذي ألقته السفيرة لانا زكي نسيبة المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، جهود المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ لتثبيت الهدنة الأخيرة وتمديدها.
وأكدت أن اليمن يمر بمرحلة حاسمة في ظل التطورات الأخيرة، مؤكدة وجود فرصة سانحة ونادرة لتحقيق السلام المنشود وإنهاء الحرب التي أنهكت طاقات الشعب اليمني. ورحبت الإمارات بالمفاوضات الجارية بين طرفي النزاع الهادفة إلى خفض التصعيد، وفق المبعوث الأممي، ودعت إلى البناء عليها لضمان نجاحها والتوصل إلى حل سياسي للنزاع، في ضوء التقدم الملحوظ في الشهرين الماضيين من حيث انخفاض مستويات العنف وتسهيل حركة الأفراد والبضائع.
تثمين الجهود الإقليمية
وثمّن البيان، المنشور في الموقع الإلكتروني لبعثة الدولة لدى الأمم المتحدة، الانخراط الإيجابي والبناء للحكومة اليمنية في عملية المشاورات التي تقودها الأمم المتحدة، والمرونة التي تُبديها خلال المفاوضات.
وأضاف: «ونُقدّر جهود هذا المجلس والحكومات في المنطقة في دعم العملية التفاوضية، وخاصة الدور القيادي للمملكة العربية السعودية، وكذلك سلطنة عُمان».
ودعت، في ضوء ذلك، إلى تكثيف المساعي الدبلوماسية على كافة الصعد حتى لا نفقد الفرص الماثلة في هذه المرحلة الحرجة والتي تتطلب أيضاً مواصلة الالتزام والانخراط بحسن نية من الجميع.
وحث بيان الإمارات المبعوث الأممي الخاص إلى تكثيف جهوده خلال المفاوضات لفتح الطرق الرئيسية المؤدية إلى مدينة تعز على الفور، وليس الفرعية فقط، وذلك للتخفيف من معاناة أكثر من ثلاثة ملايين يمني يعيشون فيها، فضلاً عن أن هذه الخطوة ستسهم في تمهيد الطريق إلى بناء الثقة، وتعزيز الزخم الحالي، وللدفع قُدماً بالعملية السياسية.
وأشار البيان إلى أنه على الرغم من سريان الهدنة، فإن جماعة الحوثيين تواصل أنشطة الحشد والتجنيد في المناطق التي تسيطر عليها، بما في ذلك عبر استمرار حملاتها الواسعة لغرس أفكارها المتطرفة بين الأطفال من خلال ما تطلق عليه «مخيمات صيفية»، في الوقت الذي تقوم فيه بإخضاع الأطفال للتدريبات العسكرية، في انتهاك لخطة العمل التي وقّعتها مؤخراً مع مكتب الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح.
وأكد البيان ضرورة سرعة معالجة وضع خزّان صافر النفطي لتجنب وقوع كارثة بيئية خطِرة، وثمن إعلان السعودية مؤخراً عن تقديم عشرة ملايين دولار أمريكي لهذا الغرض.
التزام بدعم اليمن
وفي الأثناء، تواصل الإمارات، بحسب البيان، التزامها التاريخي بدعم اليمن وشعبه في هذه الأوقات الصعبة؛ حيث تعهدت بلادي إلى جانب المملكة العربية السعودية، بتقديم حزمة مساعدات إنسانية واقتصادية مؤخراً تصل إلى أكثر من 3 مليارات دولار أمريكي.
وأكد أن إنهاء الأزمة الإنسانية لا يمكن أن يتم دون التوصل إلى حلٍ سياسي، لذلك، يتعين على من يعرقل التوصل لهذا الحل أن يتوقف عن هذه التصرفات التي تطيل معاناة الشعب اليمني.
وفي الختام، نوه البيان، إلى أنه أصبح واضحاً للعيان خطورة المشاريع المتطرفة التي تشكل تهديداً خطِراً على السلم والأمن الإقليميين والدوليين عندما تتزود بأسلحة متطورة وفتّاكة. وأكد، في هذا الإطار، أهمية وجود رد حازم على هذه التهديدات، ومنع الحوثيين من الحصول على أسلحة متطورة، كالطائرات المسيرة والصواريخ، مشدداً على أهمية قيام مجلس الأمن بتحمل مسؤولياتِهِ في هذا السياق.