قالت روسيا، أمس الأربعاء، إن الغرب «أطلق النار على نفسه» عندما حاول فرض قيود على واردات الطاقة التي تأتيه من حقول النفط والغاز في سيبيريا بسبب صراع أوكرانيا، في تناقض صارخ مع موقف الصين التي زادت وارداتها، وأكّد رئيسها شي جين بينغ دعم بكين لسيادة روسيا وأمنها، مؤكداً أن بكين «راغبة في مواصلة دعم موسكو في قضايا تمثل مصالح أساسية وتثير مخاوف رئيسية مثل السيادة والأمن»
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن شراكة روسيا الاستراتيجية مع الصين صمدت أمام محاولات الغرب غرس بذور الفتنة في الوقت الذي دمرت فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون علاقتهم مع موسكو.
وقالت زاخاروفا للصحفيين «إمدادات الطاقة تتزايد باطراد.. الصين تعرف ما تريد ولا تطلق النار على قدميها، بينما إلى الغرب من موسكو يطلقون النار على أنفسهم في الرأس». وأضافت زاخاروفا أن «الغرب عزل نفسه عنا».
وقالت المتحدثة إن الاتحاد الأوروبي يعتزم السير في طريق «انتحاري» من خلال محاولة التنويع بعيداً عن الطاقة الروسية التي تقدمها روسيا لألمانيا منذ ذروة الحرب الباردة.
وقالت زاخاروفا إن الموارد الدبلوماسية الروسية أُعيد توجيهها بالفعل بعيداً عن أوروبا والولايات المتحدة وكندا إلى آسيا وإفريقيا ودول الاتحاد السوفييتي السابق.
وأطلع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اتصال هاتفي، أمس، نظيره الصيني شي جين بينغ، على تقييماته المبدئية حول الوضع في أوكرانيا، والمهام التي تم تنفيذها خلال العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وذكرت الرئاسة الروسية، في بيان، أن الرئيسين الروسي والصيني تبادلا بشكل مفصل الآراء حول مجموعة واسعة من مسائل العلاقات الثنائية والأجندة الدولية.
ولفت البيان إلى أن الزعيمين أكدا تطور العلاقات الروسية الصينية بشكل غير مسبوق، وجددا الرغبة في التعميق المستمر للشراكة الشاملة والتفاعل الاستراتيجي في جميع المجالات.
وشدد بوتين وبينغ على استعدادهما للتنسيق الوثيق والدعم المتبادل في مختلف الصيغ متعددة الأطراف، بما في ذلك على منصة الأمم المتحدة.
قال الكرملين إنه «تم الاتفاق على توسيع التعاون في مجالات الطاقة والمال والصناعة والنقل وغيرها، مع الأخذ في الاعتبار الوضع الاقتصادي العالمي الذي تعقد بسبب العقوبات غير الشرعية الغربية». وأضاف أن الرئيسين تطرقا أيضاً إلى «تطوير العلاقات العسكرية».
وبدوره، أفاد تلفزيون «سي سي تي في» الصيني الرسمي أن شي جينغ بينغ أكد لبوتين دعم بكين لروسيا في قضايا تمثل مصالح أساسية وتثير مخاوف رئيسية مثل السيادة والأمن، دون أن يذكر أي قضية محددة مثل أوكرانيا أو تايوان.(وكالات)