دعا رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان فتحي باشاغا، المجتمع الدولي إلى عدم التعامل مع حكومة الوحدة الوطنية باعتبارها «منتهية الولاية»، وفقاً للجدول الزمني لمؤتمر جنيف، معتبراً أن التعامل معها يمثل تهديداً لأمن البلاد، فيما قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، إن الأمم المتحدة تشعر بخيبة أمل لعدم توصل الأطراف الليبية إلى اتفاق في اجتماعات المسار الدستوري في القاهرة.
وقال باشاغا في كلمة مسجلة نشرها عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، أمس الأربعاء: «حرصاً على تعزيز الأمن والاستقرار يكون لزاماً على المجتمع الدولي عدم التعامل مع الحكومة منتهية الولاية؛ لما له من تهديد لأمن الدولة وسيادة كيانها».
كما دعا كافة الجهات والسلطات الأمنية والقضائية والمالية والعسكرية في ليبيا، إلى «عدم التعامل مع الحكومة منتهية الولاية»؛ لأنه «لم يعد هناك مجال للمواربة والتهرّب من مواجهة الحقيقة، وعلى الجميع تحمّل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية بعد التعامل نهائياً مع الحكومة منتهية الولاية».
وقال باشاغا إن كل من يتعامل مع حكومة الدبيبة «يعد مخالفاً للقانون والشرعية الدستورية والمشروعية القانونية»، مهيباً بالمجتمع الدولي أن الحكومة المكلفة من البرلمان ستكون فاعلة وإيجابية وجادة في العمل على توفير كل المتطلبات اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مواعيدها.
رسالة لغوتيريس
وتزامناً مع ذلك، بعث باشاغا رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أبلغه فيها بانتهاء ولاية حكومة الدبيبة، داعياً المنظمة إلى التعامل معه رئيس وزراء شرعياً منتخباً من قبل البرلمان. وحث باشاغا في رسالته، غوتيريس على دعم جهوده من أجل إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في أقرب وقت ممكن.
لقاء مع البرلمان البريطاني
وعقد باشاغا لقاء وصفه بالمثمر، مع أعضاء البرلمان البريطاني، أمس، لدعم خارطته لحل الأزمة في بلاده. وأكد باشاغا عبر «تويتر» أنه التقى النائبين توبياز إيلود، واللورد بريدجز، وناقش معهما أهمية التعاون المشترك بين البلدين لمعالجة قضايا مكافحة الإرهاب وأزمة الهجرة. كما عرض باشاغا خارطة طريق نحو التعافي أعدتها حكومته، وسلّمهما نسخة منها.
والتقى باشاغا وزراء المالية والطاقة والتعليم البريطانيين في لندن، إلى جانب عقد اجتماع مغلق في وزارة الخارجية والتنمية البريطانية، حيث أكد استعداد حكومته للعمل مع الحلفاء في بريطانيا لتحقيق كل ما تنص عليه خارطة الطريق.
تمسك بإخراج المرتزقة
وكان باشاغا، قال إن حكومته تؤيد إخراج كل المقاتلين الأجانب والمرتزقة من البلاد.
وفي مقابلة مع وكالة «رويترز» أمس، أكد باشاغا، أنه مع تنفيذ توصية لجنة «5+5» العسكرية التي اتفقت على وجوب إبعاد المقاتلين الأجانب من ليبيا.
من جانبه، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، إن الأمم المتحدة تشعر بخيبة أمل لعدم توصل الأطراف الليبية إلى اتفاق، وذلك تعليقاً على نتائج اجتماعات لجنة المسار الدستوري المشتركة بين مجلسي النواب والدولة.
ودعا دوغاريك، القادة الليبيين إلى وضع مصالح الشعب الليبي أولاً وقبل كل شيء على رأس جدول أعمالهم، وعدم الالتفات إلى الملايين الذين سجلوا للتصويت من أجل التعبير عن آرائهم السياسية بحرية.
استعداد لمعالجة الانسداد
وأكد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، استعداد المجلس لتبنّي كل المقترحات التي تسهم في معالجة الانسداد السياسي في ليبيا، وتقريب وجهات النظر بين جميع أطراف العملية السياسية، للوصول إلى إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في أقرب الآجال.
جاء ذلك خلال لقاء عقده المنفي، أمس، بطرابلس، مع عدد من رؤساء الأحزاب.
وأعلن رؤساء الأحزاب تأييدهم الكامل لخطوات «الرئاسي»، باعتباره يمثل وحدة التراب الليبي لتحقيق مشروع المصالحة الوطنية، وجمع الفرقاء ولمّ شمل الليبيين.(وكالات)