تنظم الحكومة الألمانية الجمعة في برلين، منتدى دولياً حول الأزمة الغذائية المرتبطة بالأزمة في أوكرانيا، يحضره مسؤولون من دول مختلفة من بينهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في مؤتمر ينضم إلى سلسلة من الاجتماعات، لمواجهة كابوس المجاعة الذي بدأ يخيم على مناطق كثيرة في العالم.
وقال ناطق باسم وزارة الزراعة الألماني، أمس الاثنين، إن المؤتمر الذي يحمل اسم «الوحدة من أجل الأمن الغذائي العالمي»، سيتناول النقص الغذائي العالمي الناجم عن الحرب. وأوضحت وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا بيربوك على تويتر، أن المؤتمر يهدف خصوصاً إلى «تأمين استقرار الإمدادات الغذائية في العالم».
وتأتي هذه القمة قبل يومين من انعقاد قمة مجموعة السبع التي تترأسها هذه السنة ألمانيا، في بافاريا، في حين تدفع الأمم المتحدة وبعض الدول في اتجاه فتح ممر بحري، يتيح استئناف الصادرات الأوكرانية، وتبديد أخطار حصول مجاعة في بعض الدول. وبالتزامن، حذر الاتحاد الأوروبي، أمس، من احتمالية حدوث مجاعة كبيرة في العالم
لا سيما في إفريقيا، نتيجة تداعيات الحرب في أوكرانيا.
وبحسب وكالة «آكي» الإيطالية الرسمية، قال المسؤول الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في مؤتمر صحفي، إن الاتحاد يدعم جهود الأمم المتحدة لفك الحظر عن الصادرات من أوكرانيا، مؤكداً أن «العقوبات الأوروبية لم تكن السبب في هذه الأزمة».
وأضاف بوريل قبل الاجتماع المقرر لوزراء خارجية الاتحاد في لوكسمبورغ، أن عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا، لا تستهدف الطعام والأسمدة، «فأي أحد يرغب في شراء الأطعمة والأسمدة الروسية فبمقدوره ذلك»، لكن روسيا تؤكد أن العقوبات الغربية عليها هي السبب في تعطل سلاسل الإمداد.
وبينما قال الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي، إن المفاوضات معقدة جارية لفتح الموانئ الأوكرانية، حذّرت الأمينة العامة لمنظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «أونكتاد»، ريبيكا جرينسبان، أن العالم على شفا أزمة غلاء معيشة هي الأكثر حدة منذ جيل، بجانب أن مزيج الصدمات الذي شهده العالم، من وباء «كوفيد-19» وتغير المناخ والأزمة البيئية إلى تداعيات العملية العسكرية الروسية الحالية في أوكرانيا، يهدد بخلق آثار مضاعفة هائلة في جميع أنحاء العالم النامي في شكل أزمة كبيرة في كلفة المعيشة.
وأشارت جرينسبان، في كلمة خلال افتتاح أعمال الدورة التاسعة والستين لمجلس التجارة والتنمية، إلى أن منظمة «أونكتاد» كانت قد حذرت في مارس الماضي من احتمال حدوث أزمة انعدام الأمن الغذائي وتضاعف آثار زيادة أسعار الطاقة وتشديد الظروف المالية، وهي التحذيرات التي أصبحت واضحة للجميع الآن.
وقالت المسؤولة الأممية إن الاضطرابات التجارية تعني أن سلاسل التوريد لن تكون قادرة على التكيف وسترتفع أسعار الغذاء والطاقة، كما ستتدهور الأوضاع المالية بسرعة وستزداد احتمالية الاضطرابات الاجتماعية.
وأضافت أن سعر النفط الخام الحالي يبلغ 120 دولاراً للبرميل، ويتوقع البعض أن يصل إلى 150-175 دولاراً للبرميل قبل الشتاء المقبل، في الوقت الذي وصل مؤشر «الفاو» لأسعار الغذاء إلى ارتفاعات تاريخية. (وكالات)