تضاعفت الدعوات للتعبئة، أمس الجمعة، آخر أيام الحملة الانتخابية التشريعية في فرنسا، حيث يحاول الرئيس إيمانويل ماكرون الاحتفاظ بأغلبيته البرلمانية ومعها قدرته على تطبيق برنامجه لولايته الثانية في مواجهة تحالف يساري قوي.
وقبل يومين من موعد الدورة الثانية للانتخابات البرلمانية، الأحد، شدد الرئيس الفرنسي في مقابلة مع قناة «بي أف أم تي في» على الحاجة إلى «فرنسا أوروبية بحقّ، يمكنها التحدث بصوت واضح وصريح». وزار ماكرون بعد الظهر معرض «فيفا تك» في باريس المخصص للتكنولوجيا الرقمية وابتكاراتها.
وانتقد قياديون في المعارضة عبر وسائل الإعلام، زيارته التي استمرت ثلاثة أيام إلى أوروبا الشرقية في منتصف الحملة الانتخابية، وشجبها البعض، معتبراً أنها «عملية ترويجية» أغراضها انتخابية.
وقال زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون، أمس الجمعة، إن ماكرون «اعتبر أن الانتخابات التشريعية إجراء شكلي». وقدّر رئيس التجمع الوطني اليميني المتطرف جوردان بارديلا، أن رئيس الدولة «كان محقاً في القيام بذلك. لكن أسئلة تطرح حول التوقيت»، واتهم ماكرون «باستغلال الحرب» قبيل موعد الدورة الثانية للانتخابات.
وانتهت الحملة منتصف ليل الجمعة، على وقع معركة سياسية حامية بين ائتلاف «معا» بقيادة ماكرون و«الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد» اليساري بزعامة جان لوك ميلانشون. والانتخابات شديدة الأهمية لرئيس الجمهورية، لأنها تضع على المحك خططه لإجراء إصلاحات عميقة في فرنسا، ولا سيما في ما يتعلق بالرواتب التقاعدية.
وبحسب استطلاعات الرأي، فمن غير المضمون أن يحقق ماكرون أغلبية مطلقة لا تقل عن 289 مقعداً، وقد توقعت الدراسة الأخيرة لمعهد «إيلاب» المنشورة، الجمعة، فوزه بما بين 255 و295 مقعداً. وتوقع استطلاع آخر أجرته مؤسسة «إبسوس» أن يحقق معسكر الرئيس ما بين 265 و305 مقاعد.
من جهته حذر فرانسوا بايرو الذي يرأس حزباً وسطياً متحالفاً مع الرئيس، مساء الخميس، من أن تتحول الجمعية الوطنية إلى «بازار» إذا لم يحقق معسكر إيمانويل ماكرون أغلبية مطلقة، وحصل التحالف اليساري على كتلة كبيرة، كما تتوقع استطلاعات الرأي. (أ ف ب)