تصاعدت الحرب الكلامية بين موسكو وبرلين على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، بالتزامن مع إحياء روسيا «يوم الذكرى والحزن» الذي يصادف غزو قوات ألمانيا النازية تحت قيادة هتلر الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية، يوم 22 يونيو، وهو اليوم الذي تحييه أيضاً أوكرانيا وبيلاروسيا، اللتان كانتا آنذاك جزءاً من الاتحاد السوفييتي. واستمرت الحرب هناك 1418 يوماً من 22 يونيو حزيران 1941، ويقدر المؤرخون أن زهاء 27 مليون جندي ومدني سوفييتي لقوا حتفهم.
ووضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باقة من الزهور تأبيناً لضحايا غزو هتلر. وإحياء لهذه الذكرى، وكشفت وزارة الدفاع الروسية، أمس الأربعاء، وثائق تعود إلى بداية الحرب العالمية الثانية، وتظهر فيما يبدو أن ألمانيا كانت تعتزم الادعاء بأن الجيش السوفييتي يقصف الكنائس والمقابر لتبرير غزوها. وقالت وزارة الدفاع الروسية: «مثلما يحدث حالياً، أعد النازيون عام 1941 لاستفزازات معدة سلفاً من أجل تشويه سمعة دولتنا».
واتهمت روسيا ألمانيا بتأجيج «هيستيريا الخوف من الروس». وقالت الخارجية الروسية في بيان أصدرته بمناسبة ذكرى الغزو النازي «برلين تهدد بالأقوال والأفعال نتائج الجهود المستمرة منذ عقود من قبل روسيا وألمانيا للتغلب على العداء (…) بعد الحرب» العالمية.
وفي الأثناء، قال المستشار الألماني أولاف شولتس، أمس، قبل اجتماعات مجموعة دول السبع وحلف شمال الأطلسي إن مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا «ما زالت بعيدة».
وأكد شولتس أمام النواب الألمان «ما زلنا بعيدين عن مفاوضات السلام لأن بوتين ما زال يعتقد أن بإمكانه إملاء السلام» داعياً حلفاءه إلى «الاستمرار» في دعم كييف من خلال العقوبات و«تسليم الأسلحة» لأوكرانيا.
وفي إشارة إلى المبادرة الأمريكية التي قدمت بموجبها الولايات المتحدة مليارات لإعادة بناء أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية، قال إنه دعا الرئيس الأوكراني إلى المشاركة في قمة مجموعة السبع التي تبدأ الأحد المقبل من أجل «الاتفاق على خطة مارشال لأوكرانيا».
وخلال زيارته لمدينة إيربين الأوكرانية التي دمرتها الحرب الأسبوع الماضي، قال شولتس إنه رأى مستوى من الدمار «يذكِّر بصور ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية».
وأضاف شولتس أنه فيما حشد الاتحاد الأوروبي المليارات من أجل أوكرانيا، فإن البلاد ستحتاج إلى مليارات أخرى في العام المقبل.
وأشار إلى أنه لا يمكن تغطية الحاجات المالية إلا بمشاركة منظمات دولية ودول مانحة أخرى، وأن داعمي أوكرانيا يجب أن يكونوا مستعدين للحفاظ على دعمهم لفترة طويلة.
ومن أجل مساعدة كييف على إخراج الروس قال «من المهم… أن نُبقي على المسار الصحيح، مع عقوباتنا وعمليات تسليم أسلحة منسقة دولياً ودعمنا المالي لأوكرانيا». (وكالات)